أما تعريف المنطق على صناعة الحدود فهذا مالم يتفقوا عليه واما تعريفه على الرسم فهو عندهم: الة قانونية تعصم ذهن صاحبها عن الزلل , وعرفه ابن سينا بأنه: علم يتعلم فيه ضروب الانتقالات من أمور حاضرة في ذهن الإنسان إلى أمور مستحصلة.
والملاحظ ان طريقة ابن سينا في النجاة والشمسية وغيرها مائلة الى جعل التصديقات هي اصل المنطق والتصورات مقدمة له و خادمة أياه , ولذا فانه قدم الحديث علي المقدمات كما في النجاة , وهنا تلاحظون انه عرف المنطق بتعريف القياس الارسطي تقريبا لكنه وسعه قليلا ليشمل التصورات.
ولهم فيه تعاريف كثيرة سنعرج على بعض منها في ثنايا الشرح ان شاء الله.
قوله:
(والمفرد أما كلي وهو الذي لايمنع تصور مفهومه من وقوع الشركة فيه واما جزئي وهو الذي يمنع نفس تصور مفهومه من ذلك كزيد عالما).
المفرد الذي تقدم لك معناه يقسم عندهم الى كلى وجزئي:
والكلي بمعنى اللفظ الذي أذا أطلق فلا يمنع ان يكون تحته افراد كثيرون كلفظة (سيارة) فأنها تدل على واحد لكنه يصدق على افراد كثيرة.
فهو قريب من معنى (المطلق) عند أهل الاصول.
ولايمنع انه لايوجد في الخارج من هذه الافراد الا واحد من اطلاق هذا اللفظ ومثلوا له بالشمس (فانه لايعرف في الخارج الا فردا واحدا) ومع هذا فأن لفظ شمس لفظ كلي لايمنع العقل تصور اكثر من فرد تحته.
أما الجزئي فهو عكس هذا كقولك مثلا (محمد) وتعنى به شخصا محددا فهنا هو جزئي لايمكن ان يوجد من ذات الشخص (محمد) أكثر من فرد ويدخل فيه (الالف والام التى للعهد) كقولك (الرجل) فالالف والام هنا للعهد وهو بمعنى (فلان) بخلاف اذا كانت للجنس فهي بمعنى الكلي.
قوله (كزيد علما) اي كلفظة زيد (اذا اطلقت) للادلالاة على (علم) وهو زيد.
و اود ان انبه الى ان معنى الكلي يختلف عن معنى الكلية وعن معنى الكل و (قد) يأتي بيان ذلك.
وأيضا فان هذا المبحث من المباحث التى وقع (الخلف) الشديد فيها بين المناطقة الاسلاميين لماذا؟
لان تركيب اللغة العربيه مختلف عن تركيب اليونانية فتحديد الكلى من الجزئي ليس بالامر الميسور ولذا فقد اختلفوا مثلا في الضمائر هل هي من قبيل الكليات ام الجزئيات حتى قال بعضهم (وقد رام الجمع بين القولين) هو كلي من جهة الوضع ولكنه جزئي من جهة الاستخدام!!
وقبل ان نشرع في صناعة الحدود عندهم لعلنا نذكر تعقب شيخ الاسلام واعتراضه على الحدود عند المناطقة:
أعتراضات شيخ الاسلام ابن تيمية على الحدود عند المناطقة:
و طبعا شيخ الاسلام يعترض على الحدود التامه ولم يتعرض للرسم:
وجملة اعتراضات شيخ الاسلام على مبحث التصورات تقريبا ستة عشر وجها) بعضها لايسلم لشيخ الاسلام رحمه الله وأكثرها صحيح وله اقل منها في مبحث التصديقات سنأتي عليها جميعا أن شاء الله.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 - 08 - 04, 04:52 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
هل تنوي إكمال هذا الشرح يا شيخ زياد حفظك الله و وفقك؟
لقد وقع في يدي بالمصادفة و شدني جدًا و أرجو أن تتوافر لكم الهمة لإكماله بفضل الله تعالى و توفيقه.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[04 - 08 - 04, 05:05 ص]ـ
بارك الله فيك يا دكتور هشام كيف غفلنا عن ذلك
ولكن هل ترى أننا أثقلنا كثرًاعلى الشيخ
ـ[الدرعمى]ــــــــ[04 - 08 - 04, 07:24 ص]ـ
إيساغوجى أو المدخل كتاب من وضع أحد شراح أرسطو يدعى فورفوريوس أو ملخوس الصورى وهو من أكبر تلاميذ أفلوطين وضعه ليكون معينًا على فهم مذهب أرسطو فى الحدود والمقولات وهوخاص بالكليات الخمس وقد أضافه أمنيوس إلى المنطق وأقره على ذلك فلاسفة الإسلام.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[04 - 08 - 04, 02:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ولكن حبذا لو ترك الشيخ يكمل دروسه , ولم نقاطع تسلسل الدرس , حفظاً لاتصال الموضوع , وتركيز الفهم للقاريء.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[04 - 08 - 04, 07:51 م]ـ
هيا واصل يا شيخ زياد جعلك الله من الفضل في ازدياد.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[28 - 08 - 04, 12:34 م]ـ
هيا واصل يا شيخ زياد جعلك الله من الفضل في ازدياد.
.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[28 - 08 - 04, 11:00 م]ـ
¥