تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قالوا: حفظ البخاري، فقال: وما الفائدة؟!! زادت نسخة منه!!!]

ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[28 - 07 - 02, 11:18 م]ـ

هذه المقالة ذكرّني بها أحد الإخوة الفضلاء - بارك الله فيه -

خلال اتصال هاتفي معه وقد كان لهذه المقولة وأمثالها - وإن

لم يقصد قائلها (وهو محمد عبده) - تزهيد في الحفظ - الذي نادت به وسائل التربية

الحديثة، التي جعلت من الحفظ (تلقينا ببغائيا) لا يفيد الطالب

في مستقبل عمره وإنما يجب عليه أن يهتم بالفهم لأن الفهم وسيلة للحفظ.

والفهم وسيلة للحفظ لكن ذلك لا يعني ترك الحفظ بالكلية ..

ورحم الله الشيخ ابن عثيمين حين قال (ذهب ما فهمناه وبقي ما حفظناه)

أو كما قال، ولا زال العلماء قديما وحديثا يحثون على الحفظ ويذمون من

تركه، وأول ما عنوا بذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم

قال الشيخ حاتم في كتابه (نصائح منهجية)

((وأما التخصص في علم الحديث، فقد سبق أنه من أحوج العلوم إلى التخصص فيه، لشدة عمقه وسعة بحور

وامتداد آفاقه. مع ذلك فعندي في مشروعية التخصص فيه (ولو على حساب الفقه!) سنة ثابتة وحديث صحيح

مشهور! وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (نضر الله امرأً سمع منا مقالة فحفظها، فأداها كما سمعها،

فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)

و (نضر) بتخفيف الضاد وتشديدها: من النضارة، وهي الحسن والرونق والبهاء. فالنبي صلى الله عليه وسلم

يدعو لراوي الحديث بالحسن والبهاء مطلقاً، في الدنيا والآخرة. وقيل إن المعنى: أبلغه الله تعالى

نضارة الجنة.

وراوي الحديث الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالنضارة: هو رواية باللفظ، ولو كان لا يفهم كل

معاني الحديث (ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) ولو كان لا فهم له في الحديث أبداً (رب حامل فقه لا

فقه له)!!

وهذا يدل على مشروعية رواية الحديث دون فقه، بل يدل على استحباب ذلك؛ ويدل على أن رواي الحديث دون

علمه بفقهه محمود غير مذموم، وأنه مستحق بفعله هذا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له)) اهـ

ومثل ذلك لو حفظه بدون علم لمعناه ..

وقد تواترت النقولات عن أئمة السلف رحمهم الله في الحث على الحفظ والترغيب فيه

قال الأوزاعي رحمه الله (كان هذا العلم شيئا شريفا إذ كان من أفواه الرجال يتلاقونه

ويتذاكرونه فلما صار في الكتب ذهب نوره وصار إلى غير أهله)

وقال عبدالرزاق (كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فلا تعده علما)

وورد نحوه عن الأصمعي

وما أشهر ما قيل:

ليس بعلم ما حوى القمطر ... ماالعلم إلا ما حواه الصدر

فذاك فيه شرف وفخر ... وزينة جليلة وقدر

وسمع يونس بن حبيب رجلا يقول

استودع العلم قرطاسا فضيعه ... وبئس مستودع العلم القراطيس

فقال يونس: قاتله الله، ما أشد صيانته للعلم وصيانته للحفظ، إن علمك من

روحك، وإن مالك من بدنك، فصن علمك صيانتك روحك، وصن مالك صيانتك بدنك.

وذُكر عن منصور الفقيه قوله

علمي معي حيثما يممت أحمله ... بطني وعاء له،لا بطن صندوقِ

إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ... أو كنت في السوق كان العلم في السوق

ومن ما يُسصتطرف قول أحدهم:

رب أنسان ملا أسفاطه ... كُتُبُ العلم وهو بعد يَخُطّ

فإذا فتشته عن علمه ... قال علمي يا خليلي في السفط

بكراريسَ جيادٍ أُحرزت ... وبخطّ أي خط أي خط

فإذا قلت له هاتِ إذاً ... حك لحييه جميعا وامتخط

وقال ابن بشير الأزدي:

أأشهد بالجهل في مجلس ... وعلمي في البيت مستودع

إذا لم تكن حافظا واعيا ... فجمعك للكتب لا ينفع

وليُعلم أن الحفظ يكون

* ألفاظ القرآن يجب حفظها كما هي بلا تحريف، ولا يجوز روايته بالمعنى

* السنة النوية الأفضل حفظ ألفاظها، وأما روايتها بالمعنى ففيه خلاف معروف

* المنظومات العلمية فيجب حفظها كما هي

* المتون النثرية وحفظها يكون باستحضار مسائلها أو حفظها بالمعنى وهذا ينتج

عن كثرة تكرار المتن وشرحه على عالم عارف للمتن وهاضم له.

* أشعار الحكمة وغيرها من المقامات والقصائد الزهدية ....

هذا آخر ما تيسر لي جمعه على عجالة

فأوصي إخواني الأعزاء بالاهتمام بالحفظ وخصوصا حفظ الكتاب والسنة وما أوصل إليهما

وسامحوني على التقصير والإخلال

سبحانك اللهم بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير