هل ثبت حديث في أن لكل نبي يوم القيامة (حوضاً)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 07:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل ثبت حديث في أن لكل نبيٍ (حوضاً) يوم القيامة .. ؟
جزاكم ربي خيراً
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 01:16 ص]ـ
أقول، وبالله أستعين: قال الله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} وهو نهر في الجنة، كما فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث أخرجه مسلم وغيره، واختلف أهل العلم في هذه المسألة، والراجح _ كما يفيده ظاهر الآية _، أنه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، والخلاف مبني على الحكم على الأحاديث الواردة في المسألة، والراجح ضعفها، وأنها لا يقوي بعضها بعضاً، وإليك تفصيل ذلك، فقد ورد من حديث سمرة، وابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وعوف بن مالك، رضي الله عنهم أجمعين.
أولاً: حديث سمرة.
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (1/ 44)، والترمذي في " سننه " (2443)، وابن أبي عاصم في " السنة " (734)، والطبراني في " المعجم الكبير " (7/ 212 / 6881).
من طرق عن محمد بن بكار الدمشقي، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل نبي حوضاً، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة ".
قال الترمذي: " حديث غريب وقد روى الأشعث بن عبدالملك هذا الحديث عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، ولم يذكر فيه: عن سمرة، وهو أصح ".
قلت: سعيد بن بشير، قال البخاري: " يتكلمون في حفظه "، وضعفه ابن معين، والنسائي، وقال ابن نمير: " منكر الحديث، ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات ".
فالمحفوظ إرساله؛ لاسيما وقد توبع الأشعث، تابعه هشام بن حسان، عن الحسن، مرسلاً.
أخرجه ابن المبارك في " الزهد " (404).
وتُكلم في رواية هشام عن الحسن، ولكن تابعهما حزم بن أبي حزم، عن الحسن، مرسلاً.
أخرجه ابن أبي الدنيا – كما في " الفتن والملاحم " لابن كثير –.
و حزم بن أبي حزم وثقه أحمد، وابن معين.
وصحح إسناده ابن حجر في " الفتح " (11/ 467).
وللحديث طريق أخرى:
فقد أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (7/ 259 / 7053) من طريق محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة، ثنا جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن سمرة، مرفوعاً، مثله.
قال ابن حجر في " الفتح " (11/ 467): " في سنده لين ".
قلت: محمد بن إبراهيم بن خبيب، قال ابن حبان في " الثقات " (9/ 58): " لا يعتبر بما انفرد به من الإسناد ".
وجعفر بن سعد ليس بالقوي، كما قال ابن عبدالبر.
وخبيب بن سليمان مجهول، كما قال ابن حزم، وقال الذهبي: " لا يعرف ".
وسليمان بن سمرة، قال ابن القطان: " حاله مجهولة ".
ولا يُستدرك علينا كون سليمان هذا وثقه ابن حبان؛ فإن ابن حبان توثيقه لين لهذه الطبقة.
ثانياً: حديث ابن عباس.
أخرجه ابن أبي الدنيا – كما في " الفتن والملاحم " –، وابن مردويه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " (3/ 277) –.
عن عباس بن محمد حدثنا حسين بن محمد، حدثنا محصن بن عقبة اليماني، عن الزبير بن شبيب، عن عثمان بن حاضر، عن ابن عباس، قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقوف بين يدي رب العالمين هل فيه ماء، قال: " والذي نفسي بيده إن فيه لماء، إن أولياء الله ليردون حياض الأنبياء، ويبعث الله تعالى سبعين ألف ملك في أيديهم عصي من نار يذودون الكفار عن حياض الأنبياء ".
قال ابن كثير: " حديث غريب ".
قلت: محصن بن عقبة، والزبير بن شبيب، لم أقف لهما على ترجمة.
ثالثاً: حديث أبي سعيد.
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (7/ 46 / 34104) مختصراً – وعنه ابن ماجه في " سننه " (4301) –، وابن أبي الدنيا – كما في " الفتن والملاحم " –، وأبونعيم في " أخبار أصبهان " (1/ 110)، واللالكائي في " شرح الاعتقاد " (2118).
¥