قال تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ *فِي أَدْنَى الأرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُون*فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (1 - 5) سورة الروم
ومن يفهم من الآيات المراد، سيفرح لأنتصار بغداد، رغم البغض ورغم الأحقاد، فهم أهون علينا من ذلك السواد، المشركون لثالوثهم يرجون الحصاد.
قال تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (120) سورة البقرة
فإن حارَبَنا من بيده الانتصار، فنحن ضد البغاة وضد الاستعمار
ومن يغزو الدار فلا يريد غير الدمار، سنموت دون العرض والمال وليس ذلك انتحار، بل استشهاد فان لم يكن فانتصار!!!
أيها المسلمون ...
ألسنا من استعان بهم على إخراج الفئة الباغية، أليس الأولى لنا في هذه الظروف القاسية، أن نتكاتف حتى مع الفاسقين لدفع الجيوش المعادية.
إلا إن تبين من المنافق نفاقه، وسعى لإرضاء رفاقه، وعندما نغلب فعيناه بالدمع رقراقه.
يحب لنا الهزيمة، ويشاركنا في الغنيمة، ويتمنى العاقبة علينا أن تكون وخيمة
لذا حق للمنافق أن يكون في الدرك الأسفل من النار، لأنه على المسلمين من أعظم الأخطار، ولا يعرفه إلا من شاهد له الآثار،هذا إن لم تمسحها الرياح أو يخفيها الغبار.
قال تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} (101) سورة التوبة
كلنا يعرف قصة قوم موسى عندما ذهب رسولهم لميقات ربه، وذلك بعد ما نجوا من فرعون وما أراده لهم، أصبحت قلوبهم خاوية لغياب موسى عنهم فقد كان يذكرها ويعمرها بذكر الله في جميع أحوالهم،ولفرحتهم بالنصر،ونجاتهم من هول الأمر، تركوا شكر الله على النعمة، فصنع لهم السامري عجلا يخور بلا حشمة، فوجهوا الشكر له وحلت بهم النقمة.
اسقطوا ما في قلوبهم على العجل كتعبير، بدلاً من شكر العلي القدير.
ظهر لهم السامري:: والجحود بدمه يسري
فأخذ من أثر الرسول:: وخاطبهم وهو يقول
هوإلهكم وإله موسى:: ولا يهمنا من نسى
عبدوا عجلاً يخور:: جسم كان في النحور
وقبل النجاة من يدري:: هل سيخرج السامري
(سليل الاسلام)
قال تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (126) سورة آل عمران
وصيتي لكم ... من أخ يحبكم
إن كان النصر حليفنا بإذن الله فلا تلقوا كما ألقى السامري!!!
وأظن ذلك سيقع، وأرجو أن يكون ظني ممتنع
لا تنسبون النصر لغير الله أبداً، فهل تطلبون مع غير الله سؤدداً
فلا يخدعنكم السامري بفنونه ...
ولا تمجدونه، مهما صدقت ضنونه، بل أحبوه ودعوا شيطانه لا تعينونه
على الفرح بالتمجيد فأنتم بذلك تسحقونه، حتى وأن كنتم لا تقطعون أمراً دونه، أو كانت المعجزات تبدو من نظرات عيونه!!
إن النصر من عند الله وهذا مجرد بشر، له حق الأخوة في الدين والسهر.
أنا لا أدعو الى نكران الجميل، أو ان يكون المرء بالشكر بخيل، بل أحذر من فعل السامري فهو يزيد الغليل، ويغضب الرحمن حتى أن حَكَم على فعلهم بالتقتيل.
قال تعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (114) سورة النساء
فمن دعى كالسامري بالالتفاف والانتشار، حول شيٍ يكون هو رمز للانتصار، فقدأراد أن تُهدم الدار، على ساكنيها وعلى الجوار، فللرمز جزاءٌ ولن تقبل للسامري أعذار.
قال تعالى: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} (97) سورة طه
وبهذا الجزاء تبدد الافكار، والحل جمعها ورميها في الانهار، لكي لا يبقى على المنهج اي اصرار، فلننبذها ليصح الأساس ويشتد الإعمار.
لكي يكون في الحق منهجنا، وتكون لله جميع أعمالنا
فالعدو يمهل والله يمهله، والله يحقق أمننا والخوف من فضله، والنصر قادمٌ ... فلمَ العجله؟؟؟
فالله يكيد لأعدائنا، والله يحفظ أعراضنا
والحمد لله على ما صنع، وما أعطى وما منع، وما أعزّ وما وضع، ما صَدح مُغرّدٌ أو هَجع.
ربُّ الأرض والسماوات، وما بينهما من كائنات
سبحانه المُتعالي
يسرّ اختزالي ... لمقالي!!
في هذه الكلمات
لا ردّ الله السامري ولا عِجله .... لا ردّ الله السامري ولا عِجله
والسلام خير ختام
سليل الاسلام