بل أكثر الخلق لا يجزمون جزما يقينيا لا يحتمل الشك بعد لكل صلاة صلاها ولكن يعتقدون عدد الصلاة إعتقاداً راجحاً وهذا ليس بشك وقوله صلى الله عليه وسلم (إذا شك أحدكم) إنما هو حال من ليس له إعتقاد راجح وظن غالب فهذا إذا تحرى وارتأى وتأمل فقد يظهر له رجحان أحد الأمرين فلا يبقى شاكاً وهو المذكور في حديث ابن مسعود فإنه كان شاكاً قبل التحري وبعد التحري ما بقى شاكا مثل سائر مواضع التحري كما إذا شك في القبله فتحرى حتى ترجح عنده أحد الجهات فإنه لم يبق شاكاً وكذلك العالم المجتهد والناسي إذا ذكر وغير ذلك. أ. هـ
الشرح
قال الشيخ العلامة رحمه الله تعالى وغفر له:
يعني هذا جهده.
إذا تحرى وغلب على ظنه أنها ثلاث جعلها ثلاث.
تحرى إتجاه القبلة وترجح عنده أن القبلة كذا صلى إليها والحمدالله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
المتن
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى وغفر له: صفحة (23/ 14): قوله
فالأقوال الممكنه في هذا الباب: إما أن يقال يطرح الشك مطلقا ولا يتحرى أو يحمل التحرى على طرح الشك فهذا مخالفة صريحة لحديث ابن مسعود وإما أن يستعمل هذا في حق الإمام وهذا في حق المنفرد ومعلوم أن كلا الحديثين خطاب للمصلين لم يخاطب بأحدهما الأئمة وبالآخر المنفردين ولا في لفظ واحد من الحديثين ما يدل على ذلك فجعل هذا هو مراد الرسول من غير أن يكون في كلامه ما يدل عليه نسبة له إلى التدليس والتلبيس وهو منزه عن ذلك. أ. هـ
الشرح
قال الشيخ العلامة رحمه الله تعالى وغفر له: الصواب أنه خطاب للأئمة والمنفردين أما المأمون تبع للأمام.
الصواب أن الخطاب للأئمة أن يتحروا وللمنفردين أن يتحروا فإذا تردد ولم يكن عنده تحرى بنى على اليقين واليقين إذا شك أن يجعلها إثنتين بدل الثلاث والثلاث بدل الأربعة هذا اليقين.
وأما التحري تكون بعلامات وآمارات يعرف بها أنه صلى ثلاث يجعلها ثلاث أو أمارات يتضح له أنه صلى أربعاً ويسجد لسهو بعد السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
المتن
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى وغفر له: صفحة (23/ 15):
وقد قال أنه لو شك بعد السلام هل ترك واجباً لم يلتفت إليه وما ذاك إلا لأن الظاهر أنه سلم بعد إتمامها.
الشرح
قال الشيخ العلامة رحمه الله تعالى وغفر له:
وهذا هو الصواب إذا كان الشك بعد الصلاة لا يلتفت إليه، الصلاة صحت والحمد الله لأن الشيطان حريص على إيذاء بني آدم وإدخال الشك عليهم فإذا سلم على أنه قد كمل الصلاة ثم جاء وطرأه الشك عليه بعد ذلك لا يلتفت إليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
المتن
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى وغفر له: صفحة (23/ 15):
وعلى هذا عامة أمور الشرع ومثل هذا يقال في عدد الطواف والسعى ورمي الجمار وغير ذلك ومما يبين ذلك أن التمسك بمجرد استصحاب حال العدم أضعف الأدلة مطلقاً ......
الشرح
قال الشيخ العلامة رحمه الله تعالى وغفر له: يعني البناء على غالب الظن ــ الطواف والسعي ورمي الجمار أنها سبع وإذا عمل باليقين فلا بأس. كمل السبعه يقينا وكمل الرمي سبعا يقينا.
وهذا له فوائد عظيمة لآن الناس يصيبهم هذا فيتحرجون إذا علموا أن غلبة الظن تكفي والحمدالله صارفي هذا إرغام للشيطان فإذا بنى على غالب ظنه وكمل الصلاة وكمل الطواف وكمل السعي وكمل الرمي الجمار إستراح وأرغم الشيطان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
المتن
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى وغفر له: صفحة (23/ 16): قوله
¥