تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كلامك صحيح. لكننا – للتذكير – لسنا في مقام التربية ولا الإفتاء، فلذلك سوف نكتفي بالنقل مع التمحيص.

· وقولك: (وقاعدة سد الذريعة تقتضي منع هذا الأمر بلا شك)

تعال معي إلى كلمة سواء، حسما للخلاف، وقل لي: هل يمكنك أن توافقني على هذه القولة: (هذا الفعل في أصله جائز ولكنني أحرمه سدا للذريعة)؟

فإن قلت: نعم، لم يبق لي معك نقاش.

وإلا فأخبرني ما الذي يحرم هذا الفعل في أصله، بغض النظر عن كونه ذريعة إلى محرم؟

· وقولك: (ألم يهدم عمر بن الخطاب الشجرة لما رأى الناس يعظمونها؟ أين أنتم من حديث الأنواط والطالبون هم الصحابة؟؟؟؟؟)

على فرض صحة القصة والحديث – وفيهما معا نظر لأهل الحديث – فإنهما معا يدوران على معنى التعظيم. أما الأول فبنص كلامك: (لما رأى الناس يعظمونها). وأما الثاني: فلأن المشركين كانوا ينوطون أسلحتهم بالشجرة تحريا للبركة، فطلب هؤلاء المسلمين مشابهتهم فيه طلب للتبرك بأحد الجمادات، وهذا ممنوع اتفاقا.

فأين في الفعل المبحوث هنا أحد هذين الأمرين: التعظيم أو طلب البركة؟

مرة أخرى، هذا قياس مع الفارق.

· وقولك: (ثم إن الطواف ليس أمرا صعبا لهذه الدرجة التي يصنع الناس للكعبة أنموذجا ويجعلون له لونا أسود وبحجم كبير فالأمر أيسر من هذا لو كانوا يريدون الخير)

هذا كلام صحيح في الجملة. لكنني أعرف مجموعة من المثقفين المغاربة (ليسوا عجما وليسوا من العوام)، يجدون صعوبة بالغة في معرفة تصميم الكعبة، ومعرفة الباب والميزاب والركن اليماني والحجر الأسود ومقام إبراهيم وغير ذلك. مع كونهم طالعوا شيئا من فقه الحج في الكتيبات الموضوعة لهذا الغرض. أما العوام فلا يستطيع الواحد منهم أن يتصور الجسم المكعب ذهنيا، فضلا عن أن يعرف تفاصيل ما ينبغي فعله هناك.

ولو حدثتكم عن جهالات العوام المغاربة الذين يذهبون للحج، لما وسعتني صفحات كثيرة. وما ذلك إلا لكونهم يذهبون من غير تدريب ولا تعلم. وأقولها بكل صراحة: هؤلاء العوام – وأكثرهم من كبارا السن - لا يستطيع الواحد منهم أن يستمع بتركيز إلى درس علمي ولو كان بالعامية، ولا يميز الرسوم والتصميمات الورقية. ولا ينفع معهم إلا تجسيد الواقع كما هو.

هذه شهادتي ومعرفتي لكثير من هؤلاء الحجاج. وحقا لم أسمع قط أن أحدا منهم خطر بباله أن يعظم مجسم الكعبة أو يحج إليه أو يطوف عليه خارج وقت التدريب.

وتذكر معي أن العلماء أنكروا أخطاء أهل العلم الذين لم يحجوا عند كلامهم في مناسك الحج، وعللوا ذلك بأنهم لم يحجوا. أي وقعوا في الخطأ لأنهم لم يروا أماكن الحج كيف هي. هذا في العلماء فكيف بمن دونهم؟

أما اتهام القائمين على هذه المشاريع بسوء النية، فيحتاج إلى حجة وبرهان. ونشر الشركيات في البلد لا يحتاج من أعداء الدين إلى مثل هذا التكلف الذي قد لا يجدي، فهم يستطيعون إقامة ما يشاءون من الاحتفالات الشركية، والمواسم البدعية، من غير نكير. وأهل السنة عندنا مقهورون لا يملكون إلا الإنكار القلبي.

· وقولك: (فلا ينبغي أن نكون مغفلين لهذه الدرجة والله المستعان)

جوابه: غفر الله لك، وأعاذني وإياك من الغفلة.

ولي عودة لاحقة لمناقشة كلام الأخ الفاضل محمد رشيد إن شاء الله تعالى، إن سمح الوقت وأسعفت الهمة.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 04 - 04, 07:03 م]ـ

جزاكم الله خيرا جميعا

سألت الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله ورعاه عن الكعبة التي وضعت للتعليم في ماليزيا سألته هذا اليوم الجمعة 11/ 3/1425هـ

فقلت له هل ترى أن هذه عبادة؟

فقال: لا ليست عبادة؛ لكنّ هذا العمل وسيلة إلى الشرك بالله، وطوافهم بها للتعليم قد يعقبه بعد زمن طواف للعبادة، وترك للبيت الحرام، كما حدث لقوم نوح، وبإمكانهم التعليم بدون هذا فهم يرون الكعبة بالشاشات والصور ....

وأرى أن يوجه هذا السؤال للهيئات العلمية كهيئة كبار العلماء، ويدرس دراسة نزيهه بالتحري والنظر إلى العواقب .. والله أعلم.

(ملاحظة: نقلت الكلام بالمعنى)

ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[01 - 05 - 04, 01:40 ص]ـ

الحمدُ للهِ وبعدُ،

قرأتُ ما دار من نقاشٍ حول المسألةِ هنا، وكنتُ قد طرحتُ مقالاً هذا رابطهُ:

http://alsaha.fares.net/[email protected]@.1dd57cb3

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير