تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ضابط جمع الصلاة بسبب المطر ... للشيخ د. الحميّد

ـ[الرايه]ــــــــ[10 - 04 - 04, 05:50 م]ـ

يقول الشيخ د. سعد بن عبد الله الحميّد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فالأصل أن الصلاة تؤدى في وقتها لقول الله جل وعلا:

(إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) النساء (103)،

أي مفروضاً في الأوقات، لكن وردت الأدلة أيضاً في إباحة الصلاة في غير وقتها لأهل الأعذار، لمن كان محتاجاً لذلك، كالمسافر، وكمن نزل عليه المطر، وكالمريض إذا احتاج إلى الجمع، ونحو ذلك من الأعذار،

كما في حديث ابن عباس رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المدينة سبعا يعني بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر)،

أخرجه البخاري (1174) ومسلم (152).

وقد ادَّعى بعض أهل العلم عدم العمل بهذا الحديث، ولكن الصواب أن العمل به جاري، وقد عمل به ابن عباس رضي الله عنه حينما حدَّث بهذا الحديث بالبصرة

ولكن الجواب عنه أن الأعذار ليست منحصرة في المطر، ولا في المرض، ولا في السفر، وإنما قد توجد أعذار أخرى، والمقصود هو رفع الحرج عن الأمة، فمتى ما وجد الحرج أبيح الجمع بين الصلاتين إما الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وبلا شك أن من الأعذار وجود المطر، أو البرد الشديد، أو الغبار الشديد الذي يتأذى به الناس فيحرجون بأداء كل صلاة في وقتها، فبالنسبة للمطر إذا نزل المطر والناس في المسجد مثلاً في صلاة المغرب فيشرع لهم في هذه الحال الجمع بين المغرب والعشاء، لكن بشرط أن يكون ذلك المطر مبيحاً للجمع، بمعنى أن يكون كثيراً بحيث يتأذى الناس بالرجوع إلى المسجد لصلاة العشاء، أما إذا كان المطر خفيفاً فلا ينبغي الجمع ولا ينبغي التهاون في هذه المسألة، حتى وإن كان هناك بعض الأدلة التي قد تشكل على بعض الناس، لكن ينبغي للإنسان أن يأخذ بالأمور المحكمة، ويدع عنه المتشابهات؛

فإذا نزل المطر والناس في بيوتهم مثلاً بعد المغرب، فهذا ورد فيه حديث ابن عمر المعروف وهو المناداة (ألا صلوا في رحالكم) أخرجه البخاري (1/ 166) ومسلم (2/ 147)،

فيشرع في هذه الحالة أن يقال للناس: صلوا في بيوتكم، وليس هناك من داع بأن تحرِّجوا على أنفسكم، وتأتوا إلى المساجد، فتتأذوا بهذاالمطرالنازل،

فهذا هو التفصيل في هذه القضية، أي: بالتفريق بين إذا ما كان الناس في المسجد في حالة نزول المطر فيشرع لهم الجمع،

وبينما إذا كانوا في بيوتهم، فالأولى أن يصلوا في بيوتهم إذا كانوا يتأذون،

أما إذا استطاع الإنسان أن يأتي إلى المسجد بواسطة السيارة، أو لم يكن عليه مشقة في المجيء إلى المسجد وبخاصة في ظل هذه النعم، من الطرق المعبدة والأرصفة والشوارع المضيئة، فالأَوْلى في هذه الحال أن يصلي في المسجد جماعة؛ لأن التأذي في المطر في هذه الأزمان ليس كالتأذي به في الأزمان الماضية، فالأزمان الماضية كانت الأرض زلقة بسبب أنها طينية، والمطر النازل قد يوقع الإنسان في الأرض ويتأذى باتساخ ملابسه، وربما وصلت الأذية إلى أشد من هذا ككسر في بدنه، أو غير ذلك، أما الآن فمجرد ابتلال الملابس، فمن يريد أن يحتسب الأجر فهذا أجره عند الله سبحانه وتعالى،

ومن أراد أن يأخذ بالرخصة فلا بأس في ذلك على ما فصلنا،

وصلى الله وسلم على نبينا محمد. http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=2635

ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[11 - 04 - 04, 10:54 ص]ـ

قول الشيخ حفظه الله (أما إذا استطاع الإنسان أن يأتي إلى المسجد بواسطة السيارة، أو لم يكن عليه مشقة في المجيء إلى المسجد وبخاصة في ظل هذه النعم، من الطرق المعبدة والأرصفة والشوارع المضيئة، فالأَوْلى في هذه الحال أن يصلي في المسجد جماعة؛ لأن التأذي في المطر في هذه الأزمان ليس كالتأذي به في الأزمان الماضية،).

من المعلوم أن في حالة المطر خاصة الشديد تكثر الحوادث و تصبح الأرض أكثر زلقا هذا في الطرق المعبدة.

و الرؤية تكون ضعيفة مع وجود الإضاءة.

و هذه الأمور محسوسه مشاهدة.

و أرى أن التأذي في هذه الأزمان عند قيادة السيارات في مثل هذه الأحوال أشد منه في الأزمان السالفة فسابقا كان التأذي يقع على شخص الخارج فقط أما اليوم فقد يتعدى إلى غيره من دهس للناس أو اتلاف لممتلكاتهم غير الضرر الذي قد يصيبه في نفسه و القاعدة العامة المجمع عليها أنه (لا ضرر و لا ضرار).

فعلى هذا إذا كان في الإزمان السابقه جاز استعمال هذه الرخصه ففي هذه الأزمان و الأحوال استعمالها يكون أولى.

و الله أعلم.

ـ[الرايه]ــــــــ[11 - 04 - 04, 11:20 م]ـ

شكر الله اخي / عبد الرحمن بن طلاع المخلف

على التعليق والمشاركة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير