تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بخلاف مؤلف "الإجازة" فقد قال في (ص: 40): " فإنه فعله نبي الهدى وسلف الأمة"، وهذا يفهم منه العموم؛ لأن تعريف الإضافة من مقتضيات العموم، كالألف واللام (انظر "إرشاد الفحول" للشوكاني (1/ 440)).

وقد يعترض معترض، ويقول: لكنه قال في (ص:9): " قد فعلها السلف الصالح، وأثبتوا أنها "سنة وحق" كابن عباس وسهل بن حنيف رضي الله عنهم"، وهذا تخصيص للعموم الذي قد يفهم من كلامه السابق!!

فيقال: لكن سياق الكلام لا يساعد على ذلك، فقوله: " كابن عباس وسهل بن حنيف" يفيد أن هناك غير ابن عباس وسهل بن حنيف من يفعل أيضاً كفعلهما؛ لأن الكاف هنا (في "كابن عباس") –كما عند أهل اللغة- يراد بها التمثيل لا الحصر.

وأما كلام العلامة البنّا –رحمه الله- فليس فيه أنه يرى بسنية الجهر، غاية ما يقال: أنه يرى أن ظاهر الحديث يفيد ذلك.

وأما كلام الشيخ مقبل –رحمه الله- فهو إنما يذكر معنى حديث ابن عباس، ونحن لا نختلف في أن ابن عباس –رضي الله عنهما- كان يجهر بالفاتحة، ولكن لماذا جهر؟ هل جهر لأن الجهر سنّة؟! أم أنه من أجل تحصيل مصلحةٍ ما؟

وقبل أن أختم كلامي، أوجه نصيحة أخوية، أحث فيه اخواني –وبخاصة طلبة العلم منهم –أن يلتزموا الكتاب والسنة في جميع أحوالهم، وأن يطالعوا بأنفسهم في كلام السلف –رضوان الله عليهم- من المصادر المعتبرة، وأن لا يغتروا بأقوال ينفرد بها بعض العلماء المتأخرين؛ فإنها في الغالب مرجوحة وضعيفة.

أسأل الله أن يجعلنا من المتبعين للسنن كيفما دارت، والمتباعدين عن الأهواء حيثما مالت؛ إنه خير مسؤول، وأعظم مأمول (انظر "صحيح ابن حبان" (1/ 164) بترتيب ابن بلبان.

وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه: أحد طلبة العلم، في ليلة الأحد، لثلاث ليال خلون من شهر رجب، أحد شهور سنة أربع وعشرين وأربعمئة وألف، والحمد لله رب العالمين.

المنامة - البحرين

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير