تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كلام ابن تيمية عن مقتل الحسين - رضي الله عنه -]

ـ[الفقير إلى عفو ربه]ــــــــ[26 - 02 - 04, 04:36 م]ـ

سئل الإمام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – عن مقتل الحسين – رضي الله عنه –،وما حكم قاتله؟،وما حكم يزيد؟ وما صح من صفة مقتل الحسين،وسبي أهله،وحملهم إلى دمشق،والرأس معهم،وما حكم معاوية في أمر الحسن،والحسين،وعلي،وقتل عثمان،ونحو ذلك؟

ـ[الفقير إلى عفو ربه]ــــــــ[26 - 02 - 04, 06:03 م]ـ

فأجاب:

الحمد لله،أما عثمان،وعلي،والحسن – رضي الله عنهم – فقُتلوا مظلومين شهداء باتفاق أهل السنة والجماعة،وقد ورد في عثمان،وعلي أحاديث صحيحة: في أنهم شهداء،وأنهم من أهل الجنة،بل وفي طلحة،والزبير – أيضا –،كما في الحديث الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجبل لما اهتز،ومعه أبو بكر،وعمر،وعثمان،وعلي: " اثبت حراء،أو أحد؛فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان "،بل قد شهد النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة للعشرة،وهم: الخلفاء الأربعة،وطلحة والزبير،وسعد بن أبي وقاص،وسعيد بن زيد،وعبدالرحمن بن عوف،وأبو عبيدة بن الجراح.

أما فضائل الصديق فكثيرة مستفيضة،وقد ثبت من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا؛ولكن صاحبكم خليل الله " يعني: نفسه،وقال: " إن أمن الناس علينا في صحبته،وذات يده أبو بكر "،وقال: " لايبقين في المسجد خوخة إلا سُدَّت إلا خوخة أبي بكر "،وقال لعائشة: " ادعي لي أباك،وأخاك؛حتى أكتب لأبي بكر كتابا لايختلف عليه الناس من بعدي "،ثم قال: " يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر "،وجاءته امرأة،فسألته شيئا،فأمرها أن ترجع إليه،فقالت: (أرأيتَ إن جئت فلم أجدك؟) – كأنها تعني: الموت – قال: " إن لم تجديني فأتي أبا بكر "،وقال: " أيها الناس: إني جئتكم،فقلتُ: إني رسول الله إليكم،فقلتم: كذبتَ،وقال أبو بكر: صدقتَ،وواساني بنفسه،وماله،فهل أنتم تاركو لي صاحبي ".

وهذه الأحاديث كلها في الصحاح ثابتة عند أهل العلم بالنقل.

وقد تواتر أنه أمره أن يصلي بالناس في مرض موته،فصلى بالناس أياما متعددة بأمره،وأصحابه كلهم حاضرون: عمر،وعثمان،وعلي،وغيرهم،فقدّمه عليهم كلهم.

وثبت في الصحيح: أن عمر رضي الله عنه قال له – بمحضر من المهاجرين والأنصار –: (أنت خيرنا،وسيدنا،وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم)،وثبت في الصحيح: أن عمرو بن العاصي سأله عن أحب الرجال إليه،فقال: " أبو بكر ".

وفضائل عمر،وعثمان،وعلي كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها،وإنما المقصود أن مَن هو دون هؤلاء،مثل: طلحة،والزبير،وسعد،وسعيد،وعبدالرحمن بن عوف قد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض،كما ثبت ذلك في الصحيح: عن عمر أنه جعل الأمر شورى في ستة: عثمان،وعلي،وطلحة،والزبير،وسعد،وعبدالرحمن،وقال: (هؤلاء الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض)،بل قد ثبت في الصحيح: من حديث علي بن أبي طالب: أن حاطب بن أبي بلتعة قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه قد شهد بدرا،ومايدريك أن الله اطلع إلى أهل بدر،فقال: اعملوا ماشئتم،فقد غفرت لكم "،وكانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر،وثبت في صحيح مسلم: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لايدخل النار أحد بايع تحت الشجرة "،وكان أهل الشجرة ألفا وأربع مئة: كلهم رضي الله عنهم،ورضوا عنه،وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار،وهم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا،فهم أعظم درجة ممن أنفق من بعد الفتح وقاتل،وثبت في الصحيح: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لاتسبوا أصحابي،فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا مابلغ مُد أحدهم ونصيفه "،وثبت في الصحيح: أن غلام حاطب قال: (والله – يارسول الله – ليدخلن حاطب النار)،فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: " كذبت،إنه قد شهد بدرا والحديبية "،وهذا وقد كان حاطب سيء المَلَكَة،وقد كاتب المشركين بأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح،ومع هذه الذنوب أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ممن يدخل الجنة،ولايدخل النار،فكيف بمن هو أفضل منه بكثير،كعثمان،وعلي،وطلحة والزبير،وسعد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير