التجار يشترون السلعة ليبيعوها فإذا قال نعم أرجع عليّ غداً أو بعد غد تجد السلعة وراح واشتراها وباعها لا بأس.
هذا في حديث حكيم بن حزام ((قال يا رسول الله الرجل يأتيني يريد السلعة فأبيعها فأذهب واشتريها له قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا، لاتبع ما ليس عندك)) لا يبيع عليه الآن يقول له راجعني غداً بعد غد اليوم الفلاني حتى أحضرها.
تابع للسؤال السابق: إذا كانت بقيت عند صاحبها [الأرز] اشتريت له أرز وهو في محل صاحب الأرز ثم عدت أنا وأبيعه وهو في مكانه فاشتراه صاحبه الأول؟ ما نقل؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: إذا اشتراه برأس المال أو أكثر لا بأس ما في حيله.
مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدنانير والدراهم لا بأس أن تأخذها بسبع يومها قال: أبيع الأبل بالبقيع فآخذ الدراهم بالدنانير والدنانير بالدراهم قال: لا بأس أن تأخذها بسعر يومها مالم تفترقا وبينكما شيء.
أما يبيعها على الغير غير صاحبها هذا محل نظر.
إذا كانت يمكن نقلها تنقل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن تباع السلعة حتى يحوزها التجار إلى رحالهم.
أما إذا كانت كميات كبيرة لا يمكن نقلها تشبه الأرض وأشباهها مما لا ينقل بالتخلية [ ....... ] قوله بالتخلية
قال ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له:
[فقد تعدى حدود الله] [دار ابن الجوزي صفحـ (588) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (504) ــــة]:
وهو في هذا يعني استعجل ــ إستعجل ما جعله الله له به من الأناة ولهذا سماه تهاوناً [يلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم]، فالواجب تحري الطلاق الشرعي الواحد فقط طلاق السنة حتى يكون له مهله إذا أراد الرجعة أو طلقتين كذلك له مهله لأن الله تعالى قال) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ (فلا يجب عليه الجميع وأن يسبب الحرج والمشقة عليه قد يندم وتندم كذلك الله جعل له فرج في واحدة واثنتين.
سؤال: محمود بن الربيع هل ثبت له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: محمود بن الربيع لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم لكنه صحابي مراسلات الصحابي حجة.
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له تعليقاً على الوجهين [الخامس والسادس] من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (588 ـ589) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (504ـ 505) ــــة]:
وهذا يوجب الحذر من الحيل وأن الواجب على أهل الإسلام أن يتمسكوا بالحق وأن يستقيموا عليه وأن ينفذوا أمر الله وأن يدعوا محارم الله وألا يتحيلوا على محارم الله بأي حيله من الحيل التي يستحلون بها محارم الله من الربا كالعينة وغير ذلك هكذا هؤلاء لما استحلوا محارم الله مسخهم الله قردة حرم الله عليهم الصيد يوم السبت ففكروا في حيله التي يصيدون فيها يوم السبت وكان الصيد يأتى يوم السبت كثيراً شُرعا ابتلاء وامتحان فإذا كانت الأيام الأخرى قلّ فعند هذا دفعهم الطمع في هذا الصيد إلى أن يحتالوا على صيده يوم السبت فنصبوا الشباك التي تمسكه يوم الجمعة فإذا (شد) عليهم يوم السبت ودخلت في هذه الشباك وقارب الخروج عند (انسحاب له) لم يخرج. تعثر فصادوا يوم الأحد فقالوا ما صدنا يوم السبت إنما صدنا يوم الأحد وهم صادوا في الحقيقة يوم الجمعة امسكوه يوم الجمعة وأخذوه يوم الأحد فعند هذا مسخهم الله قردة) فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خائسين (. أ. هـ
قال رحمه الله تعالى وغفر له [معلقاً على أحاديث المسخ في هذه الأمة] [دار ابن الجوزي صفحـ (590 ـ 591) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (506 ـ 507) ــــة]::
يعني يتساهلون بالمعاصي وهم يعرفون أنها معاصي يتساهلون.
حملهم ضعف الإيمان والهوى على التساهل حتى نزلت بهم العقوبة العاجلة نسأل الله العافية وقد يملي لهم كما هو واقع قوله تعالى ((وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)) وقوله صلى الله عليه وسلم ((أن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)) وقوله تعالى ((سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ)) فلا ينبغي للعاقل أن يغتر من ذلك أنه ــ لم يحدث ــ ما وقع خسف ولم يقع كذا.
يجب الحذر.
العقوبة في القلب أعظم من المسخ يعاقب قلبه بالقسوة والإعراض والزيغ هذا أعظم وأقبح نسأل الله العافية.
¥