[شيخ الاسلام الانصاري]
ـ[الرشداني]ــــــــ[02 - 03 - 04, 07:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخ الاسلام الامام القدوة الحافظ الكبير ابو اسماعيل عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن احمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت الانصاري الهروي , مصنف كتاب (ذم الكلام) وشيخ خراسان من ذرية صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ابي ايوب الانصاري.
مولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
قال السلفي: سألت المؤتمن الساجي عن ابي اساعيل الانصاري , فقال: كان اية في لسان التذكير والتصوف من سلاطين العلماء. قال وكان بارعا في اللغة وحافظا للحديث.
قال المؤتمن: كان يدخل على الامراء والجبابرة فما يبالي ويرى الغريب من المحدثين فيبالغ في اكرامه, قال لي مرة: هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن – يعني طلب الحديث – وسمعته يقول: تركت الحيري لله. قال وانما تركه لانه سمع منه شيئا يخالف السنه.
قال الذهبي: قلت: كان يدري الكلام على راي الاشعري , وكان شيخ الاسلام اثريا قحا ينال من المتكلمة فلهذا اعرض عن الحيري والحيري فثقة عالم اكثر عنه البيهقي والناس.
قال الحسين بن علي الكتبي: خرج شيخ الاسلام لجماعة الفوائد بخطه الى ان ذهب بصره فكان يامر فيما يخرجه امن يكتب ويصحح هو.
قال ابن طاهر المقدسي الحافظ: سمعت الامام ابا اسماعيل عبدالله بن محمد الانصاري بهراة يقول: عرضت على السيف خمس مرات لا يقال لي ارجع عن مذهبك لكن يقال لي اسكت عمن خالفك فاقول لا اسكت.
وقال ابن طاهر وحكى لنا اصحابنا ان السلطان الب رسلان حضر هراة وحضر معه وزيره ابو علي الحسن بن علي فاجتمع أئمة الفريقين من اصحاب الشافعي واصحاب ابي حنيفه للشكاية من الانصاري ومطالبته بالمناظرة , فاستدعاه الوزير فلما حضر قال: ان هؤلاء القوم اجتمعوا لمناظرتك فان يكن الحق معك رجعوا الى مذهبك , وان يكن الحق معهم اما ان ترجع واما ان تسكت عنهم , فقام الانصاري وقال: انا اناظر على ما في كمي , فقال وما في كمك , فقال: كتاب الله عز وجل , واشار الى كمه اليمنى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واشار الى كمه اليسرى وكان فيه الصحيحان , فنظر الى القوم كالمستفهم لهم , فلم يكن فيهم من يمكنه ان يناظره من هذا الطريق.
قال ابن طاهر: سمعت الانصاري يقول: اذا ذكرت التفسير فانما اذكره في مائة وسبعة تفاسير.
قال ابن طاهر: وجرى بين يديه كلام فقال: انا احفظ اثني عشر الف حديث اسردها سردا , وقل ما ذكر في مجلسه حديثا الا باسناده , وكان يشير الى صحته وسقمه.
قال ابن طاهر: سمعت الامام ابا اسماعيل عبدالله بن محمد الانصاري ينشد على المنبر بهراة في يوم مجلسه:
انا حنبلي ما حييت وان امت فوصيتي للناس ان يتحنبلوا
وسمعته ينشد:
اذا العود لم يثمر ولم يك اصله من الثمرات اعتده الناس في الحطب
قال الذهبي: وقد قال قصيدته النونية التي اولها:
نقصان دهر طالما أرهاني نزل المشيب بلمتي فأراني
فوصيتي ذاكم الى الاخوان انا حنبلي ما حييت وان امت
ما كنت امعة له دينان اذ دينه ديني وديني دينه
قال الذهبي: وقد كان الرجل سيفا مسلولا على المتكلمين , له صولة وهيبة واستيلاء على النفوس ببلده , يعظمونه , ويتغالون فيه , ويبذلون ارواحهم فيما يامر به. كان عندهم اطوع وارفع من السلطان بكثير وكان طودا راسيا في السنة لايتزلزل ولا يلين لولا ما كدر كتابه الفاروق في الصفات بذكر احاديث باطلة يجب بيانها وهتكها والله يغفر له بحسن قصده وقد امتحن مرات واوذي ونفي من بلده.
قال ابو الوقت السجزي: دخلت نيسابور وحضرت عند الاستاذ ابي المعالي الجويني فقال: من انت؟ قلت: خادم الشيخ ابي اسماعيل الانصاري فقال رضي الله عنه.
قيل: ان شيخ الاسلام عقد على تفسير قوله سبحانه وتعالى: (ان الذين سبقت لهم منا الحسنى) ثلاثمئة وستين مجلسا.
قال ابو النضر الفامي: توفي شيخ الاسلام في ذي الحجة سنة احدى وثمانين واربعمائه عن اربع وثمانين سنة واشهر.
رحم الله هذا الامام رحمة واسعة ونفعنا بعلمه انه جواد كريم
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
المراجع:1 - سير اعلام النبلاء
2 - الاداب الشرعية لابن مفلح
سؤالي لاخواني: اين اجد قصيدة شيخ الاسلام النونيه