تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقاله لأصحابه حين أدركوا ما أدركوا من الظلم، فكلهم قال: أغز معهم على حظك من الآخرة ولا تفعل ما يفعلون من فساد وخيانة أو غلو ...

وقال ابن عمر: أغز مع أئمة الجور وليس عليك مما أحدثوا شيء وغزا أبو أيوب الأنصاري مع يزيد بن معاوية بعد أن كان توقف ثم ندم على توقفه. أه.

تبين مما تقدم أن الصحابة رضي الله عنهم أجازوا الجهاد مع أئمة الجور وجاء في كتب السيرة أن في غزوة أحد رجع نحو ثلث الجيش مع رأس المنافقين ابن أبي سلول وكان بعض هؤلاء من المنافقين ومع ذلك لم يمنعهم الرسول من الخروج معه للجهاد بل خرج معهم رأس المنافقين كما تقدم، وفي غزوة تبوك أنزل الله تعالى في ثلاثة كانوا قد خرجوا مع رسول الله r إلى الجهاد قوله تعالى:) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ % لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَة بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (().

وجاء في الصحيحين إن رجلاً كان مع الرسول r في الجهاد فجاء سهم غرب فقتله فقال بعض الصحابة هنيئاً له الجنة فقال عليه الصلاة والسلام ((كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي غلها لتلتهب عليه ناراً)) أو كما قال رسول الله r .

لذا روينا في صحيح البخاري 2808 من طريق أبي إسحق السبيعي قال سمعت براء بن عازب t يقول: أتى النبي r رجل مقنع بالحديد فقال: يا رسول الله أقاتل أو أسلم قال عليه الصلاة والسلام أسلم ثم قاتل.

فأسلم الرجل ثم قاتل فقتل فقال رسول الله r : (( عمل قليلاً وأجر كثيراً)) فلم يمنعه عليه الصلاة والسلام من الجهاد حتى يصفى أولا ثم يربى بل قال: أسلم ثم قاتل.

تنبيه: يحتج بعض إخواننا بعدم مشروعية الجهاد في العراق بفتاوى من بعض أهل العلم في الحجاز ونجد .. فأقول وبالله التوفيق: إن أهل العلم في الجزيزة العربية أيدو وبقوة مقاتلة صدام حسين عندما احتل الكويت بل إن هيئة كبار العلماء أصدروا فتوى بجواز الاستعانة بالكفار من أجل إرجاع الكويت فهل الكويت أولى من العراق بالجهاد.

وأيدوا قبل ذلك الجهاد في أفغانستان وناصروه ودعموه بالرجال والأموال فهل الجهاد في أفغانستان مشروع وفي العراق ممنوع.

وأيدوا قبل ذلك الجهاد في فلسطين بل وفي البوسنة والهرسك والشيشان كما سيأتي إن شاء الله تعالى في كلام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى فهل الجهاد في البوسنة والهرسك والشيشان مشروع وفي العراق ممنوع؟

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى وهو كبير علماء الجزيرة في زمانه: ((والآيات والأحاديث في فضل الجهاد وعظيم أجر أهله كثيرة جداً وفي وقتنا هذا من أفضل الجهاد ومن أعظم الجهاد جهاد حاكم العراق لبغيه وعدوانه واجتياحه دولة الكويت وسفكه الدماء ونهبه الأموال وهتكه الأعراض وتهديده الدول المجاورة له من دول الخليج ولاشك أن هذا العمل عدوان عظيم وجريمة شنيعة وبغي سافر يستحق عليه الجهاد من المسلمين.

ومن جاهده بنية صالحة فله أجر عظيم فإن قتل فهو شهيد ... )) أه.

ومن مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى ... وسوف يأتي إن شاء الله تعالى ذكر نص الفتوى كاملة ج7/ 378 - 379 فجعل الشيخ عبد العزيز الجهاد من أجل إرجاع الكويت من أفضل الجهاد وأعظمه.

وقال رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى 5/ 151: ((الجهاد الأفغاني جهاد شرعي لدولة كافرة فالواجب دعمه ومساعدة القائمين به بجميع أنواع الدعم وهو على إخواننا الأفغان فرض عين للدفاع عن دينهم وإخوانهم ووطنهم وعلى غيرهم فرض كفاية)).

ثم ذكر بعض الآيات ثم قال: ((والآيات في هذا المعنى كثيرة وهي تهم إخواننا المجاهدين في أفغانستان وجميع المجاهدين في سبيل الله في فلسطين والفلبين وغيرهم .. )) أه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير