عباس t أن رسول الله r خرج عليهم وهم جلوس، فقال: ((إلا أحدثكم بخير الناس منزلة)) قالوا: بلا يا رسول الله، قال ((رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل ... )) الحديث، والصواب أنه مرسل كما عند مالك في الموطأ وأخرجه الدارمي وبوب عليه: باب أفضل الناس، رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله.
قال ابن عبد البر في التمهيد وقد رواه بعضهم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة والصحيح فيه عن ابن عباس - إن شاء الله - ثم هل يعاب على شاب بذل حياته لربه الم يكن غالب أصحاب النبي r من الشباب؟ ألم يقل عبد الله ابن مسعود كنا نغزوا مع النبي r ونحن شباب كما جاء في صحيح مسلم
وغيره؟ ألم يرسل النبي r القراء وكانوا سبعين شابا من الأنصار؟ ألم تأت السنة بأن من السبعة الذين يظلهم في ظله شاب نشأ في طاعة الله…؟ وهل هناك طاعة بعد توحيد الله وإتيان فرائضه أفضل من الجهاد…؟
قال أحمد–- رحمه الله -: لا أعلم شيئاً من العمل بعد الفرائض أفضل من الجهاد.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وكذلك اتفق العلماء فيما أعلم على أنه ليس في التطوعات أفضل من الجهاد فهو أفضل من الحج وأفضل من الصوم والتطوع وأفضل من صلاة التطوع. الفتاوى ج 28 ألم يبين النبي r بأن في الجنة باب يسمى باب الجهاد كما في الصحيحين .. ؟
إذ كيف يعاب على الإنسان بما هو مدح ولذا وصف ذلك بأنه: حماس؟ الحماس للدين قربة يتقرب بها العبد إلى الله، لأن الحماس ممدوح في لغة العرب.
قال صاحب معجم مقاييس اللغة: الحاء والميم والسين .. أصل واحد يدل على الشدة، فالاحمس الشجاع والحمس والحماسة الشجاعة والشدة إذا لماذا يذم الإنسان بشجاعته ألم يكن النبي r أشجع الناس كما جاء في الصحيحين من حديث أنس. ألم يكن صحابته أشجع الناس من بعده. ألم يكن r ( يتعوذ دبر الصلاة من الجبن ويتعوذ أن يرد إلى أرذل العمر ويتعوذ من فتنة الدنيا ويتعوذ من فتنة القبر) (). كما جاء في الصحيحين من حديث أنس، أو أنك تريد أن تلمز المجاهدين كما لمزهم الذين قدموا من غزوة تبوك فاحذر من ذلك وإياك أن تنسب ذلك للسلف، فالسلف بريئون من قلمك المسموم أين التصفية والتربية المزعومة التصفية: هي التخلص من البدع والضلال والأهواء.
والتربية: تكون على الكتاب والسنة والاتباع، بخلاف ما عليه كتابك من الهوى المتبع والتقليد الأعمى، رزقنا الله وإياك البصيرة بالدين ثم قال الجبوري: وقادهم سفهاء الناس إلى الولوغ في التكفير والدماء، ما أشبه هذه المقولة بمقولة قوم هود لهود) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (() وهذا لا يضر المجاهدين ولا مسبتك لهم فإن المجاهدين لهم أئمة هدى وعلماء راسخون في مختلف العلوم وحيث لا يأتي هؤلاء على هواك، جردتهم من العلم وحصرت الحق في غيرهم ممن هم على شاكلتك، وقد أبقى الله ما يسوؤك، فان هؤلاء المجاهدين المصنفين بقاموسك
(أنهم أهل جهل وضلال) هم أئمة الناس اليوم والطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، وهم أقوم الناس بتوحيد الله وتطبيق أحكامه في أرض الواقع وموادة المؤمنين ومعادات الكافرين، فهذا هو أصل الدين ودعوة جميع الأنبياء والمرسلين.
وأما قولك: إلى الولوغ بالتكفير والدماء.
فأقول: هل إذا كفر المسلم الكافر كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة يسمى ولوغا؟ بل لا دين للعبد ألا بتكفير الكافر وهذه ملة إبراهيم عليه السلام حينما قال لقومه: كفرنا بكم. وهذا الذي جاءت به دعوة المرسلين كافة. وأما الضلال المبين هو: إخراج المسلم من الإسلام بلا دليل كما هو مذهب الخوارج.
وأهل الجهاد من أبعد الناس عن هذا المذهب الخبيث وأما قولك: والدماء. فيقال: هل لدم الحربي الكافر حرمة بل جاءت النصوص بالأمر بسفكه وهذا ما يتسم به المجاهدون في أفغانستان والعراق والشيشان وفلسطين.
أما من أستحل دم المعصوم؟ فأهل الجهاد من أشد الناس بعدا عنه وتورعا.
وأما قولك: بلا ورع يردعهم، ولا علم يردهم.
فيقال لك:) كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا
¥