[من هشيم المراسلات مذاكرة جرت بيني وبين أخي النقاد قبل عام حول كتاب إجماع المحدثين]
ـ[محب العلم]ــــــــ[14 - 04 - 04, 06:09 م]ـ
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، أما بعد:
فهذه مذاكرة جرت بيني وبين أخي النقاد حفظه الله قبل عام في موضوع كتاب: " إجماع المحدثين ... " للشريف حاتم حفظه الله، بعد أن طرح النقاد موضوعه المضمن هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=2052
وقد كانت هذه المذاكرة حينها على البريد الخاص، ثم اطلع عليها بعض الإخوة وأشار بإفرادهافي موضوع يحث الإخوة على استخراج مافي مراسلاتهم الخاصة من فوائد إذا رأوا هذا الهشيم!
وقد فقدت رسالة من النقاد في الجواب عن بعض ماكتبت لعله أن يكرمنا بها قريبا.
====================================
الأخ الفاضل النقاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو ان تكون بصحة وعافية.
ذكرت لك في رسالة سابقة أن عندي بعض الوقفات مع كتاب الشريف، وكان بالود لو عرضتها عليك لنقدها مشافهة، ولكن لم تجبني
بقبول ولاعدمه، وقد عزمت أن اسوق لك بضاعتي المزجاة لعلّك أن تتصدق عليّ بنقدك فاني اراك من المحسنين.
وقد قرأت كتاب الشيخ بحمد الله كاملا أقف فيه عند كل جملة ومقطع لاناقش فهمي الحساب!
فكان ان وقع في نفسي منه ماوقع في نفسك او يزيد، وبقيت امور غير علمية لم ترق لي في الكتاب (ربما لسوء فهمي)، والحديث فيها ليس مع فضيلتك.
ثم جمعني مجلس مع بعض طلبة العلم جرت فيه مذاكرة المسألة وتقليب النظر في الكتاب معنويا.
فكان ان التفت النظر الى ماينبغي ان تلتفت اليه الانظار وتتلاقح فيه افهام الاخيار، فاردت ان تسمع بعض الجعجعة التي حكيتها في قراءتك النقدية في الكتاب.
ومن ذلك:
ان الشيخ رعاه الله وسدده ذكر اعتبار الشيخين للقرائن في الشهادة للمتعاصرين بالسماع او عدمه، وهذا حق، الا انه لم يذكر درجة هذا الاعتبار عند كل منهما، بل اكتفى باطلاق القول عنهما بذلك ليرد على من فهم ان مسلما لايعتبر القرائن.
ومن المعلوم ان للبخاري من قوة اعتبار القرائن ماليس لمسلم، فالبخاري مثلا قبل رواية سليمان بن بريده عن ابيه مع عدم ثبوت سماع سليمان من ابيه، وذلك لطول معاصرة سليمان لابيه طولا يحيل مع كثرة روايته عن ابيه ألايكون سمع منه!
وقل مثله في احتجاج البخاري بحديث عروة عن ام سلمة مع عدم ثبوت السماع، فقد ادرك عروة من حياتها نيّفا وثلاثين سنة وهو معها في بلد واحد!!.
ومثله قبول البخاري لعنعنة ابي عبدالرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه فقد روى في تاريخه مايفيد تصدر ابي عبدالرحمن للاقراء في زمن عثمان، مع ادراك ابي عبدالرحمن لفترة ليست يسرة من حياة عثمان فيبعد جدا ان يكون مثله لم يسمع من مثل عثمان مع براءته من التدليس واشتهار قراءة ابي عبدالرحمن القران على عثمان عند القراء وان لم يثبت سنده.
واما نفي شعبة لسماع ابي عبدالرحمن من عثمان فلايلزم به البخاري من بعيد ولاقريب، وان كان هو راوي الاقراء فان عند شعبة من الشدة في الاحتياط مالايخفى.
ولايعني هذا ان مسلما لايعتبر الا القرائن الضعيفة لاثبات السماع او نفيه، بل انه قد يوافق البخاري في شدته احيانا كما في تركه لاخراج حديث الحسن عن عمران في صحيحه مع معاصرة الحسن لعمران زيادة على ثلاثين سنة لما عرف عن الحسن من الارسال فيما يظهر مع قلة مارواه عن عمران مقارنة بطول معاصرته وهذا يوجب ريبة ولاشك.
فمسلم رحمه الله قد يقبل حديث المتعاصرين الذين لم يرو احدهما عن الاخر الا احاديث قليلة ولم يتعاصرا الا فترة يسيرة.
وقد يكون هذا هو موجب كلام ابن رجب رحمه الله على مسلم ونقده له في شرح العلل فانه ربما كان يكتب وهو يلحظ هذا المأخذ.
فلو قيل بأن ثبوت السماع نوعان:
الاول: ثبوت حقيقي،
الثاني: ثبوت حكمي.
فاشتراط ثبوت السماع حقيقة، ونسبته الى البخاري غير صحيح والاجماع على خلافه كما حكاه مسلم وعليه يحمل كلامه.
واما ما كان من روايات المتعاصرين الذين قويت قرائن السماع فيها قوة تصل الى القطع بالسماع او قريبا منه مما يجعل الناظر فيها يعطي هذا السند المعنعن الذي لم يثبت حقيقةفيه السماع =حكم السماع
¥