تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن الحلق لن يكونَ سياسياً فقط .. فموجة التغيير القادمة علينا ستجرف كل شيء بدأً بالمرأة والمناهج الدراسية والى ....... جحر الطب .. شبر بشبر وذرع بذراع.

تداخل الثقافات بين الأمم قدرٌ لازمٌ لا حيدة فيه بدأت إرهاصاته وبواكيره ومؤثراته تلوح وتقرب وتمس .. والإحصائيات التي تصدرها مراكز الدراسات الاستراتيجية الغربية تدل على سرعة اندياح الثقافة الإسلامية وكثرة الراغبين في التعرف عليها. ما يؤكد غلبتها في المستقبل الوسيط. فماذا أعددنا لهؤلاء الراغبين والمؤلفة قلوبهم القادمين من مجتمعات تساوي النساء بالرجال والرجال بالنساء ويعدون ذلك ثقافة متقدمة!

إن نظام الزواج المدني المتبع عندهم إذا أضفنا إليه المادة (11) الخاصة بوجوب الإستماع إلى طعن الولي في الكفاءة , سيكون شبيهاً بمشروع الزواج العرفي وأقرب إلى ذوقهم لسهولة إجراءاته وقلة تكلفته وسرعة إنجازه .. وسيكون فيهِ تجديداً حقيقياً وإحياءً لصورة الزواج التي كانت مُتبعة في عصر الصحابة عليهم رضوان الله والتابعين من حيث التواضع والبُعد عن التكلف مع الإلتزام بضوابط الشرع ..

* * *

بعض المفكرين والكتاب المصلحين والفنيين عمدوا إلى ترشيد المعلومات المتدفقة بهذا الكم المذهل عبر الشبكة العالمية وصنفوا مواقع تقنية تهتم براغبي الزواج من الجنسين على نحو يلبّي مطالبهم ويجمعهم برباط شرعي صحيح. هذه المواقع أثبتت حضوراً لافتاً جعلت جمهرة من الناس تؤوي إليها على اختلاف فئاتهم العُمرية وأوضاعهم الإجتماعية وجنسياتهم العرقية – هذا الحضور المكثف والإقبال المتزايد جعلت هذه المواقع تتنافس على جودة الأداء وتنوّع الخدمات وسرعة الإنجاز وهي بحق مشاريع قمة في الإبداع لم يسبق لها مثيل في التاريخ .. من ذا الذي يستطيع أن يجمع بين المسلم القابع في هضاب الهميلايا الصينية أو قمم الإنذيز الأمريكية وبين المسلمة الثاوية في أعماق جزر الأطلسي أو المتجمد الجنوبي؟؟

هذه المواقع المتميزة ستفرز فيما بعد نقلة نوعية في كيفية إجراء عقود الزواج ينبغي لطلاب الفقه القانوني والمفكرين والكتاب أن يعدّوا العُدة لمواجهتها فإن المواجهة الشاملة والتصدّي للوقائع المستجدة ووضع حلول لها خير من بلاهة النعام التي هي غمض العيون ووضع الأصابع على الأذن أو الإكتفاء بسب الزمان والحنين إلى الماضي ..

الفاسق إن جاءنا بنبأ لا نسارع بردهِ، بل نتبين ما عندهُ ثم تأخذه صالحاً أو نرده طالحاً. وهذا هو النهج الذي أثنى عليه المولى عز وجل بقولهِ:] الذين يستمعون القولَ فيتبعونَ أحسنه [. إذن إنما هو حسن الاستماع والنظر المتأني والتدقيق ثم الاختيار الأصح و الأصلح وترك الغث والزبدالجفاء.

وللحديث بقية ...........

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير