و قال الحميدى عن سفيان: رأيت الزهرى أحمر الرأس و اللحية فى حمرتها إنكفاء،
كأنه يجعل فيه كتما، و كان رجلا أعيمش، و رأيته حين قدم علينا مجمما.
و قال الذهلى، عن عبد الرزاق: قلت لمعمر: هل سمع الزهرى من ابن عمر؟ قال:
نعم، سمع منه حديثين.
و قال أحمد بن عبد الله العجلى: أدرك من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم أنس
ابن مالك، و سهل بن سعد، و عبد الرحمن بن أزهر، و محمود بن الربيع الأنصارى
و روى عن عبد الله بن عمر نحوا من ثلاثة أحاديث، و روى عن السائب بن يزيد.
و قال أبو بكر بن منجويه: رأى عشرة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم و كان
من أحفظ أهل زمانه و أحسنهم سياقا لمتون الأخبار، و كان فقيها فاضلا.
و قال محمد بن سعد: قالوا: و كان الزهرى ثقة، كثير الحديث و العلم و الرواية
فقيها جامعا.
و قال سعيد بن عبد العزيز، عن الزهرى: جالست سعيد بن المسيب ست سنين.
و قال عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى: جالست سعيد بن المسيب ثمان سنين تمس
ركبتى ركبته.
و قال ابن وهب، عن مالك، عن الزهرى: جلست إلى سعيد بن المسيب ثمان سنين.
و قال عبد الرحمن بن مهدى، عن مالك، عن الزهرى: جالسته عشر سنين كيوم واحد.
و قال إبراهيم بن سعد، عن أبيه: ما سبقنا ابن شهاب بشىء من العلم إلا أنه كان
يشد ثوبه عند صدره، و يسأل عما يريد، و كنا تمنعنا الحداثة.
و قال عبد الرحمن بن أبى الزناد عن أبيه: كنت أطواف أنا، و ابن شهاب، و مع
ابن شهاب الألواح و الصحف. قال: و كنا نضحك به.
زاد فى رواية: قال: و قال الزهرى: لولا أحاديث سالت علينا من المشرق ننكرها
لا نعرفها ما كتبت حديثا و لا أذنت فى كتابة.
و فى رواية قال: كنا نكتب الحلال و الحرام، و كان ابن شهاب يكتب كل ما سمع
فلما احتيج إليه علمت أنه أعلم الناس.
و قال إبراهيم بن سعد، عن محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام:
كان ابن شهاب يختلف إلى الأعرج، و كان الأعرج يكتب المصاحف، فيسأله عن الحديث
ثم يأخذ قطعة ورق فيكتب فيها، ثم يتحفظه، فإذا حفظ الحديث مزق الرقعة.
و قال معمر، عن صالح بن كيسان: كنت أطلب العلم أنا و الزهرى، قال: فقال:
نكتب السنن. قال: فكتبنا ما جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم ثم قال: تعال
نكتب ما جاء عن الصحابة. قال: فكتب و لم أكتب فأنجح و ضيعت.
و قال ابن وهب عن الليث: كان ابن شهاب يقول: ما استودعت قلبى شيئا قط فنسيته
قال: و كان يكره أكل التفاح و سؤر الفأر، و يقول: إنه ينسى.
قال: و كان يشرب العسل، و يقول: إنه يذكر.
و قال أحمد بن سنان القطان عن عبد الرحمن بن مهدى: سمعت مالك بن أنس يقول:
حدث الزهرى يوما بحديث، فلما قام قمت فأخذت بعنان دابته فاستفهمته. قال:
تستفهمنى؟ ما استفهمت عالما قط و لا رددت شيئا على عالم قط.
قال: فجعل عبد الرحمن بن مهدى يعجب يقول: فذيك الطوال، و تلك المغازى!
و قال عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهرى: ما استعدت حديثا قط، و لا شككت فى
حديث إلا حديثا واحدا، فسألت صاحبى فإذا هو كما حفظت.
و قال يزيد بن السمط، عن قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل: لم يكن للزهرى كتاب
إلا كتاب فيه نسب قومه.
و قال النسائى: أحسن أسانيد تروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة،
منها: الزهرى عن على بن الحسين، عن الحسين بن على، عن على بن أبى طالب، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، و الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
ابن مسعود، عن ابن عباس، عن عمر، عن النبى صلى الله عليه وسلم. و أيوب عن
محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن على، عن النبى صلى الله عليه وسلم، و منصور عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبى صلى الله عليه وسلم.
و قال سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار: ما رأيت أنص للحديث من الزهرى،
و ما رأيت أحدا الدينار و الدرهم أهون عليه منه. ما كانت الدنانير و الدراهم
عنده إلا بمنزلة البعر.
و قال الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل
المدينة؟
قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم و قضايا أبى بكر، و عمر
و عثمان، و أفقههم، و أعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب، و أما
¥