تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الكلام في سماع الحسن البصري من عمر بن الخطاب رضي الله عنه]

ـ[د. مبارك الهاجري]ــــــــ[27 - 07 - 02, 03:19 م]ـ

[الكلام في سماع الحسن البصري من عمر بن الخطاب رضي الله عنه]

قال المزي " تهذيب الكمال" في ترجمة الحسن:" روى عن عمر ولم يدركه."

وقال العلائي " جامع التحصيل ":" ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه. ونشأ بوادي القرى وحضر يوم الدار وهو أبن أربع عشرة سنة، فروايته عن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم مرسلة بلا شك .... ".

قلت: رواية الحسن عن عمر رضي الله عنه ظاهرة الانقطاع، فإنه عند موت عمر كان طفلا صغيرا لم يجاوز الثالثة، وليس مثله يحمل عن عمر، ولهذا جاز أن يقال: لم يدركه، والمقصود أنه لم يدركه إدراكا يمكنه فيه تمييز فضلا عن السماع.

وحديث الحسن البصري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرجه أبو داود و الترمذي، وله عنه حديثان، تفرد كل منهما بحديث واحد.

فحديث أبو داود أخرجه من طريق يونس بن عبيد عن الحسن أن عمر بن الخطاب جمع الناس على أبي بن كعب، فكان يصلي لهم عشرين ليله، لا يقنت بهم إلا في النصف الباقي، فإذا كانت العشر الأواخر تخلف فصلى في بيته فكانوا يقولون: أبق أبي.

قال المنذري " مختصر سنن أبي داود": " الحسن البصري ولد في سنة إحدى وعشرين، ومات عمر في أواخر سنة ثلاث وعشرين أو في أوائل المحرم سنة أربع وعشرين." وهذا بيان المنذري أن الحديث منقطع.

وقال الزيلعي " نصب الراية ": هذا منقطع فإن الحسن لم يدرك عمر."

وأما حديث الترمذي، فأخرجه من طريق هشام بن حسان عن الحسن قال: قال عتبة بن غزوان على منبرنا هذا منبر البصرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وإن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي فيها سبعين عاما وما تفضي إلى قرارها)، قال " أي الحسن ": كان عمر يقول: أكثروا ذكر النار فإن حرها شديد، وإن قعرها بعيد، وإن مقامعها حديد.

قال الترمذي:" لا نعرف للحسن سماعا عن عتبة بن غزوان، وإنما قدم عتبة بن غزوان البصرة في زمن عمر وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر".

قلت: ومعنى كلام الترمذي، انقطاع الإسناد إلى عتبة وعمر رضي الله عنهما، و تقدم أن الحسن لم يدرك عتبة بن غزوان رضي الله عنه.

والخلاصة أن رواية الحسن البصري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ظاهرة الانقطاع، حيث كان في حياة عمر طفلا صغيرا لم يميز بعد.

هذا وإن الحمد لله رب العالمين .......

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 07 - 02, 04:37 م]ـ

وماذا عن روايته عن عثمان، وخاصة عن خبر استشهاده؟

ـ[د. مبارك الهاجري]ــــــــ[27 - 07 - 02, 06:40 م]ـ

يا أخ محمد الأمين بإذن الله تبارك وتعال سأنتي إلى روايته عن عثمان بن عفان في سلسلة المواضيع التابعة من كتاب:التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة ممن لهم رواية عنهم في الكتب السته.

وجزاك الله خيرا وبارم الله فيك.

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 07 - 02, 08:56 م]ـ

جزاك الله خيراً يا دكتور مبارك، وأحسن الله إليك.

لعلّنا نجمع هذه السلسلة في موضوع واحد ونضعها في الخزانة، مستقبلاً بإذن الله.

ـ[أبو أنس]ــــــــ[27 - 07 - 02, 11:01 م]ـ

د/ مبارك الفاضل

أليس من الممكن يا فضيلة الدكتور تنزيل الكتاب على رابط ليستفيد منه

الجميع ..

وجزاك الله خيراً

ـ[د. مبارك الهاجري]ــــــــ[28 - 07 - 02, 02:26 م]ـ

الكلام في سماع الحسن البصري من عثمان بن عفان رضي الله عنه

قال ابن أبي حاتم " المراسيل ": "سئل أبو زرعة: لقي الحسن أحدا من البدريين؟ قال: رآهم رؤية، رأى عثمان بن عفان، وعليا. قلت: سمع منهم حديثا؟ قال: لا ".

وقال البزار: " ولم يسمع من عثمان ". [تهذيب التهذيب]

وقال العلائي " جامع التحصيل ":" ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه. ونشأ بوادي القرى وحضر يوم الدار وهو أبن أربع عشرة سنة، فروايته عن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم مرسلة بلا شك .... ".

وأثبت عن ابن معين رؤية الحسن لعثمان بن عفان، فقيل له سمع منه؟ فقال: يقول في بعض الحديث: " رأيت عثمان قام خطيبا".

وقال الطبراني " المعجم الصغير ": " رأى الحسن عثمان بن عفان يخطب على المنبر ".

ولكن أثبت بعض أهل العلم سماع الحسن عن عثمان رضي الله عنه:

قال الواقدي:": والثبت عندنا أنه كان الحسن يوم قتل عثمان رضي الله عنه أربع عشرة سنة، وقد رآه وسمع منه ". [الطبقات الكبرى لابن سعد]

وقال ابن المديني " العلل ": " سمع الحسن من عثمان بن عفان - وهو غلام – يخطب ". وقال أيضا: " لم يسمع الحسن من مجاشع ابن مسعود السلمي ..... ولم يسمع من عبدالله بن عباس ولا من أحد أهل المدينة إلا من عثمان بن عفان ....... ". [المعرفة و التاريخ للفسوي]

وقال الذهبي " سير أعلام النبلاء ": " ....... حظر الجمعة مع عثمان وسمعه يخطب وشهد يوم الدار وله يومئذ أربع عشرة سنة ".

وقد ثبت في بعض الآثار عن الحسن البصري أنه رأى عثمان بن عفان وحفظ منه:

قال ابن سعد " الطبقات الكبرى ": " أخبرني أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن شعيب بن الحبحاب عن الحسن البصري أنه رأى عثمان بن عفان يصب عليه من إبريق ". وهذا إسناد صحيح.

وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل " في زوائد على مسند أبيه ":"حدثنا شيبان بن أبي شيبيه حدثنا مبارك بن فضالة حدثنا الحسن قال: شهدت عثمان يأمر في خطبته بقتل الكلاب وذبح الحمام". وهذا إسناده حسن، صححه أحمد شاكر.

وهذا الأثر رواه الشافعي قال:" أخبرنا ثقة عن يونس عن الحسن قال: سمعت عثمان بن عفان يخطب وهو يأمر بقتل الكلاب ". [السنن الكبرى للبيهقي]

فهذه الآثار دالة على أن الحسن البصري لقي عثمان بن عفان رضي الله عنه وسمع منه.

والخلاصة أن الحسن البصري لقي عثمان بن عفان وسمع منه كما دلت عليه الآثار السالفة وبهذا جزم ابن المديني وغيره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير