تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقوله ?: " وإنه سيؤتى برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال ـ إلى قوله ـ فيقال: لم يزالوا مرتدين على أعقابهم، فأقول لهم: سحقا؛ كما قال العبد الصالح. ()

6. وعلى مبتدعها إثم من عمل بها.

لما في الصحيح من قوله ?: من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها .... "

7. ورافعة للسنن التي تقابلها.

لأنه لا تثبت بدعة إلا وتخلع سنة. قال ابن عباس ?: ((ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن)). ((

8. وليس لصاحبها من توبة.

لقوله ?: " إن الله حجر التوبة عن كل صاحب بدعة " ().

9. وتلقى عليه الذلة والغضب من الله.

قال الله تعالى: " إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين " ().

10. ويبعد عن حوض الرسول ?.

لحديث الموطإ: قال ?: فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير .... ".

11. ويخاف عليه من سوء الخاتمة عند الخروج من الدنيا.

لأنه قد يموت على بدعته مصرا عليها فتكون من سوء الخاتمة، نسأل الله العافية.

12. ويسود وجهه يوم القيامة في الآخرة، ويعذب بنار جهنم.

لقوله تعالى: " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " (). قال ابن كثير في تفسيره: يعني يوم القيامة، حين تبيض وجوه أهل السنة , وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة , قاله ابن عباس ?.

13. وقد تبرأ منه رسول الله ? وتبرأ منه المسلمون.

لقول الله تعالى: " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ". وقال ابن عمر في أهل القدر: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني.

14. ويخاف عليه الفتنة في الدنيا زيادة على عذاب الآخرة.

لقول مالك للرجل الذي أراد أن يحرم من عند قبر رسول الله ?، فقال: لا تفعل، فإني أخشى عليك الفتنة. فقال: وأي فتنة هذه؟ إنما هي أميال أزيدها. قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله ?؟ إني سمعت الله يقول: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " (). ()

فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن البدع خطيرة، وشرها مستطير، ما فشت في قوم إلا كانت نذير شؤم وخطر، فكل ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، أو عمل على غير مراد الله ورسوله ? فهو رد، كائنا ما كان، في العبادات، أو المعاملات، أو السياسات، أو الاقتصاد، أو الحكم أو الثقافة، أو غير ذلك.

ذم المبتدع وزجره

عن حميد بن مهران قال: " سألت الحسن كيف يصنع أهل هذه الأهواء الخبيثة بهذه الآية في (آل عمران) " وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " () قال نبذوها ورب الكعبة وراء ظهورهم.

قال أبو الجوزاء – وذكر أصحاب الأهواء فقال: والذي نفس أبي الجوزاء بيده لأن تمتلئ داري قردة وخنازير أحب إلي من أن يجاورني رجل منهم , ولقد دخلوا في هذه الآية:" هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّه" ().

وقال الفضيل بن عياض: " أتبع طرق الهدي ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين ".

وقال الحسن: " لا تجالس صاحب هوى فيقذف في قلبك ما تتبعه عليه فتهلك أو تخالفه فيمرض قلبك."

وعن أبي قلابة: " لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون."

وعنه أيضا أنه كان يقول:" أن أهل الهواء أهل ضلالة ولا أري مصيرهم إلا إلى النار."

وعن سفيان قال: " كان رجل فقير يقول: ما أحب أني هديت الناس كلهم وأضللت رجلاً واحداً."

وكان ابن سيرين يرى أسرع الناس ردة أهل الأهواء.

وعن إبراهيم: " لا تكلموهم إني أخاف أن ترتد قلوبكم."

وعن هشام بن حسان قال: " لا يقبل الله من صاحب بدعة صياماً ولا صلاة ولا حجا ولا جهادا ولا عمرة ولا صدقة ولا عتقاً ولا صرفا ولا عدلا وليأتين علي الناس زمان يشتبه فيه الحق والباطل فإذا كان ذلك لم ينفع فيه دعاء إلا كدعاء الغرق. "

وقال يحي بن أبي كثير: " إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق آخر."

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير