[أوهام الحافظ في التقريب في ضبط الأسماء]
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 06:40 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن كتاب التقريب لإمام عصره الحافظ ابن حجر من الكتب التي كثرت فائدتها وعم نفعها، ولعل من أهم ما تميز به هذا الكتاب -بالإضافة إلى تلخيص حال الرجل وطبقته وأهم ما يحتاج إليه في وصفه – هو عنايته بضبط الأسماء، وقد عني الحافظ بذلك عناية بالغة في هذا الكتاب، بحيث يكاد يقع في خلد الناظر لأول وهلة أن الكتاب مؤلف في ضبط الأسماء.
وكثيراً ما تبحث في ضبط اسم فلا تجد أحدا ضبطه سوى الحافظ.
إلا أنه ربما وقع لي ضبط اسم رجل يخالف الحافظ في التقريب فيه غيره فيشكل عليّ أمره.
لكن لما كان هذا الكتاب سمّاه الحافظ (التقريب) علم به أن الحافظ لم يرد بكتابه أن يستغنى به عن الأصول، سواء كان ذلك في أحوال الرجال أو في ضبط أسمائهم، وإنما هو تقريب لحال الرجل فحسب.
وهذا الكتاب ليس من ضمن الكتب التي كان راضياً عنها الحافظ ابن حجر على ما قد اشتهر عنه.
ولذا وقعت له أوهام في ضبط أسماء الرجال كما وقع له في تحرير حال بعضهم، وهي قليلة بالنظر لكثرة المترجم لهم فيه.
قال الناجي في عجالة الإملاء ص 228 (مطوس: ووجدته في تهذيب الكمال وغيره بالقلم مكسور بالوار، وكذلك ضبطه شيخنا ابن حجر بالحروف مكسورا في كتابه تقريب التهذيب، والظاهر أنه من عنده بلا مستند يعتمد).
وقال أيضاً ص 352: (ولا يغتر بما وقع لشيخنا ابن حجر في كتابه (التقريب) من كون دال جدعان معجمة فإنه سبق قلم من الإهمال إلى الإعجام نبهت عليه للتحذير والإعلام).
وقال أيضاً ص 459: (ولا خلاف في فتح سين سيابة حيث وقعت، وقد نص على فتحها ابن الأثير وغيره، ولهذا ضبطتها خوفاً من الاغترار بما وقع لشيخنا الحافظ ابن حجر في مختصره التقريب وتحرير المشتبه من ضبطتها بالكسر فإنه خطأ، لا يقلد فيه فاحذره، ووقع له أيضاً في كنيته وهي أبو المرازم أنه بضم ميمها الأولى، وإنما مفتوحة كما قاله صاحب جامع الأصول فاستفده، وانظر كيف وقع له في التقريب في سطر وهمان).
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 06:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ورحم الله الشيخين ابن حجر والناجي
لكن السؤال هو:
هل هذه الاستدراكات كثيرة ويوجد غيرها من الناجي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبويوسف السبيعي]ــــــــ[16 - 11 - 04, 11:52 م]ـ
أخي الدكتور مسدد:
هذا ما وقفت عليه عرضاً من استدراكات الناجي، وقد يوجد غيرها.
وهذه فائدة تتعلق بالموضوع:
قال الدكتور شاكر محمود عبد المنعم في كتابه ابن حجر العسقلاني وموارده 1/ 309:
(وقام يوسف بن عبد الهادي المعروف بابن المبرد (ت 909 هـ) بجمع ما قيده ابن حجر في تقريب التهذيب في رسالة أطلق عليها اسم: (ضبط من غبر فيمن قيده ابن حجر) قال في مقدمتها: ... وبعد فإني وضعت كتاباً في تقييد الأسماء ثم اطلعت على كتاب ابن حجر تقريب التهذيب وفيه تقييد كثير فأردت أن أذكره فيه فرأيت ذلك يطول فأفردته هنا، وسميته ضبط من غبر فيمن قيده ابن حجر) ورتبه على حروف المعجم).
ثم قال في الحاشية:
اطلعت على نسخة بخط المؤلف في المكتبة الظاهرية بدمشق رقمها 391 حديث تقع في 90 ورقة غير منقوطة في الغالب وتقرأ بصعوبة، وعنها نسخة مصورة بمعهد المخطوطات تحت رقم 717 تاريخ ميكروفيلم. انتهى كلامه.
قلت: ليت أحد طلبة العلم يتصدى لنشر هذا الكتاب، ومما يسهل نشره وجود أصله وهو التقريب.