ومن الاعتصام بالله تعالى والتعلق به والصبر على ما يلاقيه المسلم في ذات الله تعالى لأن في ذلك تحقيق العبودية لله تعالى وصدق التوكل عليه والثقة بوعده قال تعالى:) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ((). وقال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ((). وأخبر الله تعالى بأنه مع الصابرين فقال:
) وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ((). ومن كان الله معه فلا شك أنه ناصره ومؤيده وحافظه قال أبو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى عن معية الله للصابرين: وهي معية خاصة تتضمن حفظهم ونصرهم وتأيدهم وليست معية عامة: أ. ه من مدار ج السالكين 2/ 153.
وليتذكر المسلم ما جرى للرسل الكرام والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبعدهم الصالحين والأولياء قال تعالى:) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (().
والله تعالى أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج عنا وعنكم وجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
السؤال الأول:
هل هناك محذور شرعي من قيام أهل السنة بإعداد قوة عسكرية لردع أي هجوم متوقع من قبل أعدائهم الذين يتربصون بهم الدوائر وهذه القوة العسكرية منظمة بإدارتها وسراياها ويتلخص عملها في رد أي اعتداء محتمل على مساجدنا أو أعراضنا ويكون عملها محصورا في مكان الحدث وتتجنب إراقة الدماء وإتلاف الممتلكات المحترمة والقصد الأهم منها إظهار شوكة أهل السنة علما أن طبيعة وواجبات ومراكز هذه القوة يقررها أهل البلد كل حسب حاله واستطاعته.
جواب السؤال الأول:
وأما ما يتعلق بالأسئلة فأقول وبالله التوفيق فيما يتعلق بجواب السؤال الأول ليس هناك محذور شرعي من قيام أهل السنة بإعداد قوة عسكرية لردع أي هجوم من قبل أعدائهم عليهم. بل هذا واجب عليهم والدليل على ذلك:
1. قال تعالى:) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (().
وهذا أمر من الله تعالى لعباده بإعداد القوة بكل ما استطاعوا وما قدروا عليه من القوة.
والأصل في الأمر الوجوب إلا إذا صرفه صارف ولا صارف هنا بل الأدلة تؤيده كما سوف يأتي.
قال عماد الدين بن كثير في تفسيره 45/ 80: ثم أمر الله تعالى بإعداد آلات الحرب لمقاتلتهم حسب الطاقة والإمكان والاستطاعة.
وأخرج الإمام أحمد 17300 وغيره من حديث أبي سلام عن عبد الله الأزرق عن عقبة بن عامر الجهني t قال: قال رسول الله r : (( ارموا واركبوا وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا)) وأخرج مسلم 1919 من حديث عبد الرحمان بن شماسة عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله r :
(( من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو قد عصى))، وهذا يفيد إعداد القوة والاستمرار في ذلك وأن من ترك الرمي بعد ذلك أي الاستعداد فقد عصى.
وفي صحيح مسلم 1918 من طريق عمرو بن الحارث عن أبي علي عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله r : (( ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهوا بأسهمه)) اللهو هنا الاستعداد.
وفي الصحيحين عن حديث زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال ((الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله ...... )) الحديث
¥