تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ينصحكم بالتسليم لأن وقوع البلاد صار محتما فأتبع القوم كلمته , ودخل الفرنسيون آمنين " ().

وهذا وغيره على مدار التاريخ القديم والحديث يبين لك مدى خور المبتدعة ومدى مساعدتهم للمستعمرين سواء علموا أو لم يعلموا وضررهم البالغ في ضرب الإسلام والمسلمين , ولعل هذا يكون دليلا كبيرا على أن هذه الموالد والبدع ما ابتدعت إلا لضرب الإسلام، وتحطيمه والقضاء عليه. ()

من أجل ذلك وغيره وحب لديني وسنة رسولي ?، وبغضا للبدعة وأهلها كتبت هذه الكلمات مبينا حقيقة هذه البدعة (بدعة الاحتفال بالمولد النبوي)، عل الله أن ينفع بهذه الكلمات وأن يتقبلها مني وأن تكون قامعة لهذه البدعة وغيرها من البدع التي تفشت في الأمة فحالت بينها وبين العزة والرفعة.

وإني لأسأل الله أن يمكن لهذه الأمة ويقر أعيننا بنصر الإسلام وعز المسلمين.

وكتبه

أبو إدريس السلفي

محمد بن محروس بن أحمد إسماعيل

غرة شعبان لسنة 1424 هـ

توطئة

قال الإمام الحافظ محمد بن وضاح: أخبرني غير واحد أن أسد بن موسى كتب إلى أسد بن الفرات:

اعلم يا أخي: أن ما حملني على الكتابة إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الناس، وحسن حالك مما أظهرت من السنة، وعيبك لأهل البدع، وكثرة ذكرك لهم، وطعنك عليهم , فقمعهم الله بك وشد بك ظهر أهل السنة، وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم، فأذلهم الله بيدك، وصاروا ببدعتهم مستترين، فأبشر يا أخي بثواب ذلك، واعتد به من أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله تعالى، وإحياء سنة رسول الله ?، وقد قال رسول الله ?: " من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ـ وضم بين أصابعه ـ وقال: أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه، كان له مثل أجر من اتبعه إلى يوم القيامة ".

فمتى يدرك أجر هذا بشيء من عمله؟.

وذكر أيضا أن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا لله يذب عنها , وينطق بعلاماتها، فاغتنم يا أخي هذا الفضل، وكن من أهله، فإن النبي ? قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه: " لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من كذا وكذا " وأعظم القول فيه، فاغتنم ذلك وادع إلى السنة حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث، فيكونون أئمة بعدك، فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء في الأثر.

فاعمل على بصيرة ونية وحسبة، فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر، فتكون خلفا من نبيك ?، فإنك لن تلقى الله بعمل يشبهه، وإياك أن يكون لك من أهل البدع أخ أو جليس أو صاحب، فإنه جاء في الأثر: " من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة، ووكل إلى نفسه، ومن مشى إلى صاحب بدعة، مشى في هدم الإسلام وجاء: ما من إله يعبد من دون الله أبغض إلى الله من صاحب هوى.

وقد وقعت اللعنة من رسول الله ? على أهل البدع، وأن الله لا يقبل منهم صرفا ولا عدلا ولا فريضة و لا تطوعا، وكلما ازدادوا اجتهادا وصوما وصلاة، ازدادوا من الله بعدا، فارفض مجالسهم وأذلهم وأبعدهم، كما أبعدهم الله، وأذلهم رسول الله ? وأئمة الهدى بعده. انتهى

واعلم ـ رحمك الله ـ أن كلامه وما يأتي من كلام أمثاله من السلف في معادة أهل البدع والضلالة في أن ضلالة القوم لا تخرج عن الملة، لكنهم شددوا في ذلك، وحذروا منه لأمرين:

الأول: غلظ البدعة في نفسها، فهي عندهم أجل من الكبائر، ويعاملون أهلها أغلظ مما يعاملون به أهل الكبائر، كما تجد في قلوب الناس أن الرافضي عندهم ـ ولو كان عالما عابدا ـ أبغض وأشد ذنبا من السني المجاهر بالكبائر.

الثاني: أن البدع تجر إلى الردة الصريحة كما وجد من كثير من أهل البدع، فمثال البدعة التي شددوا فيها مثل تشديد النبي ? فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح خوفا مما وقع من الشرك الصريح الذي يصير به المسلم مرتدا.

وقال ابن وضاح " في كتاب البدع والحوادث " بعد حديث ذكره: " أنه سيقع في هذه الأمة فتنة الكفر وفتنة الضلالة.

وقال رحمه الله: " إن فتنة الكفر هي الردة يحل فيها السبي و الأموال، وفتنة الضلالة لا يحل فيها السبي والأموال ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير