أرجو أن يظهر إستشكالي , وإن كنت مازلت أتهم فهمي , وأطلب من جنابكم تميين المسألة , وحبذا لو نقل أحد خلاف العلماء -إن وجد- من المصادر الأصلية .....
===============
أخي أباعمر حفظه الله: وأخونا أسعد أيضا لم يرد إلا خيراً ....
وفق الجميع لما يحب ويرضى ...
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 11:53 ص]ـ
لم يحصل تقصير بارك الله فيك
بل الموضع الذي نقلته الآن لا علاقة له بما نقلته عن الخضير، فالخضير تكلم عمن استيقظ آخر الوقت و عليه جنابة و الذي نقلناه لك هو المتعلق بها.
و أيا كان الأمر، فعيك يا أخي سلطان أن تتأنّى في قراءة نص ابن تيمية لتعرف مراده بل تعيده مرات، و لو استعنت بأخ فهِم قريب منك فهذا أفضل ...
و قد قدمت لك أن كلام الخضير فيمن استيقظ آخر الوقت من نومٍ، و ذكرت لك تفصيل ابن تيمية بأوضح عبارة ..
و كلام ابن تيمية الذي نقلتَهُ فيه نقص،وهو مع تمامه:
(وَلَا يَجُوزُ تَأْخِيرُ الصَّلَاةِ عَنْ وَقْتِهَا لِغَيْرِ الْجَمْعِ، وَأَمَّا الْمُسَافِرُ الْعَادِمُ لِلْمَاءِ إذَا عَلِمَ أَنَّهُ يَجِدُ الْمَاءَ بَعْدَ الْوَقْتِ: لَا يَجُوزُ لَهُ التَّأْخِيرُ إلَى مَا بَعْدَ الْوَقْتِ، بَلْ يُصَلِّي بِالتَّيَمُّمِ فِي الْوَقْتِ بِلَا نِزَاعٍ، وَكَذَلِكَ الْعَاجِزُ عَنْ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالْقِرَاءَةِ إذَا عَلِمَ بَعْدَ الْوَقْتِ أَنَّهُ يُمْكِنُهُ أَنْ يُصَلِّيَ بِإِتْمَامِ الرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ، وَالْقِرَاءَةِ: كَانَ الْوَاجِبُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي الْوَقْتِ بِحَسَبِ إمْكَانِهِ. وَأَمَّا قَوْلُ بَعْضِ أَصْحَابِنَا: لَا يَجُوزُ تَأْخِيرُهَا عَنْ وَقْتِهَا إلَّا لِنَاوٍ جَمْعَهُمَا أَوْ مُشْتَغِلٍ بِشَرْطِهَا، فَهَذَا لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ قَبْلَهُ مِنْ الْأَصْحَابِ، بَلْ وَلَا مِنْ سَائِرِ طَوَائِفِ الْمُسْلِمِينَ، إلَّا أَنْ يَكُونَ بَعْضُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ. وَهَذَا لَا شَكَّ وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى عُمُومِهِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ صُوَرًا مَعْرُوفَةً، كَمَا إذَا أَمْكَنَ الْوَاصِلَ إلَى الْبِئْرِ أَنْ يَضَعَ حَبْلًا يَسْتَقِي بِهِ وَلَا يَفْرُغُ إلَّا بَعْدَ الْوَقْتِ، أَوْ أَمْكَنَ الْعُرْيَانَ أَنْ يَخِيطَ ثَوْبًا وَلَا يَفْرُغُ. إلَّا بَعْدَ الْوَقْتِ، وَنَحْوُ هَذِهِ الصُّورَةِ، وَمَعَ هَذَا فَاَلَّذِي قَالَهُ فِي ذَلِكَ هُوَ خِلَافُ الْمَذْهَبِ الْمَعْرُوفِ عَنْ أَحْمَدَ وَأَصْحَابِهِ وَجَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ، وَمَا أَظُنُّهُ يُوَافِقُهُ إلَّا بَعْضُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ. وَيُؤَيِّدُ مَا ذَكَرْنَاهُ أَيْضًا أَنَّ الْعُرْيَانَ لَوْ أَمْكَنَهُ أَنْ يَذْهَبَ إلَى قَرْيَةٍ يَشْتَرِي مِنْهَا ثَوْبًا وَلَا يُصَلِّي إلَّا بَعْدَ الْوَقْتِ لَا يَجُوزُ لَهُ التَّأْخِيرُ بِلَا نِزَاعٍ، وَكَذَلِكَ الْعَاجِزُ عَنْ تَعَلُّمِ التَّكْبِيرِ وَالتَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ إذَا ضَاقَ الْوَقْتُ صَلَّى عَلَى حَسَبِ حَالِهِ، وَكَذَلِكَ الْمُسْتَحَاضَةُ إذَا كَانَ دَمُهَا يَنْقَطِعُ بَعْدَ الْوَقْتِ لَمْ يَجُزْ لَهَا التَّأْخِيرُ، بَلْ تُصَلِّي فِي الْوَقْتِ بِحَسَبِ حَالِهَا.).
فالكلام في غير المستيقظ آخر الوقت، و قد فصلت لك الكلام على الأحوال الثلاث، فارجع إليه.
و انظر في المثال، و كلام ابن تيمية الأخير لا يتعارض مع المتقدم، فالصلاة لا يجوز تأخيرها عن وقتها للمسافر العادم للماء و لا للعاجز عن إتمام ركوعها و سجودها إن علم أنه يتم ركوعها و سجودها بعد الوقت، و نحوهما من الصور ..
أما المستيقظ من نومه و الناسي لها المتذكر لها آخر الوقت، فالوقت في حقه مختلف، كما قد بينا.
وقولك - بارك الله فيك -: (من اشتغل بالطهارة (وهي شرط للصلاة) حتى خرج وقتها أليس داخل في كلام ابن تيمية!!)
أجاب عنه ابن تيمية: (وَهَذَا لَا شَكَّ وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى عُمُومِهِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ صُوَرًا مَعْرُوفَةً) ..
يريد رحمه الله: أن جملة (مشتغل بشرطها) ليست على عمومها، لأن كلمة (الاشتغال) يدخل فيها الطهارة نفسها، كالوضوء و التيمم و الغسل، و يدخل فيها الاشتغال بوسائلها، سواء كانت قريبة أو بعيدة ,,و يدخل فيها الاشتغال بها مع إيقاع الصلاة في وقتها أو خارج وقتها، ويدخل فيها الاشتغال بها لمن أدرك آخر وقتها كالمستيقظ من نومه، و لمن أدرك أول وقتها ...
ولذا مثل الشيخ لها بعدة صور، فالاشتغال بتحصيل الطهارة هو الأصل، لأنها من شروط صحة الصلاة، لكن إذا أدى الاشتغال بها إلى الخروج بالصلاة عن وقتها، فيصلي على حسب حاله في الوقت.
و أمثل لك بأمثلة: رجل عار يريد أن يصلي الظهر ولا يجد ما يستر عورته، لكنه يمكنه تحصيل ثوب بعد خروج الوقت، و آخر أسلم و أراد أن يصلي لكنه لا يقدر على تعلم التكبير و نطقه إلا بعد خروج الوقت أو تعلم الفاتحة إلا بعد خروج الوقت. و آخر أيضا سجين مكبل بالسلاسل لا يفك عنه القيد إلا بعد خروج الوقت، و قس عليها، فهؤلاء كلهم يصلون على حسب حالهم و لا يلزمهم الانتظار إلى وقت تحصل فيه الطهارة بالماء أو بالتيمم كحال السجين الذي لا يقدر رفع يديه و لا خفضهما.
و أنبه مرة أخرى إلى أن ما تكلم فيه الخضير و ابن تيمية فيما نقلنا أولا غير التي نقلت فيها كلام ابن تيمية.
و اعذرني أخي سلطان إن قصر بياني، أو أخطأ بناني فقد كتبته على عجل و الله الموفق.
...
¥