[استشكال في كلام لابن القيم رحمه الله]
ـ[الفاضل]ــــــــ[21 - 02 - 04, 08:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قال ابن القيم في زاد المعاد (5/ 33):
وأن الحد لا يجب على جاهل بالتحريم لأنه صلى الله عليه وسلم
سأله عن حكم الزنى فقال أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من أهله حلالا.
هل يصح هذا الإستدلال؟ ألم يكن ماعز رضي الله عنه يعلم بحرمة الزنا
وقد أمر صلى الله عليه وسلم برجمه مع علمه بحرمة الزنا، أليس كذلك؟
أم أنه عندما سأله صلى الله عليه وسلم عن الزنا دل هذا على أنه معذور لو لم يكن عالما بالحكم (هذه الخاطرة أتتني وأنا أكتب)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[22 - 02 - 04, 04:27 ص]ـ
مراد بن القيم رحمه الله الإستدلال بسؤال النبي صلى الله عليه و سلم أن من جهل حرمة الزنا لم يحد لأنه فعل ما لم يعلم تحريمه و هذه قاعدة شرعية
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[22 - 02 - 04, 04:57 ص]ـ
مراد بن القيم رحمه الله الإستدلال بسؤال النبي صلى الله عليه و سلم أن من جهل حرمة الزنا لم يحد لأنه فعل ما لم يعلم تحريمه و هذه قاعدة شرعية يدخل فيها كثير من المسائل و أن الحدود تدرأ بالشبهات و من أعظم الشبهات الجهل بالتحريم.
و الأدلة على هذه القاعدة كثيرة من الكتاب و السنة.
قال تعالى {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (5) سورة الأحزاب.
و قوله تعالى {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (286) سورة البقرة و الحديث الصحيح أن الله تعالى قال (قد فعلت قد فعلت .. )
و حديث ماعز هذا يدل على هذه القاعدة و أنه لو كان الجاهل و العالم في هذا الحكم سواء لما سأله النبي صلى الله عليه و سلم هل يعلم بحرمة الزنا أم لا؟
و هنا تنبيهان يجب التوقف عندهما:
الأول: أنه من علم حرمة الزنا مثلا و لكن جهل وجود حد للزنا فهذا لا يعذر بجهله حد الزنا بعد علمه بالحرمة.
الثاني: أنه ليس كل إدعاء بالجهل يقبل فمن علم من حاله أنه لا يجهل الحرمة فلا عذر له بادعاء الجهل كمن جهل وجوب الصلاة و هو في دار و مظنة علم.
و لولا خشية الإطالة لذكرت أدلة كل مسألة و في ما ذكرته كفاية.
فماعز رضي الله عنه يعلم حرمة الزنا و لكن هل كان النبي صلى الله عليه و سلم يعلم أنه يعلم بحرمة الزنا؟.
ثم لو فرض أن النبي صلى الله عليه و سلم يعلم أنه يعلم حرمة الزنا جاز للنبي صلى الله عليه و سلم سؤاله لبيان حكم من لم يعلم حرمة الزنا للمسلمين.
و الله اعلم.
ـ[الفاضل]ــــــــ[22 - 02 - 04, 11:57 م]ـ
جزاك الله خيرا