[الحاجة إلى أدب الجدل العلمي!]
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[11 - 03 - 04, 05:14 ص]ـ
احذر أن تكون من شرِّ الناس!
مما ذكر ابن الجوزي أنه: لقي نحوي رجلاً، وأراد الرجل أن يسأله عن أخيه، وخاف أن يلحن، فقال أخاك أخوك أخيك ها هنا؟
فقال النحوي: لا لي لو ما حضر!
بعض إخواننا وفقهم الله لتحصيل شيء من العلم، إلا أنهم بقوا على سيِّء ما اعتادوه من الأخلاق، حتى تحامى الناسُ مجالسَ فقههم، اتقاء ردودهم الجارحة!
وربما كشَروا في وجهه، وإن قلوبهم لتلعنه ... وهم في ذلك مضطرون؛ لانقباض خلقه، وضيق عطَنه.
ولقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أي عائشة إن شر الناس من تركه الناس، أو ودعه الناس، اتقاء فحشه)
خرجاه في الصحيحين، قال الحافظ ابن عبد البر [التمهيد (24/ 260)]: وهو حديث مجتمع على صحته اهـ.
وقد عدَّ ابن القيم هذه من الكبائر، كما في الإعلام (4/ 405).
وكان الرجل يعاب عند السلف بقولهم: (وكان في خُلُقِه شيءٌ). ولذا صاغوا قواعد الجدل والناظرة ...
" ولما كان باب المناظرة في الرد والقبول متسعاً، وكل واحد من المتناظرين في الاستدلال والجواب يرسل عنانه في الاحتجاج، ومنه ما يكون صواباً، ومنه ما يكون خطأً ...
احتاج الأئمة إلى أن يضعوا آداباً وأحكاماً يقف المتناظران عند حدودها في الرد والقبول، وكيف يكون حال المستدل والمجيب، وحيث يسوغ له أن يكون مستدلاً، وكيف يكون مخصوماً منقطعاً، ومحل اعتراضه أو معارضته، وأين يجب عليه السكوت، ولخصمه الكلام والاستدلال ...
ولذلك قيل في علم الجدل: إنه معرفة بالقواعد من الحدود والآداب في الاستدلال، التي يتوصل بها إلى حفظ رأي وهدمه، سواء كان ذلك الرأي من الفقه أو غيره "
اهـ من مقدمة ابن خلدون (1/ 457).
وفي كلامٍ لبعض علماء الرافضة، قال: إن في أصحابنا ـ يعني الروافض ـ زعارةٌ!
فأعيذك بالله أن يقال: " إنك امرؤٌ فيك (رافضيةٌ) "!
فاللهم كما حسَّنتَ خلْقنا؛ حسِّن اللهم أخلاقنا، آمين.
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[11 - 03 - 04, 08:54 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه الفقرة الجميلة والمفيدة
تحياتي
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[11 - 03 - 04, 07:21 م]ـ
صدقت شيخنا الكريم ..
فما أنظر صورة الأدب وما أحلاها .. وما أحرى طلبة العلم أن يتحلوها ..
وإنها لهبة من الله الوهاب .. أن يرزقك لطفاً وحلماً على العباد ..
والراحمون يرحمهم الرحمن ..
إننا _ معاشر طلبة العلم والدعاة _ نحتاج لتربية لأنفسنا على تقبل النقد بكل صوره ..
كم نحن بحاجة أن نربي أنفسنا على العفوا والصفح .. الذي نسهب في الحديث عن أهميته ودلائلة من الكتاب والسنة ونماذج من سلف الأمة ..
أخي في الله .. لابد لك من ذلك كله لأنك ستواجه العالم الذي لايرحم المخطئ .. ولا يتجاوز عن المسيء _إلا من رحم الله_ فأنت بحاجة إلى
رباطة جأش .. وتدريب نفس .. وتهذيب خلق ..
وما هذه المواطن إلا ساحة تدريب لك أخي الموفق على هذا كله ..
وخاااااااااصة إن كنت ممن تسربل باسم مستعار _ على أني لا أنكر ذلك ولا أحثّ عليه _ فما ضرك وحتى لو كنت باسمك الحقي فأنت أنت أعرف الناس بنفسك وعوارها ..
فاتق في إخوانك ولاطفهم .. واحمل نقدهم على أحسن المحامل .. وما قصة الشافعي حال مرضه عنك ببعيدة ..
وحتى لو علم شخص بهذ الخلق الصلف فإنه ليس مبرراً _ من وجهة نظري _ أن يعامل بذلك أيضاً وما أظن هذا التعامل إلا تعميقاً للمشكلة .. وترسيخاً لسيء الخلق .. وإعانة للشيطان على أخيكم .. وما أجمل أن تطيع الله في من عصاه فيك ..
هذه خاطرة قد أعياه الكتمان .. وأظناها ضعف البيان .. أحبت منذ زمن أن تتمتع بنظر ونقد الإخوان ..
جرأني على البوح أخ وشيخ جليل .. ذو أدب وحلم وخلق نبيل ..
فاللهم لا تحرمه الأجر .. وضاعف له أضعافاً كثيرة وأنت أكرم الأكرمين ..
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[11 - 03 - 04, 07:48 م]ـ
أخي فيض الخاطر ... شكر الله لك ..
أخي العزيز ابن عبد البر ... أحسن الله إليك على هذا "التمهيد" و "الاستذكار" لآدابٍ أنا أول من يفتقدها ... فلقد ذكرتني ما قد غفلت عنه ... وإنما الحلم بالتحلُّم.
أسأل الله تعالى أن يعيننا جميعاً على التخلق بصالح الأخلاق واستكمالها ... وهل أقيمت النبوة إلا لذلك!
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[11 - 03 - 04, 09:16 م]ـ
بل ..
لسان حالك شيخنا قبل لسان مقالك .. كلها تدل على جميل خلق وحسن أدبك
وأنت أحق من يدل عليه ..
بارك الله فيك وفي قلمك ..
ولا تبخل علينا بتيك الفرائد والفوائد زادك الله علماً وتقاً ..
وإن كنت أرى أن تقول الحوار بدل الجدل .. وإلا فما رأيك؟؟
دمت في حفظ الله شيخنا ..
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 03 - 04, 10:40 م]ـ
الاخ المبارك الفاضل: أبو عبدالله النجدي ... حفظه الله.
قد اصبت المحز بارك الله فيك , وطرحت أمرا مهما.
وانحن احوج ما يكون الى الادب في النقاش العلمي فأنك تجد البعض يهتاج حال الجدال حتى انك تتحاشي الكلام على بعض ما يطرحه , ثم انت لاتأمن غائله ولا تسلم من لفظة عابرة.
ونحن جميعا نحتاج الى التحرى بالتصبر مع بعضنا البعض , حال النقاش وترك التهجم على الافكار والاشخاص , بل مناقشتها بهدوء لان هذا هو (الاصل) مع الاخوة من أهل السنة والجماعه.
نسأل الله ان يبارك في علمك وعمرك اخي الحبيب ابو عبدالله.
¥