تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((ومما يقوي أن هرقل آثر ملكه على الإيمان واستمر على الضلال أنه حارب المسلمين في غزوة مؤتة سنة ثمان بعد هذه القصة بدون السنتين , ففي مغازي ابن إسحاق: وبلغ المسلمين لما نزلوا معان من أرض الشام أن هرقل نزل في مائة ألف من المشركين , فحكى كيفية الوقعة. وكذا روى ابن حبان في صحيحه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه أيضا من تبوك يدعوه , وأنه قارب الإجابة , ولم يجب. فدل ظاهر ذلك على استمراره على الكفر , لكن يحتمل مع ذلك أنه كان يضمر الإيمان ويفعل هذه المعاصي مراعاة لملكه وخوفا من أن يقتله قومه. إلا أن في مسند أحمد أنه كتب من تبوك إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إني مسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كذب , بل هو على نصرانيته. وفي كتاب الأموال لأبي عبيد بسند صحيح من مرسل بكر بن عبد الله المزني نحوه , ولفظه فقال: كذب عدو الله , ليس بمسلم. فعلى هذا إطلاق صاحب الاستيعاب أنه آمن - أي: أظهر التصديق - لكنه لم يستمر عليه ويعمل بمقتضاه , بل شح بملكه وآثر الفانية على الباقية. والله الموفق.

)).

و الذي أعرفه أيضا أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يدع عليه بل هو صلى الله عليه و سلم دعا على كسرى فقط بل إن كتاب النبي صلى الله عليه و سلم مازلت ذرية هرقل تتوارثه أبا عن جد و كانوا يعتقدون أنها إذا فقد هذا الكتاب فقد ملكهم و ظلوا قرونا يتباركون فيه و الله أعلم.

و هذا أيضا ما ذكره الحافظ رحمه تعالى: ((تكميل)

ذكر السهيلي أنه بلغه أن هرقل وضع الكتاب في قصبة من ذهب تعظيما له , وأنهم لم يزالوا يتوارثونه حتى كان عند ملك الفرنج الذي تغلب على طليطلة , ثم كان عند سبطه , فحدثني بعض أصحابنا أن عبد الملك بن سعد أحد قواد المسلمين اجتمع بذلك الملك فأخرج له الكتاب , فلما رآه استعبر وسأل أن يمكنه من تقبيله , فامتنع. قلت: وأنبأني غير واحد عن القاضي نور الدين بن الصائغ الدمشقي قال: حدثني سيف الدين فليح المنصوري قال: أرسلني الملك المنصور قلاوون إلى ملك الغرب بهدية , فأرسلني ملك الغرب إلى ملك الفرنج في شفاعة فقبلها , وعرض علي الإقامة عنده فامتنعت , فقال لي: لأتحفنك بتحفة سنية , فأخرج لي صندوقا مصفحا بذهب , فأخرج منه مقلمة ذهب , فأخرج منها كتابا قد زالت أكثر حروفه وقد التصقت عليه خرقة حرير فقال: هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر , ما زلنا نتوارثه إلى الآن , وأوصانا آباؤنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا , فنحن نحفظه غاية الحفظ ونعظمه ونكتمه عن النصارى ليدوم الملك فينا. انتهى. ويؤيد هذا ما وقع في حديث سعيد بن أبي راشد الذي أشرت إليه آنفا أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض على التنوخي رسول هرقل الإسلام فامتنع , فقال له: يا أخا تنوخ إني كتبت إلى ملككم بصحيفة فأمسكها , فلن يزال الناس يجدون منه بأسا ما دام في العيش خير. وكذلك أخرج أبو عبيد في كتاب الأموال من مرسل عمير بن إسحاق قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر , فأما كسرى فلما قرأ الكتاب مزقه , وأما قيصر فلما قرأ الكتاب طواه ثم رفعه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما هؤلاء فيمزقون , وأما هؤلاء فستكون لهم بقية , ويؤيده ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه جواب كسرى قال: مزق الله ملكه. ولما جاءه جواب هرقل قال: ثبت الله ملكه. والله أعلم)) أه

من فتح الباري شرح حديث أبي سفيان مع هرقل

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=9&ID=26758&SearchText= روما& SearchType=root&Scope=all&Offset=0&SearchLevel=QBE

ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[21 - 03 - 04, 05:23 ص]ـ

عذرا شيخنا أبا عمر والإخوة الفضلاء ..

فمذ آخر مشاركة لم أدخل لخلل حصل في الجهاز بسبب اختراق فيروس .. لذا فلم أتمكن من قراءة كل ما كتب .. إلا إلماحات سريعة

لكن سأقرأ ولي تعليق مهم بإذن الله ..

فعسى أن يكون قريباً .. -

ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 04, 06:14 ص]ـ

شيخنا أباعمر .... !!

اشهد الله على محبتك في الله ومحبة كل طلبة العلم في هذا الملتقى.

ونسأل الله أن يجعل مانكتبه خالصاً لوجهه الكريم ...

لا أريد الإطالة فلدي أمران فقط:

الأول: الذي فهمت من تعليقك السابق أننا اتفقنا في أصل الموضوع الذي اشتركنا فيه , على أن كلام الذهبي (مجمل)!! يحتاج إلى بيان خفيه , بكلام آخر , سواء منه -رحمه الله- أو من إمام آخر!!

ثانياً: بالنسبة للموضوع الجانبي الذي فتح ....

فأحب أن أقررك حفظك الله بتقسيم عند أهل السنة والجماعة ...

فإن أقررت به فقد اتفقنا وأنهينا الموضوع و (خير الكلام ما قل ودل)!!

وإن لم تقره فللحديث شأن آخر ... !

هذا التقسيم هو أن المكفرات قسمان:

1 - مكفرات ظاهرة وتناقض أصل الشهادة , فهذا لايعذر بالجهل (بمعنى يطلق عليه الإسم في أقل الأحوال) كمن آمن بالإسلام وسب الرسول أو عبد عيسى أو غيرها المبسوط في غير هذا المجال.

2 - مكفرات غير ظاهرة (وهي نسبية جداً) فهذه يبقى الإسم (في بعض الحالات) ويعذر صاحبها بالجهل .....

فإطلاقك السابق لم يبين هذا التقسيم .... !!

ملاحظة: هذه المسألة خالف بها بعض المعاصرين من الفضلاء ومن غيرهم من أهل الأهواء , وهي محل اتفاق بين من تقدم ومن تأخر ..... !!

ولدي نقول كثيرة جداً على ما ذكرت .... !!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير