تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الاحتفال بالمولد النبوي]

ـ[محمد محروس]ــــــــ[29 - 02 - 04, 08:46 ص]ـ

الكلام الندي في الاحتفال بميلاد النبي ?

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} ().

{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} ().

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما} ().

وبعد

إن الناظر في تاريخ هذه الأمة , يعلم أن أزهى عصورها , وأفضلها على الإطلاق عصر النبوة وما بعده , وذلك لأن هذا العصر كان أصفى عقيدة وعملا , خال من البدع والشبهات فاستقامت الأمة أيما استقامة , اعتصمت بكتاب ربها فلم تضل ولم تزغ , وتمسكت بهدي نبيها فلم تحد عنه ولم تبتدع , فأصبح ذكرها مرفوعا، وأثرها معلوما، وفضلها مشهورا، فأعلى الله كلمتها , ونصرها وأعزها , ودانت لها الأمم من حولها، فلم يستطع كسرى و لا قيصر صد زحفها بل زحفت وزحفت حتى بلغ الدين مبلغه , وأصبح للدين شوكته ومهابته ومنعته ودولته , كانت مترابطة متماسكة قوة واحدة في وجه عدوها لا خلاف ولا اختلاف , حتى تسربت إليها بعض البدع الفاسدة فأثر ذلك فيها فظهرت الفرقة بين صفوف الأمة , وبدأ الوهن والضعف يدب فيها.

جاءت الخوارج ثم الشيعة ثم القدرية ثم المرجئة ثم المعتزلة ثم الجهمية ثم الصوفية وهلم جر حتى أثخن جسد الأمة بالمصائب والجراح , وظهر ضعفها ووهنها ,

حتى أنك لو نظرت وجدت شيئا واضحا وهو أن هذه البدع لها علاقة أصيلة بعز الأمة وذلها , فحين كانت الأمة خالية من البدع كانت عزيزة، ولما أصبحت الدولة للبدعة وأهلها أصبحت الأمة أذل الأمم , وإذا أردت دليلا فتأمل عصرنا وانظر كم البون شاسع بين عهدنا وعهدهم الذي خلا من البدع , والبون شاسع بين حالنا وحالهم.

وهذا حالنا يا أخي لا يخفى عليك , أصبحت الأمة ذليلة بعد عزة , وضعيفة بعد قوة , وفرقا بعد وحدة.

كنا عظاما فصرنا عظاما وكنا نقوت فها نحن قوت

أصبح دمها مستحلا , وأعراضها مستباحة , وأرضها مغصوبة، وحقوقها مسلوبة , وأصبح حالها وما صارت إليه يذوب لها القلب كمدا وتبكي لها العين دما.

حال الأمة يجعل العبد يقف مع نفسه مرة وألف مرة في كل لحظة سائلا نفسه ومن حوله أين مجد الأمة؟

ما بال قومي من أعدائهم رهبوا مطية الجبن والإذعان قد ركبوا

ما بال قومي قد تاهت نفوسهم ومن دم الأمة الأنهار تنسكب

أواه إن فؤادي يكتوي ألما وفي حشاشة نفسي أوقد الحطب

العار في خاطري والنفس عاجزة والحال أعجب مما حاله العجب

تساؤل جال في نفسي وأقتله متى تدول على أعدائنا الحقب

قد طال صمتي ولكن للدجى أمد عما قريب فجاج الأرض تلتهب ()

يا أخي: إن البدعة قد غيرت وجه الشريعة أفلا تغير وجه الأرض , إن خطر البدعة على الدين عظيم فإنها تبطل الحق وتحق الباطل , إن البدعة سوس ينخر في عظم الأمة , ولقد علم أعداؤنا هذا فأغروا السفلة والجهلة من هذه الأمة وأعانوهم على ابتداع البدع ونشرها لعلمهم أن إشاعة هذه البدع والخرافات في الأمة تجعلها لقمة سائغة لعدوها , والتاريخ يشهد بذلك , فإن أعداء الله من الفاطميين وغيرهم ممن سبقوهم أو جاءوا بعدهم أرادوا أن يغرقوا الأمة في البدع والضلال حتى يظلوا جاثمين على صدر هذه الأمة , وانظر في تاريخ هؤلاء القوم حتى تعلم صدق هذا القول , بل أنظر إلى نابليون الكافر العربيد لما نزل مصر ماذا فعل لإحياء البدع وماذا دفع , بل أنظر لما أراد الفرنسيون أن يدخلوا بلاد المغرب العربي " دسوا رجلا منهم سمي " سيد أحمد الهادي " واجتهد في تحصيل الشريعة حتى وصل إلى درجة عالية، وعين إماما لمسجد كبير بالقيروان، فلما أقترب الجنود الفرنسيون من المدينة استعد أهلها للدفاع عنها , وجاءوا يسألونه أن يستشير الضريح الذي في المسجد , ودخل " سيد أحمد الهادي " الضريح ثم خرج يقول إن الشيخ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير