[منظومة حجر المخلاة - الجزء الأول]
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[02 - 08 - 02, 02:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نظم حجر المخلاة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه الذين كانوا عضده وزنده وكانوا في كل أحواله حزبه وجنده وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم يعرف فيه المرء شقاءه وسعده.
وبعد، فأقدم بين يدي القارئ الكريم هذه المنظومة التي تتعلق ببعض علوم القرآن ومسائله التي كثيرا ما تدور بين القراء في مجالسهم وتقع فيها المحاورة بين الطلبة والمذاكرة بين الحفظة مثل عدد بعض الآيات وكيفية رسم بعض الكلمات وبيان بعض الشواذ من المتشابهات مما قد يشكل على الطالب المبتدي ويغفل عنه القارئ المنتهي.
هذا ومما يجب علي ذكره هنا اعترافا بالفضل لأهل الفضل وذويه هو أن السبب في نظم هذه المنظومة يرجع إلى مذاكرة الشيخ الوقور المحترم عمار العمري حفظه الله ومتعه في الدارين بالحسنى وزيادة فهو الذي نبهني إلى ذلك بما يقدمه إلى مجلس المذاكرة من إلقاء مسائل قرآنية فيما يشبه النظم ويطلب مني تصحيح ذلك فأجيبه. وفي أثناء ذلك بدا لي أن أنظم منظومة في المسائل التي دارت في مجالسنا القرآنية مشتملة على الأبيات التي صححتها للشيخ وعلى غيرها مما استفدته من غيره من الطلبة والحفاظ ومما أخذته من كتب هذا الفن العزيز فنظمت ذلك كله في سلك هذه المنظومة وسميتها (حجر المخلاة في مجالس المحاجاة) راجيا من الله أن يجعلها من الكلم الطيب والعمل الصالح الذي يرفعه وأن يحشرنا بها في زمرة حفظة القرآن الكريم العاملين به والمتبعين لهديه الذين هم أهل الله وخيرته من خلقه وأن يثيب كل من كان في إعانتي على إنجازها وإبرازها إنه قريب مجيب.
الناظم: محمد الطاهر التليلي
الحمد لله الذي هدانا ... وللرشاد والهدى حدانا
ثم الصلاة والسلام أبدا ... على النبيّ الهاشميّ أحمدا
وآله وصحبه والتابع ... لكل أمر من هداه نابع
وبعدُ فالمقصود نظم ما انتثر ... في مجلس القرّاء من آي السُّوَرْ
كعدّ آي أو شذوذ أحرف ... في رسمها أو ذكر نوع يختفي
مسائل منقولة مجموعه ... من أكثر القراء أو مسموعه
كما أتت عن ورشهم روايهْ ... يعرفها الطلاب بالدرايهْ
قد طُرحت في مجلس الأحاجي ... على بساط البحث والحِجاج
تذكرةً قد ذُكرت ودُربهْ ... وسُنّة محمودة وقُربهْ
بطلها في حلْبة السباق ... والجلب للنصوص باتفاق
شيخ الشيوخ الفاضل الزكيُّ ... عمّارُ بن أحمدَ العُمْريُّ
وقد أتى عند ابتداء الأمر ... بنظم بعض مشبهٍ للنثر
فصغته بإذنه في نظمنا ... من بعد ما صححته مُضمّنا
فانتظم النظمان في نظام ... تبرّكا بسيد الكلام
ثم انفردت ناسجا أبرادي ... من لُحمة التصدير والإيراد
متّبعا في النسج والتخطيط ... منوالَه من دون ما تفريط
وأكثر النصوص في ذا النظمِ ... أخذته من كُتْب هذا العلمِ
من غير ما تهذيب أو ترتيب ... غير الذي ذكرت من تبويب
ورائدي في ذاك حسن النيّهْ ... ونشر هذا العلم في الذريّهْ
وأن أكون قد خدمت القرّا ... منتظرا من الإله أجرا
وأن أُعدّ في فريق الطّلبهْ ... الحافظين القارئين الكتبهْ
أعني بهم من حفظ القرآن ... وطالع البرهان والإتقان
ومورد الظمآن للخرّاز ... وشرحُه المسمّى بالطّرّاز
ومن قضى أيامه معلّما ... لمحكم التنزيل أو مفهّما
لأنه قد جاء في المنصوص ... عن سيد الكونين بالخصوص
إذ قال في القرآن من تعلّمهْ ... أفضلكم وللورى قد علّمهْ
واعلم بأن القصدَ بعضُ ما حضرْ ... في ساعة التفكير من آي السّوَرْ
فليس من مقصودنا استيعاب ... لكل ما قد ضمّه الكتاب
وليس من مقصودنا التشهير ... بنظمنا بل قصدنا التيسير
وقد جعلت ذكرَ كل نوعِ ... في بابه منفصلا ومرعي
في أول الأبواب ذكر الواحدِ ... إلى انتهاء القصد في التصاعدِ
وقد وسمتُ نظمنا الأغرّا ... بـ (حجرِ المِخْلاةِ) بين القُرّا
فإن رأيتَ فاسدا فأصْلحِ ... وإن وجدت خطأ فصحّحِ
بعد التأمل الدقيق الأصوب ... بقلمٍ مطهّر مُهذّبِ
فالنقص للإنسان لا محالهْ ... وأيُّ عبد نائلٌ كمالهْ
والله نرجو أن يسدّد الخُطى ... ويرفعَ المكروه عنّا والخَطا
وأن يجازي كلّنا بالحسنى ... يوم اللقاء والمقام الأسنى
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[02 - 08 - 02, 07:43 م]ـ
أعانك الله على إتمام ما بدأت به
وشكر الله لك جهودك
وأنا لا زلت متابعا لك