ـ[اسد الصمد]ــــــــ[28 - 01 - 05, 02:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا ومرحبا بأخي الحبيب
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
وكثر الله من أمثالك
و ما زلنا ننتظر المزيد
ولقد رأيت في بعض التسجيلات أشرطة للشيخ العلامه عبدالمحسن العباد في شرح هذه الرسالة
وتقع في (12) شريطا فهل شرحه فيها أوسع من الكتاب
ويا حبذا يا أخي الحبيب لو ذكرت زوائد المسائل الوارده في الشرح المسموع إن كان هناك
و جزاك الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 06 - 05, 10:03 ص]ـ
/-8 - على العرشِ استْوَى , وعَلى المُلْكِ احْتَوى
من صفات الله الفعلية استواؤه على عرشه , ومذهب السلف فيه وفي سائر الصفات إثبات الجميع على ما يليق بالله من غير تكييف أو تمثيل , ومن غير تحريف أو تعطيل , مع فهم المعنى والجهل بالكيفية , كما قال الإمام مالك رحمه الله – وقد سُئل عن كيفية الاستواء – قال (الاستواء معلوم , والكيف مجهول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة).
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره عن تفسير آية الاستواء على العرش في سورة الأعراف , قال (وأما قوله تعالى " ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " فللناس في هذا المقام مقالاتٌ كثيرةٌ جداًّ ليس هذا موضع بسطها , وإنما نسلُكُ في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً , وهو إمرارُها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل , والظاهر المتبادر إلى أذهان المُشبهين منفيٌّ عن الله , فإن الله لا يُشبه شيءٌ من خلقه , وليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير , بل الأمر كما قال الأئمة , منهم نُعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري , قال (مَن شبه الله بخلقه كفر , ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر , وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسُوله تشبيه , فَمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحةُ والأخبارُ الصحيحةُ على الوجه الذي يليق بجلال الله , ونفى عن الله النقائص , فقد سلك سبيل الهدى).
وقد جاء إثبات استواء الله على عرشه في القرآن في سبعة مواضع , قال الله عز وجل في سورة طه (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) , وقال (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) في الأعراف ويونس والرعد والفرقان والسجدة والحديد.
ومعنى (اسْتَوَى) عند السلف: ارتفع وعلا , وأما المتكلمون فيؤولون (اسْتَوَى) بمعنى استولى وهو باطل , قال أبوالحسن الأشعري رحمه الله في كتابه الإبانة ص86 (وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن قول الله عز وجل " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " أنه استولى ومَلَكَ وقَهَر , وأن الله عز وجل في كل مكان , وجحدوا أن يكون الله عز وجل على عرشه كما قال أهل الحق , وذهبوا في الاستواء إلى القُدرة , ولو كان هذا كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة , فالله سبحانه قادرٌ عليها وعلى الحُشوش وعلى كل ما في العالم , فلو كان الله مستوياً على العرش بمعنى الاستيلاء وهو عز وجل – مُستوٍ على الأشياء كلها – لكان مستوياً على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأقذار , لأنه قادرٌ على الأشياء , مُستولٍ عليها , وإذا كان قادراً على الأشياء كلها ولم يَجز عند أحد من المسلمين أن يقول: إن كان الله عز وجل مستوٍ على الحشوش والأخلية , لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها , ووجب أن يكون معناه استواء يختص العرش دون الأشياء كلها).
وقد بين ابن القيم بطلان تفسير الاستواء بالاستيلاء من اثنين وأربعين وجهاً في كتابه الصواعق المرسلة كما في مختصره لمحمد بن الموصلي 2/ 126 - 152.
ولما قال ابن أبي زيد رحمه الله (على العرش استوى) قال عَقبَه (وعلى الملك احتوى) , وكأنه يشير بذلك إلى إبطال قول المتكلمين: استوى بمعنى استولى , لأن الله عز وجل مالكُ كل شيء: العرش وغير العرش , والله وحده الخالق , ومن سواه مخلوق , والذي تفرد بالخلق والإيجاد هو المتفرد بالمُلك , قال الله عز وجل (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) , وقال (لله ملك السمواوت والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير) , وقال (له ملك السمواوت والأرض وإلى الله ترجع الأمور) , وقال (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) , وقال (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) , وقال (الذي له ملك السمواوت والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا) , وقال (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ... ) , وقال (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا * إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا).
¥