وإذا كان الرجل له جهود في علم الحديث والرجال فله في الفقه وأصوله على أصل مذهبه وأعلم أن الشيخ من مجيدي الشعراء وسبقت الإشارة إلى قصيدته في أصول أهل الظاهر وله ديوان مطبوع واعتنى بشعراء عصره فله كتاب أسماه (الشعر في البلاد السعودية) ذكر فيه قصائد بعض شعراء هذه المملكة الفتية ومن بين تلك القصائد قصيدة شيخه المحبب إليه الذي أصبح يقلد صوته الشيخ / عبدالله بن خميس بل ذكر القصيدة التي هجاه فيها ويقول ابن عقيل فرددت عليه ولكن هيهات.
أما اللغة العربية فهو شيخها وعالمها المعاصر وله أياد بيضاء في هذا المضمار أعانه الله ووفقه فكم أوضح غامضها ودافع عنها فجزاه الله خيراً. بقي أن نعرف أيها الأحبة أن الشيخ لم يقتصر على التأليف فقط بل له دروس أشار إليها حين استضافته الجزيرة ومنها شرح صحيح مسلم وشرح كتاب سيبويه وله الشرح المسموع (تفسير التفسير).
إن المقام لا يتسع لذكر الكثير من أعماله. ولكن قد يقول قائل مالذي جعلك تترجم لشيخ موجود يمكنه أن يعرف هو بنفسه وأيضاً فلحي لا تؤمن عليه الفتنة. فأقول: إن كتابتي لهذه الكلمة لا تعني التدخل في خصوصيات الشيخ بل والله إني جلست مع بعض القوم وكاتبني آخرون من مستويات مختلفة لا يعرفون عن ابن عقيل إلا اسمه فتراهم بذلك يقعون فيه. ولعمر الله لو سألتهم عن أدنى المسائل الفقهية لما أجابوا ورأيت أن السبب في ذلك يعود إلى أمرين مهمين.
أولهما: عدم معرفتهم بمعنى الظاهر وقد قال أبو عبدالرحمن في كتابه ابن حزم خلال ألف عام (4/ 10) مانصه (ومن ناحية ثانية فالظاهر عندهم ليس هو بالمعنى الواضح دون الخفي إنما هو جميع مدلول اللفظ لغة أو استنباطاً وما ليس بظاهر هو ما تدل عليه اللغة). قلت: ولا يغلطن عليّ غالط أني أنتحل مذهب أهل الظاهر أو غيرهم إنما أنا على أصول مذهب الإمام الحجة ناشر السنة وقامع البدعة إمام أهل السنة بلا منازع الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله. لكن حسبي أن أقول إن الشيخ أبو عبدالرحمن أعرف لأصول أهل الظاهر من بعض متقدمي مذهبه.
ثانيهما: الذي جعل بعض الطلبة يقع في ابن عقيل هو ماسبق أنه كان له جولة في أمور الفن وهو بذلك معترف ويسأل الله العفو والغفران وبالمناسبة فأقول جزى الله كلا من المشائخ / عبدالعزيز بن باز والشيخ / والد أبي عبدالرحمن والشيخ / عبد الله بن حميد كل خير حيث كان لهم دور طيب في التأثير على الشيخ أبي عبدالرحمن / وقد قال يذكر الشيخ ابن غصون.
حتى تغنى بالملامة ناصح ...... شيخ تمكن في الحشا إجلاله
قلت: ولا يفوتني أن أنصح نصيحة عامة لكل من أراد النقد أن يكون على بصيرة بما ينقده ولا أريد أن أستعجل الأحداث فلي كلمة بعنوان (القواعد الذهبية للكتَّاب والمحققين) لعلها ترى النور إن شاء الله.
وفي الختام فإني أستميح الشيخ ابن عقيل عذراً فلقد قصرت بالمطلوب وما التقصير على مثلي بمستنكر ثم إن البال منشغل ببعض البحوث من أهما استخراج زوائد عبدالله بن الإمام أحمد من كتب أبيه الثلاثة (المسند، فضائل الصحابة، الزهد).
ـ[مبارك]ــــــــ[10 - 03 - 04, 07:51 ص]ـ
وقد تحدث عن العلامة الظاهري الدكتور علي جواد الطاهر في مجلة " العرب " (ج5، 6 ـ ذوا القعدة
والحجة 1405ه) في مقال له بعنوان " حياتنا الأدبية الحديثة من خلال دراسة مظاهرها " (323):
" يدهشك بسعة المعرفة، وغزارة المقروء ويثير عجبك للثقة بالنفس وبالعقيدة التي لا يخشى عليها
أن يُزَلْزِلَها أيُّ فيلسوف، فضلاً عن انتفاعه أحياناً بما كان (للمؤمنين) منهم أدلة ...
وإذا كان ديكارت لديه فيلسوفاً كبيراً، فإنه لا يلبث أن يعصره ويُضَيِّق عليه الخناق على مرأى منك
ومسْمع، صدَّقته أم لم تصدقه. وهُنَا سِرُّ أسلوبه وخروجه من التعليم إلى التأثير الأدبي بالمقالة:
الاستفزاز يبدُو وكأنه مع الفيلسوف حتى في مفارقته العقيدة، وماهي إلا أن يضرب عنه فإذا هو صميم
العقيدة، وأنت تتابعه مجتذباً إياكَ بالإثارة العقلية والانفعال الذهني ... وطمعاً بآخر المطاف "أ. ه
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 03 - 04, 01:11 ص]ـ
الأخ الفاضل مبارك - ومن يعلم من الإخوة - هل الجزء الثاني من كتاب " كبوات اليراع " لأبي تراب مطبوع؟
فقد أصدر النادي الأدبي بجدة الجزء الأول، ولم أستطع الحصول على الجزء الثاني.