تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التخريج جزء من عملك، ليس كله]

ـ[أبوحسان]ــــــــ[16 - 04 - 04, 08:09 م]ـ

أحببت المشاركة بما يلي: أرى بعض الإخوة يكثر من البحث في صحة الأحاديث وضعفها، والبحث في أحوال الرواة، ومراتبهم، ثم يطرح ما كتبه من تخريجات للأحاديث في الأسواق أو المنتديات ... وهذا لا بأس به. لكن على طالب علم الحديث أن يتخطى نظره مسألة البحث في صحة الأحاديث و ضعفها إلى مسائل أخرى يمكن أن يفيد منها، وأظن أن كثرة الخلاف بين الإخوة حول بعض الأحاديث من هذا الباب، كل واحد يخرج كما يرى، وبحسب ما يقف عليه، ويطول الوقت في هذا ... ولو صرف الطالب جزءًا من وقته إلى مسائل غير مسائل التخريج وتطريق الأحاديث لاستفاد شيئًا كثيرًا.

وهنا أنقل ما قاله الشيخ أبو عمر إبراهيم اللاحم في كتابه (الجرح والتعديل ص 18) - وهو ما كرره في مناسبات أخرى -:

" قد يقول قائل: إذا كنت تأمل من قراء هذه السلسلة أن يكفوا أو يكف الكثير منهم عن ممارسة النقد فماذا بقي للمتخصص من عمل يقوم به يميزه عن غيره؟ وأيضًا ألا يستفيد القارئ شيئًا إيجابيًا يطبقه في عمله، فإن ترك النقد أمر سلبي؟ والجواب عن هذا السؤال ليس هذا موضعه؛ إذ هو يحتاج إلى تفصيل، فقد جمعت - من أجل مساعدة الباحثين - ما يقرب من أربعين عملاً منوطة بالباحث غير إصداره الأحكام على الأحاديث، وربما تزيد على ذلك ... " اهـ.

ويكفيك أن تنظر إلى كتابات الشيخ حمزة المليباري لترى الرجل مبدعًا في خلق أنواع من البحوث غير التخريج ودراسة الأسانيد، كعمله في دراسة مسألة التحسين في الأعصار المتأخرة، وعمله في طريقة مسلم في ترتيب صحيحه، وغير ذلك مما بثه في بحوثه.

إن لك أخي المبارك بعد طول النظر أن تعمل أعمالاً كأن تشرح أقوال أئمة النقد الغامضة - وما أكثرها -، وأن تفسر طرق التأليف عند المتقدمين والمتأخرين، وأن تدرس مناهج تأليف نوع من أنواع كتب الحديث كالعوالي والمشيخات والمسلسلات والمراسيل والأطراف ... ، وأن تفسر المصطلحات المتكررة التي لم تأخذ نصيبًا من الدرس كالمذاكرة والتجويد والعزة ونحوها مما ستجده مع البحث ... رعاك الله، والسلام عليك.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير