أقوال الإمام أحمد في البُعد عن السلاطين!!
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[14 - 03 - 04, 04:00 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على النبي الأمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
لاشك ولا ريب أن الإمام أحمد رحمه الله كان إمام عصره بلا منازع وثناء العلماء عليه مشهور ومستفيض كما سبق أن نقلنا ذلك
قال إبراهيم الحربي:رأيت رجالات الدنيا فلم أر مثل ثلاثة:: رأيت أحمد بن حنبل يعجز النساء أن يلدن مثله، ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءا عقلا، ورأيت أبا عبيد كأنه جبل نفخ فيه علم.
و منهج الإمام المعروف عنه عدم مخالطة السلاطين! وكان يحذر من ذلك و لايرى الأخذ من (شرهاتهم!! وأُعطياتهم) لأن أموالهم تدخلها الشبهة! ومع ذلك كان لايرى الخروج عليهم
وأقواله في ذلك مشهورة وسوف أذكر شيئا من ذلك باختصار:
قال أحمد بن سعيد الرباطي: قدمت على أحمد بن حنبل فجعل لا يرفع رأسه إلي. فقلت: يا أبا عبدالله إنه يكتب عني بخراسان وإن عاملتني بهذه المعاملة رموا بحديثي!. فقال لي: يا أحمد هل بد يوم القيامة من أن يقال: أين عبدالله بن طاهر وأتباعه؟ انظر أين تكون أنت منه. قال: قلت: يا أبا عبدالله إنما ولاني أمر الرباط. لذلك دخلت فيه قال: فجعل يكرر علي: يا أحمد هل بد يوم القيامة من أن يقال: أين عبد الله بن طاهر وأتباعه؟ فانظر أين تكون منه؟
قلت: أحمد بن سعيد الرباطي من أهل مرو وروى عنه البخاري ومسلم وهوثقة توفي سنة 24 2 تاريخ بغداد (4/ 166)
6 - قال سعيد بن يعقوب كتب إلي أحمد: بسم الله الرحمن الرحيم:من أحمد بن محمد إلى سعيد بن يعقوب أما بعد: فإن الدنيا داء والسلطان داء والعالم طبيب فإذا رأيت طبيب يجرالداء إلى نفسه فاحذره.طبقات الحنابلة (168)
1 - قال الحسن بن زياد قلت: لمحمد بن عبدة: كان أبوك عبدة نازلا عندي ببغداد فجاءه أحمد بن حنبل وأهل الحلقة يسلمون عليه بقدومه. فقال أبو سعد الحداد يا أبامحمد – يعني لعبدة – يكون أحد يدخل في عمل السلاطين يسلم من الدماء؟ فقال أبوك عبدة: لا.
فقال أحمد بن حنبل: ينبغي أن تكتب كلام أبي محمد. نقلته من السنن للخلال. طبقات الحنابلة (1/ 133)
6 - قال صالح بن أحمد: قلت لأبي:أيما أثبت عندك وكيع أو يزيد؟ قال: مامنهما بحمدالله إلا ثبت قلت:فأيهما أصلح؟ قال:ما منهما إلا صالح إلا أن وكيعا لم يتلطخ بالسلطان!!.تهذيب التهذيب (4/ 312)
- قال أبوبكر المروذي:سمعت أبا عبدالله وقال له عمه: لودخلت إلى الخليفة فإنك تكرم عليه قال: إنما غمي من كرامتي عليه طبقات الحنابلة (122)
- قال أحمد بن داود أبوسعيد الواسطي: دخلت على أحمد في الحبس قبل الضرب فقلت له في بعض كلامي: يا أبا عبدالله عليك عيال! ولك صبيان. وأنت معذور كأني أسهل عليه الإجابة فقال لي أحمد بن حنبل: إن كان هذا عقلك يا أبا سعيد فقد استرحت. طبقات الحنابلة (43)
6 - قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: التقية إنما تجوز للمستضعفين الذين يخشون أن لايثبتوا على الحق والذين ليسوا بموضع قدوة للناس هؤلاء يجوز لهم أن يأخذوا بالرخصة أما أولوا العزم من الأئمة الهداة فإنهم يأخذون بالعزيمة ويحتملون الأذى ويثبتون وفي سبيل الله ما يلقون ولو أنهم أخذوا بالتقية واستساغوا الرخصة لضل الناس من ورائهم يقتدون بهم ولا يعلمون أن هذا تقية. وقد أُتي المسلمون من ضعف علمائهم في مواقف الحق لايصدعون بما يؤمرون يجاملون في دينهم وفي الحق لايجاملون الملوك والحكام فقط بل يجاملون كل من طلبوا منه نفعا أو خافوا منه ضرا في الحقير والجليل من أمر الد نيا. وكل أمر الدنيا حقير فكان من ضعف المسلمين بضعف علمائهم ما نرى. حاشية على ثلاثة كتب عن المسند تحقيق أحمد شاكر (88)
قلت: وهذا كلام نفيس من الشيح أحمد شاكر رحمه الله ما أحوج علماء عصرنا إليه الذين صاروا أبواقا للسلاطين! وعيونا لهم! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال الإمام الذهبي رحمه الله عن الأوزاعي بعد أن ذكر قصته مع الأمير عبد الله بن علي قال: قد كان عبدالله بن علي ملكا جبارا سفاكا للدماء صعب المراس ومع هذا فالإمام الأوزاعي يصدعه بمر الحق كما ترى لا كخلق من علماء السوء الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف ويقلبون لهم الباطل حقا ـ قاتلهم الله ـ أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق. السير (7/ 125)
قلت: وكأن الإمام الذهبي رحمه الله يتكلم عن عصرنا فما أكثرهم في هذا الزمان والله المستعان
6 - قال سفيان بن عيينة: متجنبو السلطان ثلاثة:أبو ذر في زمانه وطاووس في زمانه والثوري في زمانه.تهذيب التهذيب (2/ 235)
قلت: ورابعهم أحمد بن حنبل في زمانه رحمهم الله
ومن الأقوال المشهورةفي ذلك:قال يوسف بن أسباط: قال لي سفيان الثوري:إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص! وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراء! وإياك أن تُخدع ويقال لك: ترد مظلمة وتدفع عن المظلوم فإن هذه خدعةإبليس اتخذها القراء سلما.
قال يونس بن عبيد أيضا: خير الأمراء من أحب العلماء وشر العلماء من أحب الأمراء!. السير
قلت: وهذا غيض من فيض وقليل من كثير ما أحوجنا نحن طلاب العلم إليه
قال الحسن بن عرفة: دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة فقلت له: يا أبا عبدالله قمت مقام الأنبياء فقال لي: اسكت فإني رأيت الناس يبيعون أديانهم ورأيت العلماء ممن كان معي يقولون ويميلون. فقلت: من أنا؟ وما أنا؟. وما أقول لربي غدا إذا وقفت بين يديه جل جلاله؟ فقال لي: بعت دينك كما باعه غيرك ففكرت في أمري ونظرت إلى السيف والسوط فاخترتهما 000الخ. طبقات الحنابلة (1/ 140)