تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبعض الناس من أسباب عدم الفهم أنهم لا يكملون القراءة للأخير، لا بد من إكمال المقروء، بعض الناس يقول: إن اللبيب بالإشارة يفهم، يقرأ ثلاث كلمات والباقي واضح، أكمل العبارة .. أكمل الفقرة .. اكمل المقطع، فقد يقرأ شخص أول الآية فيقول: يقصد الآية الفلانية ويترك مع أنه يقصد الآية الأخرى حيث أن فيهما تشابه في البداية، وكثيراً ما نتراجع في معلومات ونتأكد أنا قرأناها بشكل صحيح، ويقول الإنسان: يا أخي! هل أنت متأكد؟ يقول: نعم متأكد أني قرأتها في الكتاب الفلاني، نراجع ونتبين خلاف المقصود. فلا بد -إذاً- من التوثق والمقارنة، كل ما أشكل شيء نرجع إلى الأصل، نرجع إلى الأصل وهكذا، أحياناً تكون صياغة المؤلف قصيرة جداً أو مختصرة، فتحتاج إلى تركيز في القراءة، وهذا شأن علمائنا، وقد يكون الكلام طويلاً متداخلاً يحتاج إلى تحليل، وحذف الأشياء الزائدة، وترتيب العبارات من جديد لتفهم.

عدم المتابعة والتركيز في قراءة كل الفقرات:

أحياناً يقول العالم أولاً ... ثانياً ... وبعد ذلك يستطرد وبعد عشرين صفحة يقول: ثالثاً ... فينبغي أن يكون القارئ متابعاً، لا يفقد الخيط، وهذا الخطأ في الفهم يؤدي إلى مشاكل منها: نسبة الكلام إلى غير قائله، ومنها تعميم الخاص، يكون الكاتب يقصد شيئاً معيناً، فيقول: يقصد أي: في كل الحالات الأخرى، أحياناً يفهم شيئاً أنقص مما قصده المؤلف، وأحياناً يفهم خطأً أن هذا هو رأي المؤلف وليس كذلك، بعض الناس من المشاكل التي يقعون فيها يفتح الكتاب من منتصفه ويقرأ، مثلاً: مجموع الفتاوى لابن تيمية، يقرأ من منتصفه كلاماً في العقيدة، يا أخي! هذا غريب مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة، لكن مادام أنه ابن تيمية فهو صحيح، ثم يقفل الكتاب، ثم بعد ذلك ينسبه لابن تيمية في المجالس وقال ابن يتمية .. وبعد المراجعة يتبين أن ابن تيمية رحمه الله نقل هذا عن مبتدع من المبتدعة، وهو كلام طويل جداً ثم بدأ يرد عليه، وصاحبنا فتح من منتصف الكتاب، فقرأ كلام المبتدع كله وقبل رد ابن تيمية أقفل الكتاب، ويقول: قال ابن تيمية .. وهذا يحدث كثيراً، ويظلم العلماء بنسبة كلام إليهم لم يقولوه. من الأشياء التي تساعدك على فهم الكلام إذا قرأت -مثلاً- أدلة المسألة ثم أراد المؤلف أن يذكر الحكم، أغلق الكتاب ثم حاول أن تستنبط ماذا سيقوله الكاتب أو المؤلف أو العالم، حاول أن تفكر في المقدمات وتستنبط النتيجة، ثم افتح وقارن ما فكرت فيه واستنبطته بما كتبه العالم، هذا يساعد على تمرين الذهن للفهم وخصوصاً في المسائل الفقهية.

الدخول في قراءة الكتاب وترك المقدمة:

ومن الأمور التي تسبب سوء الفهم أثناء القراءة، الدخول في الكتاب بدون قراءة المقدمة، ويقول: الناس يريدون الزبدة، مع أنه أحياناً جزء كبير من الزبدة موجود في المقدمة، مثال: المصطلحات، أعطيكم مثالاً واحداً: يفتح تقريب التهذيب لابن حجر يقول: فلان من الطبقة التاسعة، مات سنة إحدى وسبعين، ماذا سيفهم؟ مات سنة إحدى وسبعين هجرية، مع أنه إذا رجع إلى مقدمة الكتاب سيجد ابن حجر يقول: وذكرت وفاة من عرفت سنة وفاته منهم، فإن كان من الأولى والثانية -الطبقة الأولى والثانية، وهو عرف الطبقة الأولى والثانية- فهم قبل المائة، وإن كان من الثالثة إلى آخر الثامنة، فهم بعد المائة، وإن كان من التاسعة إلى آخر الطبقات، فهم بعد المائتين، فلما يقول ابن حجر: من التاسعة مات سنة إحدى وسبعين، ما معناها؟ مائتين وإحدى وسبعين، لكنه ما يكرر ويقول: من التاسعة مات سنة مائتين وإحدى وسبعين، فقد ذكر ذلك في البداية، فالذي لا يعرف مصطلح العالم لا يعرف ماذا يقصد بالكلام. مثلاً الرموز: (خ) البخاري، (م) مسلم، (ت) الترمذي، (ن) النسائي، (هـ) ابن ماجة، أحياناً هذه الرموز تختلف من مصنف إلى آخر، بعضهم (ق) متفق عليه، وبعضه يقول: (ق) ابن ماجة مثلاً، أحياناً يختلف من كتاب إلى آخر لنفس المصنف، وعلى أقل الأحوال لو أن الإنسان ما فاته مصطلحات، ستفوته فوائد من عدم قراءة المقدمة، وإن لم يقع في أخطاء، كمثل أنه لا يعرف ما معنى سكوت ابن حجر على حديث في كتاب: تلخيص الحبير، ما معناه؟ إذا أنت ما قرأت المقدمة، وعرفت أن ابن حجر يقول: إذا سكت عنه -ما قلت شيء بعده- أي: أنه حسن، لا يمكن أن تعرف درجة الحديث، خلاص ذكره ابن حجر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير