الاستهانة بهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه). انتهى.
ولكل ما تقدم وما سوف يفضي إليه الإقدام على هذا الأمر من الاستهانة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه رضي الله عنهم وتعريض سيرته وأعماله وسيرة أصحابه وأعمالهم للتلاعب والامتهان من قبل الممثلين وتجار السينما يتصرفون فيها كيف شاءوا، ويبرزونها على الصفة التي تلائمهم بغية التكسب والاتجار من وراء ذلك، ولما في هذا العمل الخطير من تعريض النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم للاستهانة والسخرية، وجرح مشاعر المسلمين، فإني أكرر استنكاري بشدة لإخراج الفيلم المذكور.
وأطلب من جميع المسلمين في كافة الأقطار استنكارهم لذلك، كما أرجو من جميع الحكومات والمسئولين بذل جهودهم لوقف إخراجه. وفي إبراز سيرته صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه رضي الله عنهم بالطرق التي درج عليها المسلمون من عهده صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ما يكفي ويشفي ويغني عن إخراج هذا الفيلم.
وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين جميعا وحكوماتهم لكل ما فيه صلاح المسلمين في العاجل والآجل، ولكل ما فيه تعظيم نبيهم صلى الله عليه وسلم التعظيم الشرعي اللائق به وبأصحابه الكرام، والحذر من كل ما يفضي إلي التنقص لهم أو السخرية منهم أو يعرضهم لذلك، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.
هيئة كبار العلماء
*********************
وجهة النظر:
وجهة نظر: حول تمثيل كبار الصحابة فى الأعمال الفنية الدرامية
د. أحمد طه ريان
أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن - جامعة الأزهر
نشرت «الرسالة» فى عددها السادس، بحثًا للدكتور محمد عمارة - حفظه الله - حول التمثيل الفنى لأدوار الصحابة، تضمن بعض الأفكار عن المقصد الشرعى المطلوب تحقيقه فى التعامل مع صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وانتهى إلى أن «تمثيل أدوار الصحابة فى الأعمال الدرامية الفنية يدخل فى دائرة الإباحة، وربما المندوب والاستحباب إذا أمكن معه الحفاظ على الصورة المثالية التى رسمها لهم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ويدخل فى دائرة الكراهة أو الحرمة إذا أضر التمثيل بهذا المثال الذى ظل ويجب أن يظل واحدًا من الطاقات الدافعة لأجيال هذه الأمة على درب المكارم والمناقب، وتحقيق المقاصد الإسلامية العظمى فى هذه الحياة».
ثم رجح سيادته «إبقاء التمثيل الفنى لأدوار الصحابة - كل الصحابة - على أصله فى الحِلِّ والإباحة .. » مبديًا ملاحظاته على رأى مجمع البحوث الإسلامية - بالأزهر الشريف - والذى رجح منع تمثيل أدوار كبار الصحابة العشرة.
وقد دعا سيادته فى نهاية بحثه إلى فتح باب الحوار حول هذه المسألة، عسى أن يقودنا ذلك إلى اجتهاد إسلامى معاصر فى هذه القضية المثارة.
وقد دعت الرسالة السادة العلماء والكتاب لتناول هذه المسألة، واستجاب لنا البعض، ومنهم: د. أحمد طه ريان، الذى ننشر - فى السطور القادمة - رؤيته حول هذه المسألة، إعمالاً لمبدأ الحوار والاجتهاد، ولا تزال القضية مطروحة لمن أراد أن يبدى برأيه ملتزمًا آداب الحوار والاختلاف، وإلى ما كتبه د. أحمد طه ريان:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فإن الله (عز وجل) قد اصطفى بعضًا من عباده ليبلغوا عنه أحكامه إلى خلقه؛ قد سبقت لهم العناية، وتم الاختيار، قبل أن يوجدوا فى أرحام أمهاتهم، كما سبقت العناية وتم التكريم لهذه الأمة، حيث اختير لها سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم) ليكون بشيرًا ونذيرًا لخير أمة أخرجت للناس، وقد اختار المولى (جل علاه) لمعاونته ومساندته هذه الصفوة من خلقه لينشروا دعوته، ويبلغوا رسالته إلى أمته.
وقد رأيت أن أسهم بهذه الكلمة المتواضعة فى الحوار الذى بدأه ودعا إليه أخى الدكتور محمد عمارة حول تمثيل أدوار كبار الصحابة فى الأعمال الفنية، بعد أن صدر قرار مجمع البحوث بالأزهر بمنع تمثيل كبار الصحابة (العشرة المبشرين بالجنة) فى الأعمال الفنية الدرامية، وكان رأيى أن المجلس قد أصاب فى هذا القرار، بل تمنيت لو كان شاملاً لكل كبار الصحابة.
¥