تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لك من مالك الا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت (الحديث وهو في صحيح مسلم وقائل ذلك قد يكون مسلماً وقد يكون كافراً، ويدل عليه أيضاً الأحاديث التي تقدمت، وسؤال الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم وفهمهم العموم حتى قالوا له: وأي نعيم نسئل عنه وانما هو الأسودان، فلو كان الخطاب مختصاً بالكفار لبين لهم ذلك وقال: ما لكم ولها، انما هي للكفار فالصحابة فهموا التعميم، والأحاديث صريحة في التعميم والذي أنزل عليه القرآن أفرهم على فهم العموم وأما حديث أبي بكر الذي احتج به أرباب هذا القول فحديث لا يصح والحديث الصحيح في تلك القصة يشهد ببطلانه ونحن نسوقه بلفظه، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم- أو ليلة- فاذا هو بأبي بكر وعمر فقال:) ما أخرجكما من بيوتكما في هذه الساعة? قالا: الجوع يا رسول الله قال: وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوما فقاما معه فأتى رجلاً من الأنصار فاذا هو ليس في بيته لما رأته امرأته قالت: مرحباً وأهلا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأين فلان? قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء، اذا جاء الأنصاري فنظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فقال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني قال: فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا من هذا، فأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اياك والحلوبة فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر:) والذي نفسي بيده لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم (فهذا الحديث الصحيح صريح في تعميم الخطاب وأنه غير مختص بالكفار وأيضاً فالواقع يشهد بعدم اختصاصه، وأن الالهاء بالتكاثر واقع من المسلمين كثيراً بل أكثرهم قد ألهاه التكاثر، وخطاب القرآن عام لمن بلغه وان كان أول من دخل فيه المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو متناول لمن بعدهم وهذا معلوم بضرورة الدين وان نازع فيه من لا يعتد بقوله من المتأخرين، فنحن اليوم ومن قبلنا ومن بعدنا داخلون تحت قوله تعالى:) يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام () البقرة:183 (ونظائره كما دخل تحته الصحابة بالضرورة المعلومة من الدين فقوله:) الهاكم التكاثر (خطاب لكل من اتصف بهذا الوصف وهم في الالهاء والتكاثر درجات لا يحصيها الا الله فان قيل: فالمؤمنون لم يلههم التكاثر ولهذا لم يدخلوا في الوعيد المذكور لمن ألهاه قيل: هذا هو الذي أوجب لأرباب هذا القول تخصيصه بالكفار لأنه لم يمكنهم حمله على العموم ورأوا أن الكفار أحق بالوعيد فخصوهم به، وجواب هذا: أن الخطاب للإنسان من حيث هو انسان على طريقة القرآن في تناول الذم له من حيث هو انسان كقوله:) وكان الانسان عجولاً () الاسراء:11 () وكان الانسان قتورا () الاسراء:1 () ان الانسان لربه لكنود () العاديات:6 () وحملها الانسان، انه كان ظلوما جهولا () الأحزاب:72 () ان الانسان لكفور () الحج:66 (ونظائره كثيرة فالانسان من حيث هو عار عن كل خير من العلم النافع والعمل الصالح، وانما الله سبحانه هو الذي يكمله بذلك ويعطيه اياه وليس له ذلك من نفسه، بل ليس له من نفسه الا الجهل المضاد للعلم، والظلم المضاد للعدل، وكل علم وعدل وخير فيه فمن ربه لا من نفسه فالهاء التكاثر طبيعته وسجيته التي هي له من نفسه ولا خروج له عن ذلك الا بتزكية الله له وجعله مريدا للآخرة مؤثراً لها على التكاثر بالدنيا فان أعطاه ذلك والا فهو ملته بالتكاثر في الدنيا)

ـــــــ

ـ[الباحثة]ــــــــ[09 - 04 - 04, 09:07 م]ـ

أخي .. الدكتور مسدد الشامي .. أشكرك على الإشارة للمصدر وجزيت خيراً ..

أخي الفاضل نواف البكري لا حرمك الله الأجر وأسأل الله أن يفرج عنك كربة من كرب يوم القيامة وأن يجزيك عني خير الجزاء ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير