ـ[أسد الصمد]ــــــــ[27 - 03 - 04, 03:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات رب أعن ويسر يا كريم والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم
فهذا الجزء الثاني من دروس تطبيقية في المصطلح من سنن أبى داود للشيخ العلامة المحدث عبد الله بن عبد الرحمن ا لسعد حفظه الله تعالى وغفر له:
المتن
قال أبو داود رحمه الله تعالى وغفر له:
[باب ما يقال عند الغضب]
حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير بن عبدالحميد عن عبدالملك بن عمير عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما غضباً شديداً حتى خُيل إلىَّ أن أنفه يتمزع من شدة غضبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إنى أعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب) فقال: ماهي يا رسول الله؟
قال: (يقول اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم) قال: فجعل معاذ يأمره فأبى ومحك وجعل يزداد غضباً).
قال أبوداود رحمه الله تعالى وغفر له:
حدثنا أبو بكر من أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدى بن ثابت عن سليمان بن صرد قال استب رجلان عند النبى صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه فقال رسول الله سلى الله عليه وسلم (إني لأعرف كلمة لو قالها هذا لذهب عنه الذي يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فقال ا لرجل هل ترى بي من جنون؟!).
قال أبو داود رحمه الله تعالى وغفر له:
حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا أبومعاوية حدثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أب الأسود عن أبى ذر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلاّ فليضطجع)
حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن داود عن بكر: أن النبى صلى الله عليه وسلم بعث أبا ذر بهذا الحديث.
الشرح
قال أبو داود رحمه الله تعالى وغفر له
[يوسف بن موسى] هو ابن راشد القطان البصري وهو ثقة من الطبقة العاشرة.
[جرير] هو ابن عبد الحميد الضبي الكوفي وجرير من الطبقة الثامنة وتوفي في عام ثمان وثمانين ومائة.
وجرير بن عبد الحميد من الثقات الإثبات وحديثه ينقسم إلى قسمين:
ما حدث في كتابه فهذا أصح مما حدث من حفظه وهو القسم الثاني.
فكتابه أصح وأثبت من حفظه، وكان الغالب عنه رحمه الله أنه لا يحدث إلا من كتاب وذلك أنه في بعض المرات جاء إليه أصحاب الحديث وقالوا: حدثنا فقال الكتب ليست موجودة عندي فأمتنع أن يحدثهم ويعرف الشخص بأنه لا يحدث إلا من كتاب بثلاثة أشياء: ـ
أولاً: أن يكون مشهور عنه بأنه لا يحدث إلا من كتاب مثل جرير بن عبد الحميد، ومثله كذلك أيضاً الإمام أحمد فإنه معروف أنه لا يحدث إلا من كتابه.
وإما أن يعرف ذلك بتنصيص التلميذ يقول حدثني فلان من كتابه كما يقول البيهقي: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي من كتابه.
أو يعرف ذلك بأن يكون هذا من الحفاظ الكبار وعادة الحفاظ الكبار في من كان فيه حفظه شيء من الوهم والخطأ أوالضعف أنهم لا يحملون عن شيوخهم إلا ما كان من كتبهم مثل يحيي بن معين ابن المديني وأحمد والبخاري وأمثال هؤلاء.
البخاري عندما جاء إلى إسماعيل بن أبي أويس قال: أخرج لي كتابك فأخرج له كتابه فأنتقي من أحاديثه ثم طلب منه أن يحدثه بهذه الأحاديث التي انتقاها من كتابه.
ومثل عندما جاء يحيي بن معين لعبد الرزاق وأراد عبد الرزاق أن يحدثه من كتابه قال: لا ولا حديث إلا من حفظك لأن عبد الرزاق لا شك أنه من الحفاظ لكن ليس بالمتقن تماماً ويحيي بن معين معروف بتحريه وتثبته وهو من كبار الحفاظ والأئمة كما هو معلوم فمن عادة هؤلاء أن يحملوا من شيوخهم إلا ما كان من كتبهم في الغالب.
[عبد الملك بن عمير] هو اللخمي الكوفي وهو من الطبقة الثالثة وتوفي في عام ست وثلاثين ومائة وأخرج له جماعة.
وعبد الملك بن عمير حديثه ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ـ حديثه القديم أصح من حديثه المتأخر، هو رحمه الله تقدمت به السن وطال به العمر فتغير حفظه فحديثه القديم أصح من حديثه المتأخر.
¥