ـ[أسد الصمد]ــــــــ[09 - 04 - 04, 06:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين، الحمد الله الذي أشرقت بنوره الظلمات، والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه دائمين إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيداً
فهذا الجزء الثالث من
الدروس التطبيقية في علم المصطلح من سنن أبي داود للشيخ العلامة المحدث عبدالله بن عبد الرحمن السعد حفظه الباري وغفر له تعالى
المتن
حدثنا بكر بن خلف والحسن بن علي المعني قالا حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا أبو وائل يعنى القاص من أهل صنعاء قال هو أري عبد الله بن بحير قال دخلنا على عروة بن مسعود بن محمد السعدي فكلمه رجل فأغضبه فقام فتوضأ قال ثم رجع وقد توضأ فقال حدتني أبي عن جدي عطية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).
باب في التجاوز في الأمر
حدثنا عبدالله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت (ما خيْر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين إلاّ إختار أيسرهما مالم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه وما إنتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلاّ أن تنتهك حرمة الله تعالى فينتقم لله عز وجل بها).
الشرح
قال أبو داود رحمه الله تعالى:
{حدثنا بكر بن خلف}
هو البصري وهو صدوق من الطبقة العاشرة وتوفى بعد الأربعين ومائتين.
{والحسن بن علي المعنى}
قصده هنا بالمعنى أن معنى رواية الحسن بن علي بمعنى رواية بكر بن خلف هذا قصده.
الحسن بن علي هو الحلواني وهو ثقة حافظ من الطبقة الحادية عشرة توفي عام إثنين وأربعين ومائتين الحسن بن علي أبوعلى الحلواني نزيل مكة وهو ثقة حافظ كما تقدم.
{أخبرنا إبراهيم بن خالد}
وهو الصنعاني وإبراهيم ثقة من الطبقة التاسعة وتوفي قريب من المئتين.
{قال أخبرنا أبو وائل القاص}
وأبووائل القاص هذا هو عبدالله بن بحير بن ريسان أبو وائل القاص الصنعاني وهو صدوق لا بأس به من الطبقة الثامنة.
{قال دخلنا على عروة بن محمد السعدي .. }
وعروة هذا هو ابن محمد بن عطية ابن عروة السعدي وهو ليس بالمشهور من الطبقة السادسة وفيه جهالة.
وأبوه محمد صدوق لا بأس به من الطبقة الرابعة.
وأما جده فهو عطية السعدي وهو صحابي رضي الله عنه مقلّ الحديث ليس بالمكثر.
{قال الرسول صلى الله عليه وسلم .... }
هذا الحديث إسناده لا بأس به إسناده صالح وقد سكت عليه أبو داود هنا وقد قال هو: ما سكت عنه فهو صالح.
وهذه السلسلة فيها ثلاثة أحاديث مع هذا الحديث ومن هذه الأحاديث (أن الهجرة لا تنقطع حتى تنقطع التوبة).
فهذا الحديث لا بأس به هذا الحديث معناه لا بأس به من حيث المعنى فهذا الإسناد لا بأس به.
وهذه السلسلة يعنى كما ذكرت فيها ثلاثة أحاديث.
هذا الحديث لا بأس به وكذلك الحديث الآخر الذي ذكرته قبل قليل فهذا يفيد بأن هذا الإسناد إسناد صالح ولا بأس به.
وهذا الحديث يفيد أن الإنسان يستحب له إذا غضب أن يتوضأ حتى يذهب عنه الغضب وكما تقدم لنا في الحديث سليمان بن صرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً دعا الذي غضب دعاه أن يستعيذ بالله من الشيطان فإما أن يستعيذ الإنسان من الشيطان أو يتوضأ أو يجمع بينهما فيستعيذ بالله من الشيطان ويتوضأ حتى يذهب هذا الغضب منه وحتى يذهب هذا الغضب عنه.
ثم قال أبو داود رحمه الله تعالى:
{حدثنا عبد الله بن مسلمة}
وهذا قد مضى علينا فيما سبق عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي وهو ثقة ثبت عابد فاضل من صغار الطبقة التاسعة وتوفي في عام واحد وعشرين ومائتين.
[عن مالك]
وهو ابن أنس الأصبحي ـ أبو عبد الله المدني ـ الإمام الجليل والعالم الكبير وكان أمام أهل المدينة في زمانه وتوفي رحمه الله في عام سبعة وتسعين ومائة وقد خرج له الجماعة.
وهو يتميز في باب الرواية:
[الأمر الأول]
بأنه رحمه الله لا يروي في الغالب إلا عن ثقة عنده وبالذات إذا كان من أهل المدينة.
¥