ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[02 - 03 - 04, 12:21 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة جامع الكلمة
هذا تعقيب كتبه أحد أبرز طلاب شيخنا الشيخ عبد الله السعد، وهو الشيخ علي الصياح:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين، وصلى اللهُ على عبدهِ ورسولهِ خاتمِ النبيين، وعلى آله وصحبهِ ومن تبعهم بإحسان وسلّم تسليماً كثيراً، أمَّا بعد:
فنشكر الأخوة في منتدى "ملتقى أهل الحديث" على جهودهم الطيبة المباركة في نشر العلم وبالذات علم الحديث الشريف، وعنايتهم بأقوال الأئمة المتقدمين، والمذاكرة في ذلك على طريقة أهل الحديث، فنسأل الله عز وجل أن يبارك فيهم وفي جميع الأخوة المشاركين وأن يزيدنا وإياهم علماً وعملاً.
أخوتي الكرام ...
لفت انتباهي في اللقاء مع فضيلة الشيخ /حمزة المليباري السؤال رقم (37) وصورته:
من خلال نقاشي مع المهتمين بهذا المنهج كشيخنا: عبد الله السعد، و أحد كبار طلابه عن المنهج كان منهم إبداءُ أمرٍ مشكلٍ و هو: أن هذا المنهج إنما هو مبنيٌ على فهوم العارف بالأسانيد. فما مدى صحة هذه القولة؟ و مما لا شكَّ أن منهجاً قام على فهومٍ دون قواعد فمآله إلى انهيار و أفولٍ لنجمه.
وهذا السؤال عليه ملحوظات:
1 - أن هذا الفهم عن الشيخ غير سليم، فالشيخ من أحرص الناس على بيان أنَّ للمتقدمين قواعد دقيقة، وموازين منضبطة ينطلقون منها لنقد وبيان الأسانيد والمتون، ومن حضر دروس الشيخ مستفيداً عَرف هذا، ويكفي طالب العلم أن يستمع إلى أشرطة الشيخ – خاصةً شرح كتاب " التمييز" للإمام مسلم بن الحجاج، وكتاب "التتبع" للإمام الدارقطني، وشرح سنن الإمام الترمذي –ليتبين له ذلك جلياً.
2 - أنَّ في ظني أنّ السائل –وفقه الله لكل خير- سمع الشيخ يقول: إنّ العارف بالأسانيد يفهم منهج المتقدمين من خلال كتبهم والنقول عنهم ففهم ما تقدم في السؤال، فإنْ كان كذلك فمقصود الشيخ أنّ القواعد والضوابط التي يسير عليها المتقدمون ليست مجموعة كلها في كتاب بحيث يكتفي الباحث بقراءته فيحيط بمنهج النقاد المتقدمين ومصطلحاتهم وألفاظهم، بل لا بدّ لمعرفة القواعد والضوابط من التتبع والسبر والاستقراء؛ بشرط الفهم والتنبه والتجرد، وبهذا تُعرف القواعد والضوابط، ومما يقوي الظنّ أنّ هذا مراد السائل قوله في سؤاله الآخر:
(ثالثا: بالنسبة للدعوة لمنهج المتقدمين في الحديث تتبادر إلى الذهن إشكالات: أولها: القواعد المحررة المعتمدة في الحكم على الحديث أو سنده هل توجد أم لا؟ و إذا كانت موجودة فمن الذي جمعها في كتابٍ معتمد يُرْجَع إليه؟).
وربما عُرفت بعض مصطلحات المتقدمين من خلال النقول التي يذكرها مَنْ كَتَبَ في علوم الحديث من المتأخرين بدء من "علوم الحديث" لابن الصلاح ومن بعده –راجع مثال على ذلك: مبحث الحسن، والمعلول، والمنكر-.
3 - أني منذُ عرفت الشيخ –حفظه الله ورعاه- قبل عشرين سنة ومنهجه واحد، نعم ربما يتغير رأيه في مسألة ما، أو جزئية معينة، وأعرف مسائل عديدة من تصحيح حديث أو تضعيفه أو تقوية راو أو تليينه تراجع عنها الشيخ بعد بحث ومذاكرة، لكن من حيثُ المنهج العام -وهو العناية بأقوال النقاد المتقدمين، ودراساتها وبيان مناهجهم وقواعدهم في نقد المتون والأسانيد- لم يتغير.
وأظن أني لست بحاجة إلى الإطالة في بيان ما تقدم لأنّ كثيراً ممن يكتب في هذا المنتدى هم من تلاميذ الشيخ وممن يفهم منهج الشيخ جيداً، ثم إنّ الشيخ –وفقنا الله وإياه وجميع المسلمين - بشر يخطئ ويصيب، والحق وسط بين الغالي والجافي.
تنبيه:
1 - تصور بعض طلبة العلم أنّ هناك تسلسلاً زمنياً للدعوة لمنهج المتقدمين وأنّ من أوائل من دعا إليه هو (ابن رجب) ثم تلاه من بعده كـ (المعلمي) و (الغماري) غير سليم ولا يمكن أن ينضبط-في رأيي- لأنَّ القضية منهج، فمن راعى هذا المنهج فهو متبع للنقاد المتقدمين من المحدثين، سواءً كان في القرن الخامس أو في القرن الخامس عشر.
2 - إنّ تنبه طالب العلم للتفاوت والاختلاف بين أحكام المتقدمين والمتأخرين، واختلاف المصطلحات ومفهومها يولد عند طالب العلم نقد حديثي يجعله يتذوق الفرق بين المنهجين.
وعدم مراعاة تحول وتغير بعض المصطلحات يولد لنا من يقول لعلي بن المديني والبخاري وغيرهما: ما هكذا تصحح أوتحسن أو تعل الأحاديث!! .. وهلمّ جرا-وقد قيل بعض ذلك، والله المستعان-.
وعوداً على بدء أشكر الأخوة في منتدى "ملتقى أهل الحديث" على جهودهم الطيبة وإحياءهم المذاكرة على طريقة أهل الحديث.
وما كان من صوابٍ فمن اللهِ وحدَه لا شريك له، وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
كتب: علي الصياح.
16/ 11/ 1423هـ.
[email protected]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5746
ـ[عصام البشير]ــــــــ[02 - 03 - 04, 09:34 م]ـ
تنبيه:
ما جاء في كلام الشيخ الصياح مما يفهم منه أن الغماري على منهج المتقدمين في تعليل الأحاديث ونقدها غير صواب. بل الغماري على منهج غلاة المتأخرين، مع اتباع الهوى والتقلب في تطبيق القواعد بحسب المواضيع المبحوثة.
والناظر في كتابيه (ليس كذلك) و (المداوي) يجزم بما ذكرته.
والله تعالى أعلم.
¥