تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (() وقال تعالى:) كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (() قلما دخل المسلمون الأولون في معركة إلا وكان الكفار أكثر عددا وعدة وأحيانا يكون الكفار أضعاف أضعاف المسلمين كما هو معروف وهذه معركة بدر فقد كان الكفار ثلاثة أمثال المسلين. وكان السلمون 319 رجلا فاستعان رسول الله r بربه تعالى فأعانه ونصره وأنزل:) إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ

مُرْدِفِينَ (() وقال تعالى:) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (().

والمنتسبون إلى أهل السنة بالبصرة نحو ربع المليون فهم عدد كبير وليس بالقليل هذا مع باقي من ينتسب إلى أهل السنة في العراق كله وهم أكثر من عدد الرافضة، ولا يمكن فصل أهل السنة في الجنوب عن باقي العراق كله فعليهم أن يتصلوا بإخوانهم في باقي البلاد ويتعاونوا معهم ولو قام من هذا. العدد الكبير من السنة الذي يبلغ نحو ربع المليون مئة شخص منهم وانقسموا إلى مجموعات صغيرة وأخذت تهاجم العدو وتقوم بعمليات ضده على طريقة ما يسمى الآن بحرب العصابات لأقضت بإذن الله تعالى مضاجع الكفار وألقت الرعب في قلوبهم.

وتقدم ما جاء في قصة أبي جندل بن سهيل وأبي بصير وفيها: أنه قتل أحد المشركين وانفلت منهم حتى خرج إلى سيف البحر وينفلت منهم أيضا أبو جندل ويلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة فوالله ما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي r تناشده الله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي r إليهم فأنزل الله تعالى:) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ((). أخرجه البخاري 2732.

وتقدم قوله تعالى:) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ

تَنْكِيلاً (().

قال عماد الدين بن كثير 2/ 367: يأمر الله تعالى عبده ورسوله r أن يباشر القتال بنفسه ومن نكل فلا عليه منه ولهذا قال تعالى:) لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ (().

ثم ذكر ما رواه ابن أبي حاتم من طريق الجراح الكندي عن أبي إسحاق قال: سألت البراء بن عازب عن الرجل يلقى مئة من العدو فيقاتل أيكون ممن يقول الله فيهم:) وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (().

قال: قد قال الله لنبيه r ) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ (().

ورواه أبو محمد بن حزم في المحلى 7/ 294 من طريق شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت رجلا سأل البراء بن عازب: أرأيت لو أن رجلا حمل على الكتيبة هم ألف ألقى بيده إلى التهلكة قال البراء: لا ولكن التهلكة أن يصيب الرجل الذنب فيلقى بيده ويقول: لا توبة لي.

وأخرج: أبو داود 2512 والترمذي 2972 وصححه وابن حبان 1667 من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران قال: غزونا من المدينة نريد القسطنطينية والروم ملصقو ا ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو فقال الناس مه مه لا إله إلا الله يلقي بيديه إلى التهلكة فقال أبو أيوب: إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى:) وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (().

فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد قال أبو عمران: فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن في القسطنطينية. أه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير