ومن على شاكلتك: بأنه ليس بجهاد تشبها بالمنافقين الذين قالوا عن جهاد الرسول r : ) لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ (فانظر ما حصل من نصر الله لعباده المجاهدين في أفغانستان وتحطيم الطاغوت الصليبي وحلفائه على أرض أفغانستان، وهاهي أرض العراق قد أنتنت من جيف الأمريكان القتلى على أيدي شباب من أسود الإسلام على قلة العدة والعتاد، قال تعالى:) وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (().
ثم قال الجبوري شبهة وجوابها، قلت: المجاهدون لم يقوموا على شبهات إنما قاموا بسبب آيات محكمات ونصوص واضحات، لأن من الأمور المسلمات عندهم كما قال عمر بن عبد العزيز - رحمة الله -: ((لا رأي لأحد عند سنة سنها رسول الله r )) وقال الشافعي: ((أجمع العلماء على أنه من استبانت له سنة عن رسول الله r لا يجوز أن يتركها لقول كائن من كان)) وكما قال أحمد - رحمه الله -: ((عجبت لمن عرف الإسناد وصحته يذهب إلى رأي سفيان، والله يقول:) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (())).
فصل
قال الجبوري: الفصل الرابع البدء بالأهم فالأهم.
قلت: نعم البدء بالأهم فالأهم، فأهم الأمور هي التي قامت بها بعثته r فبعث بالتوحيد والدعوة إليه والكفر بالطاغوت وبعث بالسيف كما جاء في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي r : (( بعثت بالسيف بين يدي الساعة، حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم)) رواه أحمد بسند جيد. فدل على أن الله بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف بعد دعائه بالحجة، فمن لم يستجب إلى التوحيد بالقرآن والحجة والبيان دعي بالسيف. قال تعالى:) لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ((). قال ابن سعدي - رحمه الله - في تفسيره: قرن تعالى بهذا الموضع بين الكتاب والحديد لأن بهذين الأمرين ينصر الله دينه، ويعلي كلمته: بالكتاب، الذي فيه الحجة والبرهان، والسيف الناصر بإذن الله، وكلاهما قيامه بالعدل والقسط، الذي يستدل به على حكمة الباري وكماله، وكمال شريعته التي شرعها على ألسنة رسله. أ. ه.
وقد قرن الله بين الإيمان والجهاد في عدة مواضع نذكر آية من ذلك، قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ % تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (().
ومن ذلك حديث أبي ذر t قال سألت النبي r أي العمل أفضل؟ قال:
((إيمان بالله وجهاد في سبيله)) الحديث. متفق عليه وعلى هذا كانت مبايعته للصحابة y فقد جاء في الصحيحين من حديث أنس t أن النبي r كان يقول: اللهم إن العيش عيش الآخرة … فأغفر للأنصار والمهاجرة
فقالوا مجيبين له:
نحن الذين بايعوا محمدا … على الجهاد ما بقينا أبدا
ولهما عن مجاشع t قال: أتيت النبي r أنا وأخي فقلت: بايعنا على الهجرة، فقال: ((مضت الهجرة لأهلها))، فقلت: علام تبايعنا؟ قال:
((على الإسلام والجهاد)).
فصل
قال الجبوري: الفصل الخامس: الجهاد الحقيقي اليوم ما هو؟
أقول: وهل يختلف الجهاد الحقيقي اليوم عن غيره. لا يختلف الجهاد من حين أنزل الله آية السيف إلى قيام الساعة، فالجهاد في الشرع هو: قتال الكفار لإعلاء كلمة الله كما جاء ذلك في حديث سمرة بن أبي فاكه، قال سمعت رسول الله r يقول: ((إن الشيطان قعد لابن أدم باطرقه ... )) الحديث. ثم قال: ((فقعد له بطريق الجهاد فقال: هو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل وتنكح المرأة ويقسم المال.)) قال: ((فعصاه فجاهد))، فقال رسول الله r : (( فمن فعل ذلك منهم فمات كان حق على الله أن يدخله الجنة أو قتل كان حق على الله أن
¥