شيخُ الإسلام ابنُ تيمية ينصفُ ابنَ حزمٍ .. رحمهما الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 02 - 04, 08:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه كلمات مباركات لشيخ الإسلام ابن تيمية في العلامة الإمام ابن حزم الظاهري جاءت عرضا لكنها فاقت كلام كثير ممن ترجم له قصدا ... فأترككم معها:
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوي 4/ 18:
... كَذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ فِيمَا صَنَّفَهُ مِنْ الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ إنَّمَا يُسْتَحْمَدُ بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ مِثْلَ مَا ذَكَرَهُ فِي مَسَائِلِ " الْقَدَرِ " وَ " الْإِرْجَاءِ " وَنَحْوِ ذَلِكَ
بِخِلَافِ مَا انْفَرَدَ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ فِي التَّفْضِيلِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ.
وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ فِي " بَابِ الصِّفَاتِ "
فَإِنَّهُ يُسْتَحْمَدُ فِيهِ بِمُوَافَقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ لِكَوْنِهِ يَثْبُتُ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، وَيُعَظِّمُ السَّلَفَ، وَأَئِمَّةَ الْحَدِيثِ، وَيَقُولُ: إنَّهُ مُوَافِقٌ لِلْإِمَامِ أَحْمَد فِي مَسْأَلَةِ الْقُرْآنِ، وَغَيْرِهَا، وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ مُوَافِقٌ لَهُ، وَلَهُمْ فِي بَعْضِ ذَلِكَ.
لَكِنَّ الْأَشْعَرِيَّ، وَنَحْوَهُ أَعْظَمُ مُوَافَقَةً لِلْإِمَامِ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ، وَمَنْ قَبْلَهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ فِي الْقُرْآنِ وَالصِّفَاتِ، وَإِنْ كَانَ " أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ " فِي مَسَائِلِ الْإِيمَانِ وَالْقَدَرِ أَقْوَمَ مِنْ غَيْرِهِ، وَأَعْلَمَ بِالْحَدِيثِ، وَأَكْثَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَلِأَهْلِهِ مَنْ غَيْرِهِ،
لَكِنْ قَدْ خَالَطَ مِنْ أَقْوَالِ الْفَلَاسِفَةِ، وَالْمُعْتَزِلَةِ فِي مَسَائِلِ الصِّفَاتِ مَا صَرَفَهُ عَنْ مُوَافَقَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي مَعَانِي مَذْهَبِهِمْ فِي ذَلِكَ، فَوَافَقَ هَؤُلَاءِ فِي اللَّفْظِ، وَهَؤُلَاءِ فِي الْمَعْنَى.
وَبِمِثْلِ هَذَا صَارَ يَذُمُّهُ مَنْ يَذُمُّهُ مِنْ الْفُقَهَاءِ، والمتكلمين، وَعُلَمَاءِ الْحَدِيثِ بِاتِّبَاعِهِ لِظَاهِرِ لَا بَاطِنَ لَهُ، كَمَا نَفَى الْمَعَانِيَ فِي الْأَمْرِ، وَالنَّهْيِ، وَالِاشْتِقَاقِ، وَكَمَا نَفَى خَرْقَ الْعَادَاتِ، وَنَحْوَهُ مِنْ عِبَادَاتِ الْقُلُوبِ.
مَضْمُومًا إلَى مَا فِي كَلَامِهِ مِنْ الْوَقِيعَةِ فِي الْأَكَابِرِ، وَالْإِسْرَافِ فِي نَفْيِ الْمَعَانِي، وَدَعْوَى مُتَابَعَةِ الظَّوَاهِرِ.
وَإِنْ كَانَ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ، وَالدِّينِ، وَالْعُلُومِ الْوَاسِعَةِ الْكَثِيرَةِ مَا لَا يَدْفَعُهُ إلَّا مُكَابِرٌ ; وَيُوجَدُ فِي كُتُبِهِ مِنْ كَثْرَةِ الإطلاع عَلَى الْأَقْوَالِ، وَالْمَعْرِفَةِ بِالْأَحْوَالِ ; وَالتَّعْظِيمِ لِدَعَائِمِ الْإِسْلَامِ، وَلِجَانِبِ الرِّسَالَةِ مَا لَا يَجْتَمِعُ مِثْلُهُ لِغَيْرِهِ.
فَالْمَسْأَلَةُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا حَدِيثٌ يَكُونُ جَانِبُهُ فِيهَا ظَاهِرَ التَّرْجِيحِ.
وَلَهُ مِنْ التَّمْيِيزِ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَعْرِفَةِ بِأَقْوَالِ السَّلَفِ مَا لَا يَكَادُ يَقَعُ مِثْلُهُ لِغَيْرِهِ مِنْ الْفُقَهَاءِ.
ـ[البخاري]ــــــــ[21 - 02 - 04, 10:24 م]ـ
رحمهما الله ورفع منزلتهما في عليين.
ونفع الله بك أخي الشيخ عبدالرحمن
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - 02 - 04, 04:23 ص]ـ
وكذلك مسائل القدر فقد اجاد فيها.
كما ذكره الشيخ د. حمد الشتوي - المدرس بجامعة الامام محمد بن سعود بالرياض
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 02 - 04, 06:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الأخ الكريم الراية أعد قراءة:
كَذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ فِيمَا صَنَّفَهُ مِنْ الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ إنَّمَا يُسْتَحْمَدُ بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ مِثْلَ مَا ذَكَرَهُ فِي مَسَائِلِ " الْقَدَرِ " وَ " الْإِرْجَاءِ " وَنَحْوِ ذَلِكَ
ـ[أبو نايف]ــــــــ[03 - 09 - 04, 12:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 09 - 04, 06:17 ص]ـ
في الصحيحين عن المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " ولكل امرئ ما نوى! وفي التنزيل: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ}
وفي صحيح البخاري عن أبي مسعود قال قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
وأردت عيبي برفع هذا الموضوع، والثاني روائع الحكمة! لكنك لم تنتبه إلى أن في هذا الموضوع استثناء من المدح في الموضوع الآخر الذي رفعتَه إذ كان هذا بعد ذاك بثلاثة أيام فقط!
وفي هذا بيان لمجمل المخالفات العقدية لابن حزم رحمه الله، وكتبته، ولم تكن الظاهرية قد عمل لها الدعاية فهو من فضائلي!
لكن الفهم عزيز.
¥