تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وذكره ابن حجر في طبقات المدلسين (1/ 42) وقال: وصفه أحمد والدارقطني بالتدليس. وفي جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي (1/ 108) قال: ذ كره أبو حاتم الرازي بذلك.

وقال البيهقي في السنن الكبرى (1/ 134 حديث رقم 634) باب ترك الوضوء من مس الفرج بظهر الكف: وعكرمة بن عمار قد اختلفوا في تعديله، غمزه يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل وضعفه البخاري جدا.

وقال في باب ما جاء في الكسر بالماء (8/ 303 حديث رقم: 17212): اختلط في آخر عمره وساء حفظه، فروى ما لم يتابع عليه. ا هـ

ونقله عنه ابن الكيال في كتابه الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات (1/ 492) كالمقر له ولم يحكي غيره.

وفي ترجمته في الميزان قال في آخرها: وفي صحيح مسلم قد ساق له أصلا منكرا عن سماك الحنفي عن ابن عباس في الثلاثة التي طلبها أبو سفيان ..

وهو نفس السند ها هنا .. فقد رواه عكرمة عن أبي زميل وهو سماك بن الوليد الحنفي وهو الآخر قد ضعفه أحمد ووثقه ابن معين، وخلاصة رتبته عند الذهبي وابن حجر: صدوق لا بأس به.

ولذلك غمزه النووي في شرحه على مسلم فقال: في الإسناد أبو زميل.

وعكرمة بن عمار شيخ من شيوخ أهل السنة منافحا عن العقيدة محاربا للقدرية وقالوا انه كان مستجاب الدعاء .. إلا أننا يهمنا هنا حفظة وضبطه لما يروي، وهو وإن وثقه موثق فقد ضعفه آخرين، ومن توسط، قال هو صدوق يغلط ..

وعموما .. الحديث على أقل درجاته حسن إن شاء الله تعالى. وهذا استطراد للفائدة وليس للمناقشة أو الرد .. فإنما أحببت فقط أن أنبه على قولك " في الصحيحين " جزاك الله خيرا كثيرا.

رواية الصحيحين هي رواية أبي هريرة وفيها: هنيئا له الشهادة يا رسول الله فقال: كلا والذي نفسي بيده .. الحديث.

وهذه الرواية التي ذكرتها في قتلى خيبر وليست في قتلى بدر أو أحد.

وهي من رواية ابن عباس عن عمر .. وهو رضي الله عنه ممن روى النهي عن تسمية المعين بالشهيد على المنبر بحضور الصحابة!!

ومثله عن ابن مسعود رضي الله عنهما .. ولا مخالف لهما من الصحابة

بل جاء عند ابن عبد البر في التمهيد قوله: وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب من يسمعه يقول: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ويقول لهم: " قولوا من قتل في سبيل الله فهو في الجنة ". اهـ

بالإضافة إلى أن قول الرهط من الصحابة " فلان شهيد، فلان شهيد " مع الإقرار النبوي، هو بمثابة الإجماع الذي قلت عنه في المقال أعلاه ..

والإقرار النبوي على تعيين الشهيد كالنص تماما، وهو ما تمسك به جمهور أهل السنة فقالوا: إلا بنص ... كما هو مسطور.

وأنا في المشاركة إنما قيدت الجواز بالنص والإجماع .. وليس هو الإجماع الأصولي وما يدور حوله من إشكالات وقيود، وإنما أعني بالإجماع هو ما ذكره شيخ الإسلام وأسماه " شهادة الأمة " أي شهادة أهل العدل والصلاح ..

أمر آخر: وهو النصوص الكثيرة المذكورة في النهي عن الجزم للمعين بالجنة فضلا عن الشهادة .. وهي مذكورة في مشاركتي.

ولو لم يكن إلا قوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار .. الحديث

فما " يبدو للناس " ليس حكما على نية الرجل وحقيقة مآله، وإنما ما ظهر لهم من التقوى والصلاح والخير والعبادة يشهدوا به، ويتوقفوا في الشهادة له بالجنة أو أن يطلقوا عليه شهيدا، لأنه غيب عنهم، ويصح فقط عندما تشهد له الأمة بصورة يستحيل نقضها.

ثم ماذا نفهم من مساق الحديث على الأصل .. ماذا نستنتج بداهة إذا علمنا أن الراوي هو عمر، وأن آخر الحديث ينفي الجزم لقتيل في المعركة بالشهادة.

وأخيراً .. أخي الكريم، نفع الله بك، وأجزل لك المثوبة ..

فلنقل أن الإقرار على هذه الصورة المذكورة في الحديث .. يثبت جواز القول للمعين المقتول في المعركة بأنه شهيد ..

هل يقارن بالنصوص الكثيرة المذكورة في النهي عن الجزم بمآل المسلم؟

وهل يتساوى لديك الإقرار السكوتي في حديث واحد، بالسنة القولية المذكورة في أحاديث كثيرة؟

وإذا كان الحديث يفهم من بعض العلماء ما ذكرته من الجواز، فهل لا ينهض نهي عمر وابن مسعود رضي الله عنهما - ولا مخالف لهما من الصحابة والتابعين- في فهم خلاف ما هو متبادر على رأي أولئك العلماء؟

والنص من الصحابة على تسمية معين بأنه شهيد، قد يكون في حكم المرفوع إن كان ما قالوه لا يقال بالرأي، ولو في زمن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، واضرب لهذا النوع بمثل: وهو حديث طلحة بن عبيد الله الذي سماه النبي شهيدا يمشي على الأرض، وما مات إلى في الفتنة يوم الجمل، فلا يشك عاقل أنه من الشهداء ..

وقد يقال من الصحابة بالرأي والاجتهاد، والحكم هاهنا هو القرينة الظاهرة ..

فهل إطلاق الصحابة على تعيين أشخاص بعينهم أنهم شهداء، يساوي شهادة من بعدهم على المعين بذلك؟

هل يتساوى حكم الصحابة على بعضهم، بحكم من بعدهم على من في زمنهم؟

إن كان جوابك بنعم .. فقد أهدرت نصوصا لا تحصى كثرة وشهرة في الفرق بين الصحابة ومن بعدهم ..

وإن كان جوابك بالنفي .. فقد التئم الصدع وزال الخلاف وثبت المراد والحمد لله ..

وإلا .. فليبصرني الله وإياك إلى طريق الحق والصواب ..

فإنما نحن نتناقش لنصل إلى طريق الحق ..

وفقط للاستفسار أخي الكريم، بيض الله وجهك:

مشاركتي مع طولها، كثيرة الأدلة، فهل هذا السطر فقط هو ما استحق منك التعليق؟ أم أن الأدلة التي سقتها بتفصيلها وافقت عليها؟

سدد الله خطاك وإياي وجميع المسلمين.

وجعلني وإياك من الناصحين .. آمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير