تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شكر الله صنيع المعقبين وليعذرني أحبتي على تقاصر همتي - يضاف الى هذا التقاصر - عدم الرغبة في الحديث عن هذا الفن لانه امر قد صرمنا وصله منذ زمن بعيد، والنفس تقصر على الكلام فيه قصرا.

وهذا تمام ما بدأناه بعون الله:

في البداية أود أن أعقب على كلام الاخ الكريم / الدرعمي، حيث ذكر ان الايساغوجي هو من وضع (فورفوريوس) هذا صحيح بالجملة غير ان كتاب فورفوريوس شبه مفقود وانما صار (الايساغوجي) علما على الاصطلاح كالمقدمة للمنطق كما تقدم وأشهر هذه الايساغوجيات هو (ايساغوجي) الابهري رحمه الله الذي صار علما وتعددت شروحه وحواشيه كشرح زكريا الانصاري وحاشية حفني وغيرها كثير.

وقد وجد قطعة يقال أنها ايساغوجي (فورفوريوس) وقد ترجمت بالكامل وقد طبعت منذ زمن طويل وقد وقفت عليها قديما ولايحضرني حالها.


أما فيما يتعلق بالشرح فسوف نختصر فيه جدا.

فيما يتعلق بأعتراضات شيخ الاسلام رحمه الله فقد ذكرنا بعضها في موضوع الرد على جهالات بعض اهل الكلام في هذا العصر وأذا عرض لنا الموضع المناسب لذكرها ذكرنا بقيتها أن شا ءالله تعالى.

المتن: (والكلي إما ذاتي وهو الذي يدخل في حقيقة جزيئاته كالحيوان بالنسبة الى الانسان والفرس، وإما عرضي وهو الذي يخالفه كالضاحك بالنسبة الى الانسان، والذاتي إما مقول في جواب (ماهو) بحسب الشركة المحضة، كالحيوان بالنسبة الى الانسان والفرس، وهو الجنس، ويرسم بأنه كلي مقول على كثيرين مختلفين بالحقائق في جواب (ماهو) وإما مقول في جواب ماهو بحسب الشركة والخصوصية معا، كالانسان بالنسبة الى أفراده نحو زيد وعمرو وهو النوع ويرسم بأنه كلي مقول على كثيرين مختلفين بالعدد دون الحقيقة في جواب ماهو).

تقدم معنا معنى الكلي ومقصوده في الرد السابق، ثم شرع في بيان معنى اقسام الكلي.

والكلي ينقسم الى قسمين: 1 - ذاتي، 2 - عرضي.

أما الذاتي فهو الذي يدخل في حقيقة الشئ (في ماهيته) أي لايتصور الشئ الا أذا سبق تصور هذا الذاتي فلا يمكن ان تتصور الانسان الا أذا تصورت معنى (الحيوان) أي المتحرك بالارادة.

فأذا لم تتصور معنى الحيوانية يستحيل ان تتصور معنى أنسان فهذا هو معنى الذاتي.

والعرضي وهو قد يكون ملازما غير مفارق لكن يمكن تصور الشئ دون تصوره فأذا تصور الرجل الحيوانية فمن الممكن أن يتصور الفرس دون ان يتصور اللون مثلا او يتصور ألانسان دون أن يعرف او يتصور الضحك، بخلاف الذاتي كما سبق.

فأذا لم يتصور الضحك فلا يمنع هذا من أن يتصور الانسان.

و الذاتي ينقسم الى قسمين:

القسم الاول من أقسام الذاتي:

... والقسم الاول وهو مقول جواب ماهو ينقسم أيضا الى قسمين:

اولا: الجنس. و الثاني: النوع.

فالاول: عرفه المؤلف بأنه: كلي مقول على كثيرين مختلفين بالحقائق.

أي كثيرين يتفقون في هذا الذاتي ويختلفون في الحقائق.

كالحيوانية. هذا جنس.

يطلق على أفراد كثيرون يختلفون بالحقائق فالفرس يختلف بحقيقته عن الانسان (وأنتبه بحقيقته وليس بجزيئته) فيعم الفرس والانسان والطائر والسمك وغيرها.

فهي مختلفة في الحقائق لكنها متفقه في الجنس وهذا الجنس هو (الحيوانية).

فالقسم الاول من (القسم الاول) من الذاتي هو: الجنس.

والثاني: عرفه الماتن بأنه: كلي مقول على كثيرين مختلفين بالعدد دون الحقيقة.

كنوع الانسان هذا يدخل تحته أفراد كثيرون لكن حقيقتهم واحده وهي البشرية او الانسانية، لكن بالعدد هم مختلفون.

فعندك زيد ومحمد و ناصر و و ... الخ فأفرادهم كثيرة لكن حقيقتهم واحدة وهي الانسانية.

وهذا يسمى نوع. وهذ هو القسم الثاني من القسم الاول من أقسم الذاتي.

تنبيهات:

1 - يتضح مما سبق ان الجنس أعم من النوع.

2 - لايقال ان في أفراد النوع كالانسانية أناس مختلفون فهناك أسود وأبيض وطويل وقصير وذكر وأنثى لانه هذه صفات أم الحقيقة فواحدة وهي الانسانية.

3 - تبين لنا من قول الماتن أنه يذهب الى ان النوع يدخل في تعريف الذاتي خلافا لبعض المناطقة الذين خالفوه في هذا فأخرجو النوع.

فالذاتي عندهم هو بمعنى الجنس.

والقسم الثاني من أقسام الذاتي هو (الفصل):

قال الماتن: (وإما غير مقول في جواب ماهو بل مقول في جواب أي شئ هو في ذاته، وهو الذي يميز الشئ عما يشاركه في الجنس كالناطق بالنسبة للانسان، وهو الفصل ويرسم بأنه كلي يقال على الشئ في جواب أي شئ هو في ذاته).

هذا هو القسم الثاني من أقسام الذاتي، وهو الفصل.

والفصل هو مقول جواب أي شئ هو في ذاته؟

ومعناه أنك لاتسأل عن الماهية في سؤالك (ماهو) بل تسأل عن ما يميزه من الماهية (أي شئ هو في ذاته) فيخرج الجنس لانه يشمل ماهيته مع غيره أي بالاشتراك دون التمييز.

ولذا فأنه سمي فصلا لانه يفصل بين المشترك من الماهيات وبين الخاص الغير مشترك فهو فاصل بينها.

فهو داخل في تعريف الجنس السابق لكنه يتميز عنه بنفي الاشتراك مع غيره في هذه الماهية.

ويأتي عند الكلام على الحد مزيد كلام حول الجنس بنوعيه القريب والبعيد وكذلك الفصل بنوعيه القريب والبعيد وكذا الخاصة وهي داخلة في العرضي ان شاء الله تعالى.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير