تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا يجب عليك عند استدلالك أن تضع الدليل مكانه وهذا الذي في معنى قوله تعالى:) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً (() قال إبراهيم النخعي: الفهم بالقرآن. وقال مجاهد:

الكتاب يؤتي إصابته من يشاء رواهما الدارمي وقال ابن عباس t : يعني المعرفة بالقرآن ناسخهِ ومنسوخه ومحكمه ومتشابه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله (). وقال ابن وهب: قلت لمالك: وما الحكمة؟ قال: المعرفة بالدين والفقه فيه، والاتباع له، وقال أبو العالية: الكتاب والفهم به. رواهما ابن جرير.

فأنت استدللت بهذه الآية بعدم التقدم بين يدي العلماء وأنت قد تقدمت بين يدي الله ورسوله، وقد قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (() فقد جعلت حق الله ورسوله حق العلماء وهذا من الافتراء قال ابن جرير رحمه الله عند هذه الآية

((لا تعجلوا بقضاء أمر في حروبكم أو دينكم قبل أن يقضي الله لكم فيه ورسوله، فتقضوا بخلاف أمر الله ورسوله، ثم قال وخافوا أيها الذين آمنوا في قولكم أن تقولوا ما لم يأذن لكم به الله ورسوله وفي غير ذلك من أموركم، وراقبوه إن الله سميع لما تقولون، عليم بما تريدون بقولكم إذا قلتم، لا يخفى عليه شيء من ضمائر صدوركم، وغير ذلك من أموركم وأمور غيركم)) أ. ه.

ثم قال الجبوري في خلاصة المسألة: ((فالعالم المجتهد الراسخ في العلم هو وحده المسؤول عن إعلان الجهاد، وقياس المصلحة الشرعية في ذلك الإعلان)).

فيقال لك: ما دليلك على ذلك من الكتاب أو السنة أو الإجماع بأن المسؤول عن إعلان الجهاد هو العالم المجتهد الراسخ في العلم، وكذلك من أنت لكي تكتب بذلك وتقرر المسائل على مرادك وهواك؟! هل أنت من العلماء المجتهدين الراسخين؟ ولكن كما قال r : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) () وكما قيل:

إذا لم تصن عرضا ولم تخش خالقا وتستح مخلوقا فما شئت فاصنع

وأما قولك: وقياس المصلحة الشرعية في ذلك الإعلان.

فيقال: المصلحة الشرعية كلها جاءت باتباع الشرع وعدم مخالفته فمن قام بالجهاد لإعلاء كلمة الله فهذه هي أعظم مصلحة لبقاء الشريعة وحمايتها.

وأما قولك: وأما الجهال وأما أفراد الناس وأما أنصاف المتعلمين .. حتى قلت: ليس هذا عشك فادرجي فيقال: ما أحسن هذه الأوصاف بأن تكون لك ولأمثالك المخذلين المثبطين عن سنام الإسلام وروحه، فانظر إلى قولك في المجاهدين، حيث جعلتهم جهالا وأنصاف متعلمين وغير ذلك من أقوالك القبيحة في لمزهم وعيبهم، وانظر إلى كلام الإمام أحمد فيك وفي أمثالك لما سئل عن قوم يكونون بطرسوس فيقعدون و لا يغزون و يحتجون يقولون: متى ما غزونا، إنما نوفر الفيء على ولد عباس: قال أبو عبد الله: هؤلاء قوم سوء، هؤلاء القعدة، هؤلاء جهال وإن لم يكونوا يعلمون ولا لهم علم بالعلم، فيقال لهم: أرايت لو أن طرسوس وأهل الثغور جلسوا عما جلسوا عنه هؤلاء، أليس كان قد ذهب الإسلام؟ هؤلاء قوم سوء.أ. ه. مسائل ابن هاني.

ثم قال الجبوري في كتابه: فحقيقة المنادين بالجهاد اليوم أنهم ((شباب أستخفتهم الحماسة وقادهم سفهاء الناس إلى الولوغ في التكفير والدماء بلا ورع يردعهم ولا علم يردهم)).

فقولك: شباب استخفتهم الحماسة، فهل يذم الإنسان بأنه شاب باع نفسه لله يبحث عن الموت مظانة فهذه السنة تبين أن هذا الصنف من خير الناس وأنت تذمهم بذلك، فمن نأخذ بقوله؟ أقول يحيى الجبوري نأخذ به، أم قول خير البرية r نأخذ؟

إن أخذنا بقول الكاتب ضللنا ضلالا مبينا وتركنا سنة نبينا r أخرج مسلم عن أبي هريرة t عن رسول الله r أنه قال: ((من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانة))، الحديث وليس أعلى منه منزلة، وكما جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد أن رجلاً أتى النبي r فقال: أي الناس أفضل؟ فقال: ((رجل يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه)) الحديث ... وأخرج أحمد قال حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن إسماعيل بن عبد الرحمان عن عطاء بن يسار عن ابن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير