ولذلك تارك الجهاد يهجر: قال أبو العباس بن تيمية: وجماع الهجرة هي هجرة السيئات وأهلها وكذلك هجران الدعاة إلى البدع وهجران من يخالط هؤلاء كلهم أو يعاونهم وكذلك من يترك الجهاد الذي لا مصلحة لهم بدونه فإنه يعاقب بهجرهم له لما لم يعاونهم على البر والتقوى فالزناة واللوطية وتارك الجهاد وأهل البدع وشربة الخمر هؤلاء كلهم ومخالطتهم مضرة على دين الإسلام وليس فيهم معاونة لا على بر ولا تقوى فمن لم يهجرهم كان تاركا للمأمور فاعلا للمحظور. أه. من تفسير سورة النور صفحة 42.
وأما القول: بأن المصلحة قد لا تقتضي ذلك: فأقول وبالله التوفيق: لا شك أن المصلحة في اتباع الشرع والشارع قد أمر بالجهاد ومصلحة الأخوة في الجنوب هي في إقامة الجهاد وأما إذا لم يقوموا بالجهاد فإن قوات الاحتلال يخشى أن تتمكن أكثر وهذا بالتالي يؤدي إلى إضعاف أهل السنة وتمكين الرافضة والنتيجة زيادة معاناة أهل السنة. أخرج البخاري في صحيحه 2797 من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة t قال سمعت رسول الله r يقول: ((والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزوا في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل)).
قال أبو العباس بن تيمية كما في مجموع الفتوى 28/ 353: فإن نفع الجهاد عام لفاعله ولغيره في الدين والدنيا ومشتمل على جميع أنواع العبادات الباطنة والظاهرة فإنه مشتمل من محبة الله تعالى والإخلاص له والتوكل عليه وتسليم النفس والمال له والصبر والزهد وذكر الله وسائر أنواع الأعمال ما لا يشتمل عليه عمل آخر والقائم به من الشخص والأمة بين إحدى الحسنيين دائما إما النصر والظفر وإما الشهادة والجنة فإن. الخلق لا بد لهم من محيا وممات ففيه استعمال محياهم ومماتهم في غاية سعادتهم في الدنيا والآخرة وفي تركه ذهاب السعادتين أو نقصيهما فإن من الناس من يرغب في الأعمال الشديدة في الدين أو الدنيا مع قلة منفعتها فالجهاد أنفع فيهما من كل عمل شديد وقد يرغب في ترفيه نفسه حتى يصادفه الموت فموت الشهيد أيسر من كل ميتة وهي أفضل الميتات. أ ه.
وختاما أوصي نفسي والأخوة بتقوى الله تعالى وطلب العلم الشرعي ونشره بين الناس وهذا من أعظم أنواع الجهاد وقد قال تعالى:) وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (().
وهذه الآية مكية أي قبل أي يفرض جهاد السيف والسنان فهذا الجهاد الكبير هو جهاد الحجة والبيان كما أوصيهم بالاتصال بعلماء العراق فإن فيهم من هو من كبار أهل العلم كما هو معروف وبالله التوفيق.
كتبه
عبد الله بن الرحمان آل مجلاد
وصايا إلى إخواننا المجاهدين في العراق.
أولاً: تقوى الله، ولزوم طاعته، وكثرة مراقبته وحسن الظن به، والالتجاء والتضرع إليه وكثرة الدعاء، والتقرب إلى الله بالطاعات والنوافل.
ثانياً: الحرص الشديد على التفقه بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وتعلم العلم الشرعي، وقراءة القرآن، وتدبر معانيه، والاطلاع على أحاديث المصطفى r وأخذ الفوائد منها، وأخذ العبر والعظات من سيرة الرسول r .
ثالثاً: كثرة الذكر، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وكثرة الاستغفار والصلاة على النبي r ، والإكثار من قراءة آية الكرسي والمعوذتين.
رابعاً: العدة للجهاد فيجب على كل مسلم أن يتدرب قبل خوضه النزال، ويتعلم طرق القتال، وكيفية المجابهة، وأن يتعلم الرمي ويتقنه، ويتعلم كيفية استخدام السلاح.
خامساً: فحص السلاح وضبطه وصيانته قبل استخدامه.
سادساً: تجنب مواقع المدنيين والناس.
سابعاً: محاولة القتال مع الكافرين بطريقة الكر والفر وكما يقال: ((اضرب واهرب)) فيجب وضع الكمائن لهم وبعد ضربهم الانسحاب؛ لأن بالمجابهة تقديم خسائر؛ بسبب تطور تقنيات العدو وإمكانيتهم للمدد عن طريق الطائرات وغيرها.
ثامناً: تغيير أماكن الكر والفر حتى لا يركز العدو على إيذاء مكان كما حصل في الفلوجة.
تاسعاً: العمل بكتمان، ولزوم السرية فلا نريد أن نمكن عدونا من أحد.
¥