تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[استفسار حول حديث الثقلين .. أرجو الإجابة ممن لديه علم بهذا]

ـ[ابو دجانة]ــــــــ[01 - 03 - 04, 03:16 م]ـ

إخوتي في الله جميعا ... بارك الله فيكم

الحديثان المذكوران أدناه هما من الاحاديث التي يحتج بها الشيعة الرافضة في حملتهم المسعورة لتلبيس الحق وتضليل الأمة، وقد ملأوا المواقع والمنتديات والصفحات على الشبكة الإلكترونية بقماماتهم الفكرية وشبهاتهم الساقطة، ووجدوا ضالتهم فيما تسرَّب إلى أمهات كتب أهل السنة ـ في غفلة من أئمتهم ـ من روايات ساقطة منكرة، تفوح منها رائحة التشيّع والوضع، فدبّجوا بها مقالاتهم مستدلّين بها على صواب ماهم عليه من باطل وما هم فيه من ضلال، مستغلّين انشغال طلبة العلم وأهله من المسلمين بمسائل ثانوية، وتفاصيل غير ضرورية، ومواضيع قليلة الأهمية، ولا عبرة ببعض مايكتَب هنا وهناك من ردود، فهي قليلة جدا أولاّ، ولا تتناسب مع حملة الرافضة المسعورة والتي يحشدون لها جميع الإمكانيات ثانيا، ثم إنها والحق يُقال تفتقر غالبا إلى الإتقان اللازم وإلى إجادة العرض وحسن استخدام الدليل!

وإنّ ما يسمى بحديث "الثَقَلين " وحديث "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .... " إلى غير ما هنالك من غثيان تعرفونه ولا داعي لذكره هنا! وتخبطات علماء الأمة منذ عهد بعيد ـ إلاّ قلة قليلة ممن رحم الله كابن تيمية وابن حزم ـ في تصحيح هذه الروايات المنكرة أو الساقطة لهو مثال صارخ لما ذكرته أعلاه!

وقد آليتُ على نفسي أن أساهم بجهد متواضع في الرد ّعلى حملات الرافضة التضليلة مع أنني لست من أهل العلم "الشرعي" الذين يُشار إليهم بالبنان ولا من طلابهم النجباء الذين يسهرون في طلب العلى الليالي! نعم لقد آليتُ على نفسي أن أفعل ذلك لما رأيت من تقصير هؤلاء في هذا المجال، وما لمستُ في حملة الأرفاض من خطر كبير على من لم يؤتى من أبناء الأمة من العلم بأحوال هؤلاء وحقيقة أمرهم حظ كبير، ولذلك أرجو من الإخوة من طلاب العلم وأهله بعض العون:

أخرج الحاكم النيسابوري عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال:

«نزل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ بين مكّة والمدينة عند شجرات خمس ودوحات عظام، فكنس الناس ما تحت الشجرات، ثم راح رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ عشية فصلّى ثم قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وذكّر ووعظ فقال ما شاء الله أنْ يقول، ثم قال: أيّها الناس إني تارك فيكم أمرين لنْ تضلّوا إنْ اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي، ثم قال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ـ ثلاث مرات ـ قالوا: نعم. فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ: من كنت مولاه فعلي مولاه» (1).

و أخرج الحاكم كذلك عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم قال:

«أخبرني محمد بن علي الشيباني بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا أبو نعيم، ثنا كامل أبو العلاء، قال: سمعت حبيب بن أبي ثابت يخبر عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ قال:

خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، حتى انتهينا إلى غدير خم، فأمر بدوح فكسح في يومٍ ما أتى علينا يوم كان أشدّ حراً منه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيّها الناس إنّه لم يبعث نبي قط إلاّ ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله. وإنّي أوشك أنْ أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم ما لن تضلّوا بعده: كتاب الله عزّوجل. ثم قام فأخذ بيد علي ـ رضي الله عنه ـ فقال: يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم: قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.».

(هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه).

وقال الذهبي في تلخيصه: صحيح (2).

ومع علمي بما ذكره ابن تيمية عموما من إنكار للأحاديث التي تحث على التمسك بالعترة وكذلك أحاديث " من كنت مولاه فعلي مولاه .... " فإني أرجو إن أمكن ذكر َ سند الحديث الأول وبيان درجته وكذلك بيان ما إذا صحّ فعلا أنّ الذهبي قد وافق الحاكم على تصحيحه للحديث الثاني، وهل ضعّف الحديثَ هذا بعضُ علماء الحديث؟

أرجوا ألاّ يُساء فهم ما تقدّم من كلامي على أنه تعرّض للعلماء أو لغيرهم من أهل العلم وطلابه، فما إلى ذلك قصدت يعلم الله وإنما هو دعوة إلى النفير وحثّ على بذل مزيد من الجهد الهادف لمواجهة دعاوى الرافضة الخبيثة كما أنه في الوقت ذاته تحذير من خطر هؤلاء ومن عواقب تجاهلهم أو عدم الإكتراث بهم، فهم أورام سرطانية خبيثة في جسد هذه الأمة تهدد بالإنتشار!

ختاما تقبلوا فائق احترام أخيكم في الله

أبي دجانة


(1) المستدرك على الصحيحين 3|110.
(2) المستدرك على الصحيحين 3|533.

ـ[ابو دجانة]ــــــــ[02 - 03 - 04, 07:35 م]ـ
الاخوة من طلاب العلم ...

سألتكم سؤالا فهل فيكم من يجيب؟

وإليكم سؤالا آخر لعلّ كثرة الأسئلة تدفعكم للإجابة!
أرجو منكم كذلك ذكر سند الرواية التالية في المستدرك للحاكم وبيان صحة الزعم بأنَّ الذهبي في تلخيصه قد وافق الحاكم على تصحيحه:

في المستدرك على الصحيحين للحاكم عن زيد بن أرقم قال: " لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حجة الوداع ونزل غدير " خم " أمر بدوحات فقممن، فقال: كأني دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: إن الله عز وجل مولاي، وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي (رض) فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. . . ". يقول الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد أخرجه الحافظ الذهبي في تلخيصه على المستدرك. . . " (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الحاكم: المستدرك على الصحيحين - ج 3 - ص 109 وأيضا الحافظ الذهبي في تلخيصه.

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى .. والسلام عليكم ورحمة الله.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير