وقال رحمه الله تعالى في مجوع فتاوى له 8/ 267: ((ولذا فإن من واجب المسلمين المساعدة إلى نجدة إخوانهم الذين يتعرضون للظلم والعدوان ومن هؤلاء إخوانكم في الشيشان يقاومون اعتداء روسيا على بلادهم ويحتاجون إلى مد يد المساعدة لهم حتى يتمكنوا من مقاومة أعدائهم الذين يملكون العدة والعتاد فمساعدة المجاهدين بالنفس والمال من أفضل القربات ومن أعظم الأعمال الصالحات .. )) أه.
وقال أيضاً رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى 8/ 262 في مساعدة مسلمي البوسنة والهرسك بالسلاح والمال.
قال: ((نظرا لما ابتلي به المسلمون في البوسنة والهرسك من تسلط الغرب على المسلمين هناك بأنواع القتل والأذى والظلم والعدوان ونظراً إلى الدعم والمساعدة من إخوانهم المسلمين حكومات وشعوباً فإني أوصي المسلمين جميعاً بالوقوف في صفهم والعناية بدعمهم ومساعدتهم بالسلاح والمال والدواء لأنهم في أشد الحاجة إلى ذلك ... )) أ ه.
قلت: هذه بعض فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في دعم الجهاد والمجاهدين وإنه من أفضل الأعمال حتى في الفلبين فكيف يقال أن علماء الجزيرة لا يرون الجهاد في العراق وقد تقدم في كلام الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - أن الجهاد فرض عين على الشعب الأفغاني وذلك عندما غزى الروس بلادهم.
ومن أفتى من علماء الجزيرة بعدم مشروعية الجهاد في العراق فهو مخطيء لأنه مخالف للكتاب والسنة والإجماع الذي تقدم نقله وهو أن أي بلد من بلاد الإسلام يحتلها الكفار فإنه يجب على أهلها أن يجاهدوهم ثم هو مخالف أيضاً لكلام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى الذي تقدم نقله والشيخ كما هو معلوم كان في زمنه كبير علماء الجزيرة وقد يكون هذا العالم الذي أفتى بعدم مشروعية الجهاد في العراق لم يتصور الوضع أو نقل إليه الوضع هناك وصور إليه تصويراً خاطئا أو كان هذا في بداية احتلال العراق قبل أن تقوم المقاومة وتقوى بحمد الله تعالى وتشتد ضربات المجاهدين وغير ذلك.
قال إسحق بن هانئ النيسابوري رحمه الله: سألت أبا عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى - عن قوم يكونون بطروسوس فيقعدون ولا يغزون ويحتجون يقولون: متى ما غزونا إنما نوفر الفيء على ولد العباس قال أبو عبد الله يعني: أحمد بن حنبل: ((هؤلاء قوم سوء هؤلاء القعدة هؤلاء جهال وإن لم يكونوا يعلمون ولا لهم علم بالعلم فيقال لهم: أرايت لو أن طرسوس وأهل الثغور جلسوا عما جلسوا عنه هؤلاء أليس كان قد ذهب الإسلام، هؤلاء قوم سوء)) أه مسائل أحمد رواية ابن هانئ 2/ 102.
فجعل أحمد الذين يقعدون عن غزو الكفار قوم سوء فكيف بمن يقعد عن الدفاع عن دينه وعرضه وحريمه. ولذلك تارك الجهاد يهجر قال أبو العباس بن تيمية في تفسير سورة النور ص42: ((وجماع الهجرة هي هجرة السيئات وأهلها وكذلك هجران الدعاة إلى البدع وهجران من يخالط هؤلاء كلهم أو يعاونهم وكذلك من يترك الجهاد الذي لا مصلحة لهم بدونه فإنه يعاقب بهجرهم له لما لم يعاونهم على البر والتقوى فالزناة واللوطية وتارك الجهاد وأهل البدع وشربة الخمر هؤلاء كلهم ومخالطتهم مضرة على دين الإسلام وليس فيهم معاونة لا على بر ولا تقوى فمن لم يهجره كان تاركاً للمأمور فاعلا للمحظور ... )) أه.
وأخيراً أقول لمن يمنع الجهاد في العراق وفي هذا الوقت لا يخفى أن هناك عشرات من الآيات الكريمة ومئات من الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن الجهاد وتأمر به أو تحث عليه إذا لم تنزل على ما يجري في العراق تحت ظل احتلال صليبي بدعم يهودي مع تعاون من قبل المشركين والمنافقين على المسلمين أذن متى تنزل هذه النصوص.
وأنا ندعو المسلمين في العراق إلى أن يجاهدوا هذا العدو الذي سفك دمائكم وانتهك أعراضكم ورمل نسائكم واعتقل أطفالكم وسجن الآلاف من رجالكم بل وسجن أيضاً حتى نسائكم، وبعد أن فرض عليكم أبشع أنواع الحصار الذي دام أكثر من عشر سنوات ثم مع ذلك يزعم أنه جاء لكي يحرركم هذا العدو الذي أذلكم وأهانكم كيف لا تجاهدونه في سبيل الله تعالى:
قال محمد سعيد الراوي البغدادي:
أهل العراق إلى متى انتم نوم
وإلى متى هذا البلاء المبرم
وإلى متى ذا الذي فوق رؤوسكم
والسانيء العاني بكم يتحكم
ما لي أراكم قد خضتم ذلة
وعلى المصائب والصغار جثوتم
هبوا لتطلاب الحياة وثوبوا
¥