تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو لقمان]ــــــــ[08 - 01 - 05, 01:37 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اطلعت على هذا الملتقى المبارك, و رأيت الإخوة ذكروا موضوع عمر عائشة رضي الله عنها حين عقد عليها النبي صلى الله عليه و سلم.

و لما رأيت أكثر الإخوة حادوا عن الموضوع الأصلي في تلك المشاركات, و هو سن أمنا الطاهرة عائشة رضي الله عنه أحببت أن ألخص لكم ما قاله بعض هؤلاء الأدعياء الذين يذكرون أن عمرها لم يكن 6 عند العقد و 9 عند الدخول.

و المرجو من الإخوة الأفاضل و المشايخ الكرام التنبه إلى أن هؤلاء أهل العصرنة و التقادم ليس عندهم شيء يسمى الإجماع, و لا شيء يسمى اتفاق العلماء على ما في الصحيحين أصح الكتب بعد كتاب الله. فعند تفنيد تلك الآراء الزائفة لا بد من استقصاء البحث و تقرير الحق المتقرر حتى لا ندع فجوة ليدخلوا من خلالها, و لا مأخذا ليستمسكوا به.

و إليك بعض التفصيل عن هذا الموضوع, أرجو من الإخوة الالتزام بالموضوع الأصلي و تحليل الشبه و الأقوال الإجابة عنها تحليلا و جوابا علميا, و الله الموفق.

منشأ هذا القول:- بعد مناظرة كثير من النصارى في الغرب, استشكل جمع من هؤلاء الدعاة زواج النبي صلى الله عليه و سلم من عائشة و هي صغيرة, و لم يتصوروا بأن مثل هذا يمكن أن يقع من نبينا المعصوم عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم. و عدم التصور عندهم جاء من ناحيتين, الأولى تأثرهم بالموازين الغربية التي تدعي العدل و الإنصاف المبنيان على العلم و الأخلاق. و الناحية الثانية جهلهم بالنصوص الشرعية و فهمها فهما صحيحا, فبهاتين الناحتين ركبوا خلطة جديدة, يكوّنون منها مفاهيم تدافع عن الإسلام بزعمهم.

- و حسب علمي فأول من نشر هذه الفكرة بالتفصيل طبيب في الولايات المتحدة لقبه "شانافاس" و ليس لدي معلومات غير هذا عنه إلا أن مقالته التي تحتوي على هذه الفكرة نشرت في مجلة المنارة (بالانكليزية) شهر مارس عام 1999

- ناصر هذا الموضوع بعض المفكرين كالدكتور جمال بدوي و غيره, و من الممكن أن يكون هو أو غيره أصل الفكرة, إذ قد سمع منه مثل هذا القول قبل 1999, إلا أني لا أجزم بذلك, و هذه المقالة أول نشر مفصل لهذا القول أعلمه كتابيا.

- وحججهم على قولهم كالتالي:

1. عدم إمكانية الاعتماد على النصوص الواردة في ذلك

أ. وقت خطبة النبي لعائشة

· هذه الرواية من رواية هشام بن عروة عن أبيه

· لا يوجد من روى هذه القصة عن هشام من أهل المدينة, حتى تلميذه مالك بن أنس, مع أنه عاش هناك قرابة 71 سنة.

· رواية هشام بالعراق لا يعتمد عليه, و قال بهذا مالك (التهذيب 11/ 50)

· تغير هشام بأخرة, (ميزان الاعتدال 4/ 301)

· على فرض الصحة يجب أن يروى من أكثر من واحد, أثنين فأكثر حتى نقبلها

2. بعض التواريخ المهمة في هذا الموضوع

أ. 610 - نزول الوحي

ب. 610 - إسلام أبي بكر

ج. 613 - يجهر النبي عليه السلام بالدعوة

د. 615 - الهجرة إلى حبشة

ه. 616 - إسلام عمر

و. 620 - خطبة النبي لعائشة (المتفق عليه عموما)

ز. 622 - الهجرة إلى المدينة

ح. 623 - 624 - انتقال عائشة إلى بين النبي (المتفق عليه عموما)

3. وقت الدخول و العيشة مع النبي. أ. يذكر الطبري أن جميع أولاد أبي بكر من زوجتيه ولدوا في الجاهلية (تأريخ الطبري 4/ 50)

ب. على إحدى روايات الطبري, الرقام يظهر أن عائشة ولدت في عام 613, 3 سنوات بعد بداية الوحي. الطبري يذكر أيضا أنها ولدت في الجاهلية. لو ولدت قبل 610 لكانت قرابة 14 سنة حينما بدأت العيشة مع النبي.

فعلى هذا تناقض الطبري.

4. عمر عائشة مقارنة بفاطمة

أ. يقول ابن حجر (فاطمة ولدت حينما أعيد بناء الكعبة, حينما كان عمر النبي 35 سنة ..... كانت أكبر من عئشة بخمس سنوات) الإصابة 4/ 377

ب. إذا كان كلام ابن حجر صحيحا ولدت عائشة و النبي 40 سنة. و عليه تزوجها و عمره 52 سنة, و عمرها حين الزواج 12 سنة.

5. عمر عائشة مقارنة بأسماء

أ. ابن الزناد: (أسماء كانت أكبر من عائشة بعشر سنوات) السير 2/ 289

ب. و مثله عن ابن كثير البداية و النهاية 8/ 371

ج. (شاهدت أسماء قتل ابنها وعام 73, و ماتت بعد ذلك ... و عمرها 100 سنة) البداية و النهاية 8/ 372

د. فلو ماتت و عمرها 100 سنة في 73 أو 74, لكانت 27 أو 28 حين الهجرة.

ه. و لو كانت كذلك لكانت عائشة 17 أو 18 وقت الهجرة, و حينما دخل بها النبي, 19 أو 20.

6. غزوتا البدر و أحد

أ. شاركت عائشة بالتمريض في غزوتي بدر و أحد كما في الصحيحين, و نجد أن النبي رد ابن عمر عن غزوة أحد لكونه تحت 15 سنة, فدل على أنها كانت فوق 15 سنة, إذ وجود الناس في الغزوات للمساعدة لا ليشققن على الرجال بالوجود, و الطفلة الصغيرة لو وجدت لشقت على آخرين.

ب. فدلت على أنها أكبر من 15 سنة وقت الغزوتين.

7. سورة القمر

أ. يذكر أنها ولدت قبل الهجرة بثمانية سنوات, و في البخاري أنها كانت جارية عند نزول سورة القمر, و يذكر كذلك أن سورة القمر نزلت قبل الهجرة بثمانية سنوات, فعليه هذه السورة نزلت و هي صبية لا جارية, فكان عمرها حوالي 14 - 21 وقت النزول, و إلا تناقضت الروايات.

و أما بقية الشبهات فلعلي أذكرها بالتفصيل في حلقة قادمة, و ما تقدم أهم منها, لكن على إيجاز هي:

8. عرف أهل اللغة

9. النص القراني

10. الإذن في الزواج

11. عرف المسلمين

12. مكانة النبي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير