(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً، قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً)
فنستطيع أن نقول أن الأمر لم يتجاوز شخص مريم من باب البشارة بولادة هذا النبي.
3 - أيضا أن الوحي الذي أوحاه الله إليها مرتبط برسول وهو عيسى عليه الصلاة والسلام ومتعلق بشؤونه، فنستطيع أن نقول كذلك لولا عيسى لما أوحى الله لأمه.
4 - وأضيف أن الله سمى مريم صديقة ولم يسمها نبية، كما في قوله تعالى:
(مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
ووصف الصديق يختلف عن وصف النبي، فإن النبي أعلى من الصديق ودليله قوله تعالى
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) والعطف الأصل فيه المغايرة.
فلو كانت نبية لكان وصفها بهذا الوصف أبلغ من وصفها بما دونه والله أجل وأعلم.
ولم يرد في القرآن وصف الله لأحد أنبيائه بالصديقية إلا وهي مردوفة بوصفه بالنبوة مثاله:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً)
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً)
ولا يشكل على ما ذكرت قوله تعالى في حق يوسف عليه السلام:
(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ)
فإن ذلك حكاية قول صاحب يوسف الذي كان معه في السجن وليس وصف الله لنبيه وإن كان هو كذلك بل أعلى من ذلك، ومع ذلك فقد ثبتت نبوته بنص الكتاب والسنة، قال تعالى:
(وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ).
(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ).
أما مريم فلم تثبت نبوتها ولم تسم نبية لا في الكتاب ولا في السنة.
ومن اللطائف أن برنامج الوورد الذي كتبت بواسطته هذه المشاركة يضع لي خطا أحمرا تحت كلمة نبية كالمنكر لها، وفي قائمة التصحيح يورد لي نبي أو نبيا أو نبوية.
وفي الختام أود أن أبين أن قولي صواب في رأيي، يحتمل الخطأ.
وأن أشكر الاخوة المشاركين حتى من يخالفني الرأي، فإن اختلفت بعض آرائنا فإن قلوبنا مجتمعة، ولا تختلف في حب الرسل والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين من الرجال والنساء في الله ولله.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 05 - 04, 12:50 م]ـ
ردود طويلة بغير جدوى. لأنها صارت تناقش نبوة مريم (وهو أمر أثبتناه في موضوع قديم) مع أن نقاشنا في الأصل عن الخضر.
وحتى أختصر الوقت، أطلب ممن ينكرون نبوة الخضر عليه السلام أن يعرّفوا لنا معنى النبوة. فمن يتكلم في مسألة النبوة لا بد أن يعطي تعريفاً دقيقاً واضحاً لها. أليس هذا عدلاً؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[09 - 05 - 04, 01:04 م]ـ
تنبيه من المشرف
صاحب الموقع (الذي لن أضع رابطه الآن) توصل إلى أن الخضر = عمران = يعقوب عليه السلام = والد موسى وهارون ويوسف ومريم العذراء = جد المسيح عيسى!!!
وما قاله منكرا من القول وزورا
نعوذ بالله من إحداث أقوال في الإسلام لم نسبق إليها، أما وسعه ما وسع العلماء من قبل.
ويكفي في بطلان هذا القول أنه لم يسبق إليه.
ـ[أخوكم]ــــــــ[09 - 05 - 04, 07:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥