ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[23 - 09 - 02, 05:50 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة التي لم يسبق لي السماع بها
و في هذه الصفحة ستجد فيها جميع مقامات (الهمذاني)
وما عليك إلا اختيار العنوان فقط
http://www.maraya.net/Memo/Sirat/hamathani/index.htm
وكتب الله لك الأجر
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[23 - 09 - 02, 08:30 م]ـ
وأنا أحيي فيك - أخي المفضال - هذا التواضع الجم.
ثم أشكرك على إفادتي بالرابط الذي - والذي نفسي بيده - قد أوقعني على كنز، فجزاك الله خيراً جزيلاً!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[23 - 09 - 02, 08:48 م]ـ
وهذه إحدى المقامات المنتزعة من الرابط الذي أرشدني إليه الأخ المفضال: أبو مصعب الجهني، وفقني الله وإياه.
((المقامة الإبليسيّة
حدّثنا عيسى بن هشام قال:
أضللت إبلاً لي، فخرجت في طلبها، فحللت بواد خضر، فإذا انهار مصرّدة، وأشجار باسقة، وأثمار يانعة، وأزهار منوّرة، وأنماط مبسوطة، وإذا شيخ جالس، فراعني منه مايروع الوحيد من مثله، فقال: لا بأس عليك، فسلّمت عليه، وأمرني بالجلوس فامتثلت، وسألني عن حالي فأخبرت، فقال لي: أصبت دالّتك ووجدت ضالّتك، فهل تروي من أشعار العرب شيئا؟ قلت: نعم، فأنشدت لأمرئ القيس، فلم يطرب لشئ من ذلك، وقال: أنشدك من شعري؟ فقلت له: إيه، فأنشد:
بان الخليط ولو طوّعت ما بنا
وقطّعوا من حبال الوصل أقرانا
حتّى أتى على القصيدة كلّها، فقلت: يا شيخ هذه القصيدة لجرير قد حفظتها الصّبيان، وعرفها النّسوان، وولجت الأخبية، ووردت الأندية، فقال: دعني من هذا، وإن كنت تروي لأبي نواس شعراً فأنشدنيه، فأنشدته:
لا أدب الدّهر ربعاً غير مأنوس
ولست أصبو إلى الحادين بالعيس
أحقّ منزلة بالهجر منزلة
وصل الحبيب عليها غير ملبوس
ياليلة غبرت ماكان أطيبها
والكوس تعمل في إخواننا الشّوس
وشادن نطقت بالسّحر مقلته
مزنّر حلف تسبيح وتقديس
نازعته الرّيق والصّهباء صافية
في زيّ قاض ونسك الشّيخ إبليس
لمّا ثملنا وكلّ النّاس قد ثملوا
وخفت صرعته إيّاي بالكوس
غططت مستعناً نوما لأنعسه
فاستشعرت مقلتاه النّوم من كيسي
وامتدّ فوق السّرير كان أرفق بي
على تشعّثه من عرش بلقيس
وزرت مضجعه قبل الصّباح وقد
دلّت على الصّبح أصوات النّواقيس
فقال: من ذا؟ فقلت: القسّ زار، ولا
بدّ لديرك من تشميس قسيس
فقال: بئس لعمري أنت من رجل
فقلت: كلاّ فإنّي لسي بالبيس
قال: فطرب الشّيخ وشهق وزعق، فقلت: قبّحك الله من شيخ لا أدري أبانتحالك شعر جرير أنت أسخف أم بطربك من شعر أبي نواس وهو فويسق عيّار؟؟ فقال: دعني من هذا وامض على وجهك، فاذا لقيت في طريقك رجلاً معه نحى صغير يدور في الدّور، حول القدور، يزهي بحليته، ويباهي بلحيته، فقل له: دلّني على حوت مصرور، في بعض البحور، مخطف الخصور، يلدغ كالزّنبور، ويعتمّ بالنّور، أبوه حجر، وأمّه ذكر، ورأسه ذهب، واسمه لهب، وباقيه ذنب، له في الملبوس، عمل السّوس، وهو في البيت، آفة الزّيت، شرّيب لا ينقع، أكول لا يشبع، بذول لا يمنع، ينمى إلى الصّعود، ولا ينقص ماله من جود، يسوءك ما يسرّه، وينفعك ما يضرّه، وكنت أكتمك حديثي، وأعيش معك في رخاء، لكنّك أبيت فخذ الآن، فما أحد من الشّعراء إلاّ ومعه معين منّا، وأنا أمليت على جرير هذه القصيدة، وأنا الشّيخ أبو مرّة.
قال عيسى بن هشام: ثمّ غاب ولم أره ومضيت لوجهي، فلقيت رجلا في يده دذّيّة، فقلت: هذا والله صاحبي، وقلت له ما سمعت (منه) فناولني مسرجة، وأومأ إلى غار في الجبل مظلم، فقال: دونك الغار، ومعك النّار، قال: فدخلته فإذا أنا بإبلي قد أخذت سمتها، فلويت وجوهها ورددتها، وبينا أنا في تلك الحالة في الغياض أدبّ الخمر، إذ بأبي الفتح الإسكندريّ تلقّاني بالسّلام، فقلت: ما حداك ويحك إلى هذا المقام؟ قال: جور الأيّام، في الأحكام، وعدم الكرام، من الأنام، قلت: فاحكم حكمك يا أبا الفتح، فقال: احملني على قعود، وأرق لي ماء في عود، فقلت: لك ذلك، فأنشأ يقول:
نفسي فداء محكّم كلّفته شططا فأسجح
ما حكّ لحيته ولا مسح المخاط ولا تنحنح
ثمّ اخبرته بخبر الشّيخ، فأومأ إلى عمامته، وقال: هذه ثمرة برّه، فقلت: يا أبا الفتح شحذت على إبليس؟ إنّك لشحّاذ!!
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[26 - 09 - 02, 09:38 ص]ـ
رسالَةٌ لـ (بديع الزمان) غريبةُ القراءة
¥