قولهم عن عالمٍ ما: (فقيه البدن)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 - 03 - 04, 02:48 م]ـ
يرد في كثير من كتب التراجم هذه الكلمة لأحد العلماء: ((فقيه البدن)).
وممن أطلق عليهم هذا اللقب: الإمام الشافعي، والميموني ـ صاحب الإمام أحمد ـ والطحاوي،والليث بن سعد، ويحيى بن آدم،وغيرهم من أهل العلم:
فهل من إيضاح لمعناها؟
وما سر التنصيص على البدن؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 03 - 04, 07:16 م]ـ
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله
(سألني غير واحد مشافهة ومكاتبة عن معنى هذين اللفظين فأذكره هنا لللاجابة
فيعنون بقولهم فقيه النفس أو فقيه البدن
أن الفقه - أي فهم الأحكام الشرعية ومعرفتها - ممتزج بروحه ودمه ومتخلل بجسمه وخلاياه فصار الفقه له سجية وطبيعة دون تعمل أو تكلف لحصوله على نحو ما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل الكوفة لما بعث اليهم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يفقههم
آثرتكم بعبدالله وإنه لكنيف ملىء علما من فرقه إلى قدمه
و (الكُنَيف) تصغير (كِنف) وهو الوعاء
انتهى كلام الشيخ رحمه الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 03 - 04, 07:48 م]ـ
ونلاحظ ان يطلق على الفقهاء لا على المحدثين او الزهاد
بيان ذلك
قال الذهبي في ترجة الماجشون
(لم يكن بالمكثر من الحديث لكنه فقيه النفس فصيح كبير الشأن)
انتهى
وفي ترجمة ابن القاسم
(
ويدلك عليه قول الذهبي رحمه الله
(ولكن شأن الطالب أن يدرس اولا مصنفا في الفقه فإذا حفظه بحثه وطالع الشروح فإن كان ذكيا فقيه النفس ورأى حجج الأئمة فليراقب الله وليحتط لدينه فإن خير الدين الورع ومن ترك الشبهات فقد استبرأ لدينة وعرضه والمعصوم من عصمه الله فالمقلدون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرط ثبوت الإسناد إليهم ثم ائمة التابعين كعلقمة ومسروق وعبيدة السلماني وسعيد بن المسيب وابي الشعثاء وسعيد بن جبير وعبيد الله بن عبد الله وعروة والقاسم والشعبي والحسن وابن سيرين وابراهيم النخعي ثم كالزهري وابي الزناد وايوب السختياني وربيعه وطبقتهم ثم كابي حنيفة ومالك والاوزاعي وابن جريج ومعمر وابن ابي عروبة وسفيان الثوري والحمادين وشعبة والليث وابن الماجشون وابن ابي ذئب ثم كابن المبارك ومسلم الزنجي والقاضي ابي يوسف والهقل بن زياد ووكيع والوليد بن مسلم وطبقتهم ثم كالشافعي وابي عبيد وأحمد واسحاق وابي ثور والبويطي وابي بكر بن ابي شيبه ثم كالمزني وابي بكر الاثرم والبخاري وداود بن علي ومحمد ابن نصر المروزي وابراهيم الحربي واسماعيل القاضي ثم كمحمد بن جرير الطبري وابي بكر بن خزيمة وابي عباس بن سريج وابي بكر بن المنذر وابي جعفر الطحاوي وابي بكر الخلال ثم من بعد هذا النمط تناقص الاجتهاد ووضعت المختصرات واخلد الفقهاء الى التقليد نظر في الاعلم بل بحسب الاتفاق والتشهي والتعظيم والعادة والبلد فلو اراد الطالب اليوم ان يتمذهب في المغرب لأبي حنيفة لعسر عليه كما لو أراد ان يتمذهب لأبن حنبل ببخاري وسمرقند لصعب عليه فلا يجئ منه حنبلي ولا من المغربي حنفي ولا من الهندي مالكي
)
انتهى
وفي ترجمة غندر
(قال محمد بن يزيد كان فقيه البدن وكان ينظر في فقه زفر)
وفي ترجمة يحيى بن ادم
كان كثير الحديث فقيه البدن
يعني انه جمع الحديث والفقه
وفي ترجمة بشر بن المفضل
(فقيه البدن ثبت في الحديث)
(محمد بن علي بن الحسن بن هارون أبو عبد الله البجلي القيرواني لقي المزني وتفقه علي الربيع بن سليمان ذكره أبو العرب في تاريخ إفريقية وقال كان عارفا بمذهب الشافعي فقيه البدن لقي المزني وغيره)
وكذا لو تأملنا تراجم
الميموني
فهو فقيه ومحدث
وهكذا
والله أعلم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[30 - 03 - 04, 08:20 م]ـ
قال محقق ((الانساب)) للسمعاني (3/ 375) عبد الله البارودي في الحاشية:
(1) قول محقق طبعة دمج: يتكرر ورود هذه الكلمة " فقيه البدن " في كتب الجرح والتعديل.
وكنت سألت عنها - مكاتبة - شيخنا العلامة الحافظ عبد الله الصديق الغماري، فكتب إلي حفظه الله بخير وعافية:
" كلمة " فقيه البدن " يقولها المحدثون، ويقول الاصوليون " فقيه النفس " ومعناها أن الشخص تمكن في الفقه حتى اختلط بلحمه ودمه وصار سجية فيه.
¥